الإمارات وأزمة أوكرانيا.. 15 وساطة ناجحة تتوج جهودا بارزة للسلام

وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، هي الثانية خلال شهر، والخامسة خلال عام 2025، تتوج جهودا متواصلة لحل الأزمة.
وبموجب الوساطة الجديدة، نجحت الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 410 أسرى من الجانبين.
وتأتي تلك الوساطة بعد نحو أسبوعين من نجاح الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا في 19 أبريل/نيسان الماضي شملت 538 أسيرا من الجانبين، فيما تعد أكبر عملية تبادل للأسرى تتم بوساطة إماراتية منذ اندلاع الحرب الأوكرانية قبل أكثر من 3 سنوات.
تفاصيل الوساطة
وأعلنت دولة الإمارات نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل جديدة تضمنت 205 أسرى من الجانب الأوكراني و205 أسرى من الجانب الروسي.
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن شكرها للبلدين الصديقين على تعاونهما في إنجاح جهود الوساطة الإماراتية، ما يعكس ثقتهما وتقديرهما لحرص الإمارات على دعم كافة المساعي الرامية لحل الأزمة بين البلدين.
وأفادت الوزارة بأنه مع نجاح هذه الوساطة يبلغ مجموع الوساطات الإماراتية التي تمت خلال الأزمة 15 وساطة، والتي تأتي انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات بكل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت في بيان اليوم الثلاثاء، أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا اليوم الثلاثاء 205 من أسرى الحرب لكل منهما.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الإمارات لعبت دور الوسيط في عملية التبادل، مضيفة أن الأسرى الروس المحررين موجودون الآن في روسيا البيضاء لتلقي العلاج والدعم النفسي.
وبالوساطة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024، عبر 15 وساطة إماراتية، إلى 4132، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
نجاحات متتالية تؤكد من خلالها الإمارات أنها ليست مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتثبت أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
أمل يتجدد
وتأتي الوساطة الجديدة، قبيل يومين من هدنة مرتقبة بين الجانبين تستمر 3 أيام.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح هدنة من جانب واحد من الثامن إلى العاشر من مايو/أيار الجاري بمناسبة احتفال بلاده بيوم النصر في 9 مايو/أيار الجاري.
وتعد هذه الهدنة الثانية خلال أقل من شهر، حيث سبق أن أعلن بوتين هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفصح في أبريل/نيسان الماضي، أدت إلى خفض الأعمال القتالية، رغم عدم احترامها بشكل كامل من الطرفين.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "هدف هدنة عيد الفصح، وكذلك المبادرة الحالية لإعلان هدنة خلال احتفالات الثامن والتاسع والعاشر من أيار/مايو، هو اختبار لاستعداد كييف لإيجاد طريق نحو سلام دائم طويل الأمد".
وتبقى دولة الإمارات عبر نجاح وساطاتها نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة التي تجاوزت الأعوام الثلاثة، وهي جهود تتوافق مع مساع تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهائها، عبر التوصل لهدنة وبدء محادثات سلام.
رسائل مهمة
أيضا تأتي الوساطة الجديدة بعد أيام من توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثات هاتفية بينهما مطلع الشهر الجاري، وذلك للوساطة الإماراتية الناجحة في أكبر عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وثمن بوتين الجهود المثمرة التي تقوم بها دولة الإمارات ووساطاتها في هذا المجال خلال الفترة الماضية.
من جهته، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للرئيس الروسي لتعاون روسيا في إنجاح جميع الوساطات السابقة.
وأكد أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها في هذا الجانب الإنساني المهم وتدعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للنزاع.
نجاحات إماراتية متتالية في دبلوماسية الوساطة ترسخ مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وتجسد وساطة الإمارات الناجحة أيضا ثقة العالم وتقديره لقيادة الإمارات وجهودها ووساطاتها القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعرب عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه في أبوظبي 17 فبراير/شباط الماضي على الجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
حصاد الوساطات
وساطة جديدة تبرز إصرارا إماراتيا على دعم حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 15 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين منذ مطلع عام 2024، إضافة إلى وساطة سابقة عام 2023، تفاصيلها كما يلي:
- 6 مايو/أيار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 410 أسرى من الجانبين.
- 19 أبريل/نيسان 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 538 أسيرا من الجانبين.
- 19 مارس/آذار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 350 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 5 فبراير/شباط 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
- 15 يناير/كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
- 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
- 14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
- 24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
- 17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من الأسرى.
- 25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
- 31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
- 8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
- 31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من أسراها من روسيا.
- 3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
- 4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
الدعم الإنساني
وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا التحركات الإنسانية لدولة الإمارات لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
وضمن أحدث تلك الجهود وقعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية اتفاقية تعاون مع مؤسسة أولينا زيلينسكا، في 18 فبراير/ شباط الماضي تهدف إلى توفير مراكز إضافية للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام وذلك من خلال تقديم مساهمة مالية قدرها 4.5 مليون دولار أمريكي.
تأتي هذه المبادرة ضمن المرحلة الثانية من المشروع، إذ سبق أن شيّدت دولة الإمارات عددا من مراكز الإيواء مجهزة بالكامل للأسر الأوكرانية الحاضنة، مما أسهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال الذين فقدوا رعاية ذويهم.
وتهدف المرحلة الثانية إلى تعزيز جهود دعم الأسر الحاضنة وتوفير السكن اللائق للأطفال.
ومنذ بداية الأزمة فبراير/شباط 2022، خصصت الإمارات 105 ملايين دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، ونقلت أكثر من 1015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية.
كذلك نجحت الإمارات في توظيف حيادها الإيجابي لدعم التعاون الاقتصادي مع أوكرانيا، الأمر الذي توج بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين فبراير/ شباط الماضي.
وما تزال دولة الإمارات مستمرة في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للاجئين والنازحين في أوكرانيا وذلك انطلاقاً من النهج الراسخ لدى قيادة الدولة الرشيدة بمد يد العون لكافة شعوب العالم لمساعدتها في تخطى أزماتها الإنسانية.