عشية قمة ألاسكا.. وساطة إماراتية بالأزمة الأوكرانية تعزز جهود السلام

وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تعد السادسة خلال عام 2025، وتحمل أهمية خاصة في توقيتها ودلالاتها.
وبموجب الوساطة الجديدة، نجحت الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 168 أسيرا من الجانبين.
وبالوساطة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024، عبر 16 وساطة إماراتية، إلى 4300، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
نجاحات متتالية تؤكد من خلالها الإمارات أنها ليست مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتثبت أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
أهمية خاصة
تحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة لأكثر من سبب من أبرزها:
- تأتي الوساطة عشية قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
ومن المقرر أن يناقش ترامب وبوتين كيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، فيما تعد أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي بادرة إيجابية قبيل القمة المرتقبة، تحدث فلاديمير بوتين، عن "جهود صادقة" لواشنطن لحل النزاع في أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي بوتين في اجتماع بالكرملين مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الروس الخميس، "أود أن أخبركم عن المرحلة التي وصلنا إليها مع الإدارة الأمريكية الحالية، والتي، كما يعلم الجميع، تبذل، في رأيي، جهودا نشطة وصادقة للغاية لوقف القتال وإنهاء الأزمة والتوصل إلى اتفاقات تصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع".
ومع إتمام الوساطة في هذا التوقيت، تعزز دولة الإمارات من فرص تحقيق السلام، بعد أن نجحت خلال السنوات الماضية عبر وساطاتها أن تبقي نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة، وهي جهود تتوافق مع مساع تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهائها، عبر التوصل لهدنة وبدء محادثات سلام.
- أيضا تحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة كونها تأتي بعد أسبوع من توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال قمة جمعتهما في موسكو، على وساطات بلاده الناجحة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس بوتين في الكرملين في 7 أغسطس/آب الجاري عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة نهج دولة الإمارات الثابت في العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية لمختلف النزاعات والصراعات على المستويين الإقليمي والعالمي.
وجدد شكره وتقديره للرئيس فلاديمير بوتين لتسهيل عمليات الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي شملت أكثر من أربعة آلاف أسير، مؤكداً استعداد الإمارات لبذل أي جهد إضافي في هذا الشأن الإنساني.
وبالوساطة الجديدة، ترسخ دولة الإمارات مكانتها داعما رئيسيا لجهود تعزيز الأمن والاستقرار حول العالم من خلال دبلوماسيتها الإنسانية ومبادراتها التي تستهدف خير ونماء البشرية ونشر قيم الخير والسلام والتسامح والأخوة.
أيضا يعزز هذا النجاح مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وتجسد وساطة الإمارات الناجحة أيضا ثقة العالم وتقديره لقيادة الإمارات وجهودها ووساطاتها القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعرب أكثر من مرة عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.
تفاصيل الوساطة الجديدة
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية ، الخميس، عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا في إنجاز عملية تبادل جديدة تضمنت 84 أسيراً من الجانبين بمجموع 168 أسيراً.
وأعربت وزارة الخارجية عن خالص شكرها للبلدين الصديقين على تعاونهما في إنجاح جهود الوساطة الإماراتية ما يعكس تقديرهما لحرص دولة الإمارات على بذل كل ما من شأنه دعم المساعي الرامية لحل الأزمة بين البلدين.
ومع نجاح هذه الوساطة بلغ مجموع الوساطات الإماراتية التي تمت خلال الأزمة 16 وساطة، ما يؤكد قوة وتميز العلاقات التي تجمع دولة الإمارات بكل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا.
وأكدت وزارة الخارجية على أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها الرامية إلى إنجاح مختلف الجهود للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
16 وساطة
وساطة جديدة تبرز إصرارا إماراتيا على دعم حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 16 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين منذ مطلع عام 2024، إضافة إلى وساطة سابقة عام 2023، تفاصيلها كما يلي:
14- أغسطس/ آب 2025
إتمام عملية تبادل شملت 168 أسيرا من الجانبين.
- 6 مايو/أيار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 410 أسرى من الجانبين.
- 19 أبريل/نيسان 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 538 أسيرا من الجانبين.
- 19 مارس/آذار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 350 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 5 فبراير/شباط 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
- 15 يناير/كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
- 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
- 24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
- 17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من الأسرى.
- 25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
- 31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
- 8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
- 31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من أسراها من روسيا.
- 3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
- 4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.