بعد انضمام المغرب.. الإمارات تقود قاطرة السلام بالمنطقة
منذ خطوة الإمارات الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام خلال 3 أشهر.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة المغربية.
ولا شك أن انضمام المغرب التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، لمسار السلام مع إسرائيل، خطوة لها أهميتها وتصب في صالح دعم القضية الفلسطينية وإعادة عملية السلام لمسارها بعد توقفها .
وتأتي الخطوة المغربية بعد أسابيع من توقيع الإمارات منتصف سبتمبر/أيلول الماضي معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، في خطوة شجاعة أسهمت في دفع البحرين والسودان إلى نهج ذات الطريق، الأمر الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويسهم في دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
هذه الخطوة دعمتها الإمارات أيضا برعاية اتفاق سلام تاريخي في جوبا، وقعته الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد مفاوضات امتدت لما يقارب العام، أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.
وبعد شهر من رعايتها اتفاق السلام السوداني، افتتحت الإمارات 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أول قنصلية عربية في مدينة العيون جنوبي المغرب، في حدث تاريخي يزين العلاقات بين الدولتين، وتبعتها في الخطوة ذاتها الأردن والبحرين، في جهود تسهم في تعزيز التضامن العربي.
جهود إماراتية رائدة
ومنذ المكالمة التاريخية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 13 أغسطس/آب الماضي، لم يعد يمر شهر، إلا وتعلن دولة عربية جديدة الانضمام لمسار السلام.
الإعلان الإماراتي تبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر/أيلول الماضي يعلن الانضمام لقطار السلام.
وبعد أن ترجمت أبوظبي إعلانها التاريخي على أرض الواقع بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين."
ولم تمر أيام على تلك الخطوة الأخيرة، لتعلن السودان هي الأخرى في 23 أكتوبر الماضي، الانضمام لمسار السلام.
ويوما بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
المغرب.. سلام يدعم القضية الفلسطينية
ومع كل خطوة نحو السلام، تتأكد صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
على نفس مسار السلام الإماراتي ثم البحريني والسوداني، التي أكدت خلاله أن دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتهما، انضمت المغرب على نفس الدرب.
وأكد عاهل المغرب الملك محمد السادس بأن التدابير التي تم الاتفاق عليها مع ترامب "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
وأشار ترامب في تغريدة على تويتر إلى أن إسرائيل والمملكة المغربية اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
وأكد الرئيس الأمريكي، في تغريداته، أن هذه الخطوة تعد إنجازا هائلا للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وأعلن أيضاً أن "المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777، ومن ثم فمن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية".
بدورها قالت وكالة الأنباء المغربية إن عاهل المغرب والرئيس الأمريكي تباحثا خلال اتصال هاتفي حول الوضع الراهن بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، ذكر عاهل المغرب بالمواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة المغربية من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
وانطلاقا من دور عاهل المغرب- بحسب المصدر ذاته - بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، فقد شدد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى.
وأخبر الملك محمد السادس الرئيس الأمريكي، بنية المغرب، تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب، واستئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال.
وأشار أيضاً إلى سعي المغرب لتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، لذا تقرر العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
وأكد عاهل المغرب "أن هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط"، إضافة إلى تأكيدات متواصلة من الدول المنضمة للسلام على أولوية تعزيز قضية السلام بالمنطقة، مستفيدين في هذا الصدد بالتجربة الإماراتية.
سلام عابر للقارات
من قارة آسيا إلى أفريقيا، بدأت شعوب المنطقة تتنسم عبير السلام، وتتوق لجني ثماره، وبعد البحرين والسودان والمغرب، يتوقع أن تتجه المزيد من الدول إلى نهج ذات الطريق.
معاهدة السلام المغربية الجديدة مع إسرائيل، تثبت نجاح دبلوماسية الإمارات الواقعية والجريئة الهادفة إلى توسيع آفاق السلام في المنطقة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار.
هذه الخطوة تستهدف توظيف كل ذلك لدعم القضية الفلسطينية من جانب، وتعزيز خطط التنمية والتعاون بين دول المنطقة من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتتواصل إنجازات الإمارات على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كرست الإمارات نفسها في عهده لاعبا أساسيا وشريكا هاما في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي.
وواصلت الإمارات السير على نفس الاستراتيجية تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
وترجم تلك الاستراتيجية على أرض الواقع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، التي أسهمت مبادراته في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.
مجددا تثبت دولة الإمارات للعالم أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية الأولى.
ومنعت معاهدة السلام الإماراتية وقف ضم أراض فلسطينية وأسهمت في فتح الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز