الإمارات تشارك الكويت احتفالها بعيدها الوطني الـ63.. علاقات أخوية تتوثق
"الإمارات تحب الكويت".. رسالة مفعمة بأصدق معاني الأخوة والمحبة، لتهنئة الكويت بأعيادها الوطنية.
رسالة تزينت بها سيارات الشرطة في أبوظبي، وفاضت بها مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات، بالتزامن مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.
وتحتفي الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني، وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 63 عاما، وتحتفل في 26 فبراير/شباط بعيد التحرير بمناسبة ذكرى تحريرها من الغزو العراقي عام 1991.
ويعد هذا أول احتفال في عهد أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم خلفا لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
والتاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكن في مايو/أيار عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير/شباط، الذي يصادف ذكرى تولي الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم، تكريما له ولدوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في مثل هذا اليوم.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة الكويت احتفالاتها بأعيادها الوطنية، في وقت تتوثق فيه العلاقات الأخوية بين البلدين وتمضي إلى آفاق أرحب.
تعاون متنامٍ في أمور عدة، كان أحدثها توقيع البلدين قبل أيام اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، في خطوة على طريق التكامل الاقتصادي والمالي وحرية انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.
المناسبات الوطنية
وتتحول المناسبات الوطنية في البلدين إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
ظهر ذلك جليا في الاحتفال الذي أقيم في الإمارات، والذي نظمته سفارة دولة الكويت لدى الإمارات بتلك المناسبة، بحضور عدد من المسؤولين الإماراتيين رفيعي المستوى، تقدمهم الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وأشاد سفير الكويت لدى الإمارات جمال الغنيم بالعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، الإمارات والكويت، على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واصفا إياها بأنها "نموذج متميز".
وأوضح أن الاحتفال بالعيد الوطني بسفارة الكويت في الإمارات ينطوي على أهمية كبيرة في تعزيز الروابط الدبلوماسية والثقافية بين البلدين وفي تعزيز التفاهم والتعاون المشترك.
وخلال الاحتفال، قدم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة إهداء لسفير دولة الكويت في الإمارات جمال الغنيم يحتوي على نسخة من عدد صحيفة إماراتية بمناسبة أول احتفال لسفارة دولة الكويت في أبوظبي، بعد إعلان الاتحاد وافتتاح سفارة دولة الكويت.
أيضا كانت للقيادة العامة لشرطة أبوظبي مشاركة متميزة في الاحتفال، حيث تقدمت فرسان شرطة أبوظبي ودورية الدراجات الهوائية بإدارة الدوريات الخاصة المسيرة الاحتفالية بمشاركة الدوريات الفارهة ودورية السعادة بمديرية المرور والدوريات الأمنية.
وقدمت فرقة موسيقى الشرطة بإدارة المراسم والعلاقات العامة أمام الضيوف مقطوعات من معزوفاتها التراثية الحماسية، تعبيراً عن الاعتزاز بعمق العلاقات التاريخية والمصير المشترك تحت ظل قيادتي البلدين الشقيقين.
وزينت شرطة أبوظبي دورياتها بشعار "الإمارات_تحب_الكويت" احتفاء بتلك المناسبة.
وتشهد دولة الإمارات سنويا مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء بالأعياد الوطنية لدولة الكويت، منها إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بألوان علم دولة الكويت، ووضع الشعارات ولافتات التهاني في مراكز التسوق في جميع إمارات الدولة، إضافة إلى تنظيم احتفالات ثقافية وتراثية خاصة بالمناسبة.
تنسيق وتعاون
وتواصل الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والكويت نموها المستمر بدعم ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وضمن أحدث مستجدات التعاون بين البلدين، وقعت الإمارات والكويت، في 11 فبراير/شباط الجاري، اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي.
وأكد الدكتور أنور علي المضف، وزير المالية وزير دولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار في دولة الكويت، أهمية الاتفاقية فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال ولمنع التهرب والتجنب الضريبي.
وأوضح أن الاتفاقية تعد جزءا من مسيرة التكامل الاقتصادي والمالي وحرية انتقال رؤوس الأموال بين دولة الإمارات والكويت، متوقعاً أن تسهم بتأثيرات إيجابية على مواطني ومستثمري البلدين الشقيقين.
