ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي يناقش تعزيز الشراكة الاقتصادية
ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي يؤكد تكثيف التعاون بين البلدين في التجارة والاستثمار والزراعة والطاقة المتجددة.
بحث ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي الأربعاء في إمارة الشارقة فرص الشراكة في المجالات التجارية والاستثمارية بين مجتمع الأعمال الإماراتي ونظيره في جمهورية قيرغيزستان ضمن مجموعة من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الملتقى الذي نظمته وزارة الاقتصاد الإماراتية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة ووكالة تشجيع وحماية الاستثمار في جمهورية قيرغيزستان أهمية تكثيف جهود التعاون واستكشاف الفرص خلال المرحلة المقبلة في القطاعات المهمة، وأبرزها التجارة والاستثمار والزراعة والمنتجات الغذائية والطاقة المتجددة والتعدين والسياحة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.
حضر الملتقى الذي عقد في مقر غرفة تجارة وصناعة الشارقة الشيخ ماجد بن فيصل القاسمي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وعبدالله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، فيما ترأس الوفد القيرغيزي أديلبيك أولو شومكار بك رئيس وكالة تشجيع وحماية الاستثمار في قيرغيزستان، بحضور ماماتبيكوف أيبك القنصل العام لجمهورية قيرغيزستان في دبي، ومحمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة الشارقة، إلى جانب ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومجتمع الأعمال في البلدين.
وقال عبدالله آل صالح في كلمته خلال افتتاح الملتقى إن دولة الإمارات وجمهورية قيرغيزستان تتمتعان بعلاقات ثنائية طيبة ومتنامية، وشهدت خلال السنوات القليلة الماضية زخماً متزايداً وخصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأكد أن هذا الملتقى هو منصة جديدة وحيوية لاستكمال أواصر التعاون واستكشاف مزيد من الفرص التجارية والاستثمارية في أسواق البلدين، وتطوير شراكات مثمرة على مستوى القطاع الخاص ورجال الأعمال.
وأشار إلى أن إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2018 سجل أكثر من مليار دولار، وعلى الرغم من أن هذا المعدل لا يعكس تطلعات وإمكانات البلدين؛ فإنه يؤكد أننا نسير بالاتجاه الصحيح، فهو يعادل أكثر من 3 أضعاف ما تم تحقيقه عام 2017، وأكثر من 10 أضعاف ما تحقق في عام 2016.
وعبر عن تفاؤله بأن تواصل التجارة البينية نموها بصورة أكبر خلال السنوات المقبلة لتوازي ما لدى البلدين من قدرات إنتاجية وتجارية، حيث استأثرت الإمارات بما نسبته 60% من مجمل تجارة قرغيزيا مع الدول العربية خلال عام 2018، وهي بوابة حيوية لتجارة قيرغيزيا مع أسواق المنطقة.
وأكد آل صالح أن دولة الإمارات حريصة على تقوية شراكاتها الاقتصادية والتجارية مع منطقة وسط آسيا، وأن قيرغيزستان وجهة مهمة ومنطقة واعدة للاستثمار ومقصد سياحي بارز في هذه المنطقة الحيوية، ولديها المقومات التي تؤهلها لأداء دور مهم في تأسيس شراكات مستدامة ومثمرة بين الجانبين.
وأشار إلى أن النشاط الذي شهدته حركة النقل الجوي بين البلدين خلال الفترة الماضية يوفر عاملاً مهماً في زيادة التبادلات التجارية والأنشطة السياحية وزيارات الوفود التجارية ورجال الأعمال، حيث ترتبط مدن البلدين اليوم بنحو 9 رحلات طيران مباشرة أسبوعياً.
وأضاف آل صالح أن المجالات المطروحة للتعاون بين البلدين تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها التجارة والاستثمار والتعاون في الزراعة والمنتجات الغذائية والثروة الحيوانية والنقل والطيران المدني، والسياحة والتعليم والطاقة المتجددة، إلى جانب صناعة الحلال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأعرب عن تطلعه إلى أن يسهم هذا الملتقى في توسيع الاستثمارات والمشاريع في هذه القطاعات وتعزيز العمل المشترك لرفع التبادلات التجارية وزيادة فرص الصادرات الإماراتية في الوصول إلى الأسواق القيرغيزية ومختلف أسواق منطقة وسط آسيا.
وبدوره، دعا أديلبيك أولو شومكار بك رجال الأعمال والمستثمرين من دولة الإمارات خلال إلقائه عرضاً تقديمياً عن الفرص الاستثمارية في قيرغيزستان، إلى استكشاف ما تقدمه أسواق بلاده من فرص واعدة للشراكة مع القطاع الخاص في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن الملتقى الإماراتي القيرغيزي ينطوي على فرصة مهمة لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحديد الفرص والأسواق الجديد لرجال الأعمال في الجانبين.
وأعرب عن أمله بأن يمثل الملتقى محطة جديدة لتأسيس قنوات تعاون طويل الأجل ويعود بالمنفعة الاقتصادية على البلدين.
واستعرض أديلبيك عدداً من الحوافز والميزات للاقتصاد القيرغيزي، موضحاً أن بلاده تنشط في مجال الطاقة المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأن قطاع الطاقة المتجددة يطرح فرصاً لشراكات تنموية مثمرة بين البلدين.
ولفت إلى أن تكلفة إنتاج الكهرباء منخفضة في قيرغيزستان وهو ما يشجع الأنشطة الاستثمارية الضخمة ويخفض كلفتها التشغيلية.
وأوضح أن بلاده تضم 5 مناطق اقتصادية، وتمثل قيرغيزستان بوابة لأسواق ضخمة من أبرزها روسيا ومنطقة وسط آسيا، كما تضم أراض خصبة شاسعة توفر فرصاً للشراكة في الاستثمار الزراعي وإنتاج محاصيل عالية الجودة، كما أن لديها قطاع تعدين غنيا وواعدا ومتعدد الموارد، فضلاً عن الإمكانات السياحية الكبيرة نظراً لطبيعتها الغنية والمتنوعة ومناخها الجاذب.
من جانبه، أكد الشيخ ماجد بن فيصل القاسمي أن انعقاد الملتقى الذي تستضيفه غرفة الشارقة، جاء ليكون منصة تفاعلية تجمع نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال إلى جانب ممثلين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف العمل معاً نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات وقيرغيزستان والخروج بخطوات عملية لدفع مستوى التبادل التجاري والتعاون الاستثماري بما يحقق رؤية وطموحات قيادتي البلدين.
ودعا رجال الأعمال والمستثمرين إلى الاستفادة القصوى من الملتقى لتحقيق مزيد من التعاون وعقد الشراكات في مختلف المجالات الاقتصادية وفي مقدمتها الزراعة والسياحة والخدمات اللوجستية والتجارة والاستثمار من خلال المزايا التي يتميز بها البلدان.
وأكد التزام غرفة الشارقة بتقديم كل ما يلزم من تعاون ودعم ومساندة واستشارات للمستثمرين والشركات القيرغيزية الراغبة بتأسيس أعمال في إمارة الشارقة التي تتميز بموقعها الاستراتيجي وبجاذبيتها الاستثمارية في ظل اعتمادها سياسة التنويع الاقتصادي وتوفيرها بنى تحتية ولوجستية متطورة، وبيئتها المحفزة ومشاريعها الرائدة في قطاعات متنوعة، فضلاً عن احتوائها على واحد من أكبر وأهم مراكز إقامة المعارض على مستوى الدولة والمنطقة وهو مركز إكسبو الشارقة الذي يستقطب آلاف الزوار والشركات العارضة من خلال استضافة وتنظيم المعارض الدولية والعالمية بمختلف التخصصات.
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية القيرغيزية تشهد نمواً متواصلاً، تدعمها روابط التاريخ والقرب الجغرافي والانتماء المشترك للحضارة الإسلامية والموروث الثقافي الإسلامي العريق.
ولفت إلى أن هذه العوامل تسهم في الانطلاق نحو آفاق أرحب من تعزيز العلاقات لتشمل الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يخدم نماء وازدهار البلدين.
كما ألقى القنصل العام القيرغيزي كلمة وفد بلاده، مشيراً إلى أن الملتقى هو فرصة جديدة لتنمية أنشطة التجارة والاستثمار بين البلدين ورفع مستوى التبادلات التجارية.
وأكد أن الإمارات تمثل وجهة اقتصادية ذات أولوية بالنسبة لقيرغيزستان على مستوى دول المنطقة، وتعد مركزاً حيوياً لتجارة قيرغيزستان من المنتجات الزراعية والسلع الغذائية والمحاصيل.
وقال إن تعاون البلدين لا يقتصر على مجال الغذاء والزراعة، بل يشمل عدداً من القطاعات الحيوية الأخرى، مثل النقل والبنية التحتية والقطاع اللوجستي.
وتضمن الملتقى عرضاً حول أبرز الفرص الاستثمارية وحوافز بيئة الأعمال في إمارة الشارقة، قدمه محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة".
أكد في العرض أن الشارقة تمثل وجهة حيوية لتعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية مع قيرغيزستان، واستعرض مجموعة من الفرص والأنشطة الاقتصادية التي تمثل محاور مهمة للشراكات الممكنة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، من أبرزها البنية التحتية والسياحة والضيافة والرعاية الصحية والابتكار والصناعات التحويلية والتصنيع القائم على التكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب أنشطة المناطق الحرة.