ويجسد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بين الإمارات والكويت حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين، ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما، وظهر ذلك جليا في أكثر من مناسبة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
من بين تلك المناسبات مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "آسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا تمثل رابطة الآسيان).
كما شارك الزعيمان في الـ21 من الشهر نفسه في قمة القاهرة للسلام، لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة.
وتبذل الدولتان جهودا مشتركة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف إطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
تعاون إماراتي كويتي بناء لتعزيز التضامن الخليجي والعربي ودعم ازدهار ورخاء البلدين، ونشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ومواجهة التحديات المشتركة.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز العمل الخليجي المشترك.
كما سبق أن شارك الزعيمان في مناسبات عدة لتحقيق الأهداف نفسها، من بينها اجتماعهما على هامش قمة جدة للأمن والتنمية في مدينة جدة 16 يوليو/تموز 2022.
زيارات ولقاءات
تتوثق عرى هذا التعاون يوما بعد يوم، لا سيما في ظل القمم والمباحثات المتواصلة بين قادة البلدين، والزيارات المتبادلة بين مسؤوليهما، واتفاقيات التعاون والشراكة التي تربط البلدين.
واستقبل الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في قصر بيان يوم 24 يناير/كانون الثاني الماضي، الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، خلال زيارته الرسمية لدولة الكويت.
ونقل حاكم رأس الخيمة خلال اللقاء تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتمنياته لأخيه أمير دولة الكويت بموفور الصحة ودوام العافية، ولشعب الكويت الشقيق بمزيد من التقدم والنماء والازدهار، ومن جانبه حمل أمير الكويت حاكم رأس الخيمة تحياته لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها بدوام التقدم والرخاء والازدهار.
وهنأ حاكم رأس الخيمة أمير دولة الكويت الشقيقة بمناسبة توليه مقاليد الحكم، متمنياً له التوفيق والسداد في مواصلة مسيرة النماء والتقدم والازدهار لدولة الكويت.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء الأحاديث الودية التي تعكس عمق العلاقات التاريخية وأواصر الأخوة الراسخة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
كما بحث الجانبان عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا العلاقات الثنائية التي تربط دولة الإمارات ودولة الكويت، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
جاءت تلك الزيارة بعد نحو شهرين من لقاء جمع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على هامش مشاركتهما في أعمال "القمة العربية-الإسلامية المشتركة غير العادية" بالسعودية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وبحث الجانبان العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين في جميع المجالات، بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويسهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وقبل أيام شارك وفد كويتي رفيع المستوى في القمة العالمية للحكومات التي استضافتها الإمارات خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط الجاري.
علاقات تاريخية
تعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود، وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير، حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في دولة الإمارات خلال عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد.
كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في دولة الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي، بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.
وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة إلى روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك وزادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف في أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها، بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
ولا تنسى الكويت وأهلها وقفة دولة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990، والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت دولة الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.
ومنذ توقيع البلدين على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006، شهد البلدان خطوات أسهمت في ترسيخ العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت والانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق.
ووفقا لسفارة الإمارات في الكويت فقد بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الإمارات إلى الكويت نحو 837.8 مليون دولار أمريكي (3.07 مليار درهم)، في الفترة من 2016-2020، فيما بلغت قيمة الاستثمارات الكويتية المتدفقة إلى دولة الإمارات 1.745 مليار دولار (6.4 مليار درهم).
ووصلت تجارة دولة الإمارات مع دولة الكويت خلال النصف الأول من عام 2023 إلى 22.3 مليار درهم، في حين كشفت الإحصائيات المجمعة من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ عن أن إجمالي التبادل التجاري بين دولة الإمارات ودولة الكويت بلغ 44.8 مليار درهم خلال عام 2023، و44.1 مليار درهم التبادل التجاري بين البلدين خلال 2022 بنمو 15 % مقارنة مع 2021.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فيما تحافظ العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها في ظل القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز