الإمارات باجتماعات "البرلماني الدولي".. نشاط مكثف ومشاركة بناءة

نشاط مكثف ومشاركة إيجابية بناءة للإمارات في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي التي تستضيفها مدريد من 25 إلى 30 نوفمبر الجاري.

نشاط بدا لافتا على أكثر من صعيد منذ وصول وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي برئاسة الدكتور علي النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية في الاتحاد البرلماني الدولي إلى العاصمة الإسبانية مدريد.

ويستضيف البرلمان الإسباني خلال الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر/تشرين الأول الجاري اجتماعات الجمعية العامة الـ143 للاتحاد البرلماني الدولي والدورة الـ208 للمجلس الحاكم واجتماعات اللجنة التنفيذية واللجان الدائمة والمتخصصة.

ويشارك وفد الشعبة البرلمانية على مدار تلك الفترة في اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد، واللجنة التنفيذية للجمعية العامة، واللجنة الدائمة للتنمية المستدامة، واللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان، وجمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية، واللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين، ومكتب النساء البرلمانيات واجتماعات المجموعة الفرعية لمنتدى البرلمانيات، ومنتدى البرلمانيين الشباب التابع للاتحاد البرلماني الدولي وورش عمل حول تغير المناخ والحوار بين الأديان والديمقراطية.

وكان لافتا خلال تلك الاجتماعات حرص أعضاء الوفد البرلماني الإماراتي على المشاركة الإيجابية البناءة والمؤثرة خلال جميع تلك الاجتماعات، عبر مداخلات ومناقشات ومباحثات تبرز التجربة الإماراتية الرائدة على مختلف الأصعدة في موضوع النقاش.

أهمية خاصة

وتكتسب تلك الاجتماعات أهميتها من أهمية الدور الذي يقوم به الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعد قاطرة الدبلوماسية البرلمانية العالمية من جانب.

ومن جانب آخر من طبيعية الموضوعات التي ستناقشها تلك الاجتماعات، التي تناقش التحديات المعاصرة للديمقراطية وتزايد الاستقطاب وانتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما يمكن أن تفعله البرلمانات لمعالجة هذه المشاكل.

كما سيتم خلال الاجتماعات مناقشة العديد من الموضوعات أهمها مشروع قرار بشأن التشريعات في جميع أنحاء العالم لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم عبر الإنترنت.

وسيتم إطلاق الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز التي تمثل 120 دولة، رسميا في جمعية مدريد على أن يتم النظر في استراتيجية جديدة للاتحاد البرلماني الدولي واعتمادها للفترة 2022-2026.

تهدف الاستراتيجية الجديدة إلى إعادة تركيز الاتحاد البرلماني الدولي في المجالات التي يمكن أن يكون لها أكبر تأثير فيها إذ تحدد الاستراتيجية أولويات السياسة التالية للسنوات الخمس القادمة وتشمل العمل بشأن تغير المناخ، والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، والسلام والأمن، والتنمية المستدامة.

ويلعب المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي دوراً بارزاً في التعاطي مع مختلف القضايا العالمية والإقليمية على مختلف الأصعدة اتساقا مع الرؤية الإماراتية للقضايا والتحديات العالمية من منطلق مكانتها الرائدة وثقلها الإقليمي والدولي، ولا سيما بعد أن توج العالم تقديره للإمارات ومكانتها بانتخابها عضوا في مجلس الأمن الدولي للفترة "2022-2023"، وفوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، وفوزها باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023.

نشاط مكثف

 وشارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي برئاسة الدكتور علي النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية في الاتحاد البرلماني الدولي، اليوم الأحد، في اجتماع الدورة الـ 208 للمجلس الحاكم الذي عقد ضمن اجتماعات الجمعية العامة الـ 143 للاتحاد.

ضم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في عضويته كلا من سارة محمد فلكناز، ومروان عبيد المهيري وميرة سلطان السويدي أعضاء المجلس الوطني، وعفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.

وجرى خلال الاجتماع اعتماد جدول الأعمال ومحضر الدورة السابقة، وانتخاب رئيسة مجلس النواب الإسباني ميرشيل باتيت لرئاسة أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للاتحاد.

وأكد الدكتور علي النعيمي ممثل المجموعة العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد حرص دولة الإمارات على دعم عمل الاتحاد خاصة في هذه المرحلة الانتقالية التي يشهد فيها الاتحاد تطبيق الاستراتيجية الجديدة.

وتم مناقشة المسائل المتعلقة بعضوية الاتحاد البرلماني الدولي وصفة المراقب، وتم إحاطة المجلس الحاكم بتقارير تتعلق بالمؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، والقمة الثالثة عشرة لرئيسات البرلمانات، والقمة البرلمانية العالمية الأولى بشأن مكافحة الإرهاب.

وفي اجتماع منفصل، شاركت ميرة سلطان السويدي وسارة محمد فلكناز عضوتا وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي في اجتماع الدورة الثانية والثلاثين لمكتب ومنتدى النساء البرلمانيات.

وفي بداية الاجتماع تم انتخاب ميريتشيل باتيت رئيسة مجلس النواب الإسباني لتكون رئيسة الدورة الـ "32" للمنتدى، وتم مناقشة مشروع قرار بعنوان "التشريعات في جميع أنحاء العالم لمكافحة والاستغلال والاعتداء الجنسيين للأطفال عبر الإنترنت"، في إطار محورين هما موضوع "كيف يمكن للتشريعات والسياسات التي تكافح الاستغلال والاعتداء الجنسي للأطفال عبر الإنترنت أن تركز على الناجين، وتضع حقوق الفتيات في المقدمة، وتعتبرها المحور الأساسي".

والمحور الثاني "كيف يمكن للتدابير الوقائية حول الاستغلال والاعتداء الجنسيين للأطفال عبر الإنترنت، وتعليم الأطفال أن تراعي السن والجندر من خلال الأخذ بالاعتبار مختلف احتياجات الفتيات والشباب، بما في ذلك التربية الجنسية، والوعي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدرسة".

وجرى انتخاب ميرة سلطان السويدي كمقرر لمجموعة المحور الثاني التي ناقشت "استراتيجيات تراعي السن ونوع الجنس لتمكين الأطفال وتعليمهم لحماية أنفسهم والإبلاغ عن الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت".

وركز المشاركون على أهمية الأطر القانونية والمساءلة لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم عبر الإنترنت، وذلك من خلال الالتزام بالاتفاقيات الدولية مثل "البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل"، مع التأكيد على أهمية إضفاء الطابع المحلي على هذه المعاهدات من خلال اعتماد أحكام قانونية محددة بشأن العنف الجنسي عبر الإنترنت واستغلال الأطفال والاعتداء عليهم.

وفي اجتماع آخر، شارك مروان عبيد المهيري عضو مجموعة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في منتدى البرلمانيين الشباب.

وناقش المنتدى مشروع قرار بعنوان "التشريعات في جميع أنحاء العالم لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت".

وقال مروان عبيد المهيري في مداخلة للشعبة البرلمانية الإماراتية حول الموضوع إن هناك العديد من التحديات التي تواجه الأطفال والشباب الناشئة خاصة ما سببتها جائحة كوفيد-19، إذ تأثّر أكثر من 1.5 بليون طفل نتيجة الاجراءات التي فرضها الفيروس مما ترتب عليه ارتفاع ملحوظ في استخدام الاطفال الشبكات المعلوماتية وتعرض العديد منهم إلى الاستغلال والاعتداء.

وأكد أن دولة الإمارات تمتلك تجربة عالمية رائدة في توفير البيئة الرقمية الآمنة لأطفالها وشبابها لحمايتهم من مخاطر التعامل السلبي مع شبكة الإنترنت، من خلال الاتفاقيات الدولية والإقليمية الخاصة بالطفل وسن العديد من القوانين والتشريعات لتنفيذ هذه الاتفاقيات لضمان حقوق الأطفال وحمايتهم من كافة أشكال العنف والاستغلال.

وقال إن الشعبة البرلمانية الإماراتية تؤكد على أهمية وضع تشريعات لمنع حوادث الاستغلال الجنسي للأطفال على الإنترنت والتصدي لها، وتعزيز تدابير تحديد وحماية الضحايا، وإنشاء آليات للإبلاغ، ووضع مفهوم عالمي لحماية الأطفال على الإنترنت يهدف إلى اتباع نهج شامل لبناء مساحات رقمية آمنه ومناسبة لعمر الأطفال والشباب.

ومنذ بدء اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي الخميس، كان للوفد البرلماني الإماراتي مشاركة فعالة في مختلف الاجتماعات.

وكان وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي قد شارك أمس السبت في الاجتماعين التنسيقيين للمجموعتين الإسلامية والآسيوية اللذين عقدا ضمن اجتماعات الجمعية العامة الـ143 للاتحاد و الدورة الـ208 للمجلس الحاكم.

والجمعة، شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي برئاسة الدكتور علي النعيمي ممثل المجموعة العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي.. في الاجتماع التنسيقي للمجموعة العربية.

كما شارك الدكتور علي النعيمي، الخميس، في اجتماع الدورة "286" للجنة التنفيذية المنعقدة ضمن جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة الـ143 للاتحاد والدورة الـ208 للمجلس الحاكم.

واعتمد اجتماع اللجنة التنفيذية استراتيجية الاتحاد البرلماني الدولي للأعوام "2022-2026"، وناقش الوضع المالي وميزانية الاتحاد البرلماني الدولي للعام 2022.

 وتهدف استراتيجية الاتحاد إلى بناء برلمانات فعالة وذات صلاحية، وأن تكون البرلمانات ممثلة من جميع شرائح المجتمع مع ضمان التوازن بين الجنسين، وبناء برلمانات مرنة ومبتكرة، وتعزيز الترابط والتضامن البرلماني، وتحقيق المزيد من التعاون والشفافية في العلاقة بين الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الأعضاء، ووضع آلية لمتابعة قرارات الاتحاد وتقييمها.

وأكد الدكتور علي النعيمي ضرورة تغطية الاستراتيجية الجديدة لمتطلبات جميع المناطق الجيوسياسية وكسب الثقة من جميع البرلمانات الأعضاء، وأن يتعزز دور الاتحاد والبرلمانات على المستوى الدولي فضلا عن تعزيز التعاون والتنسيق مع جميع المناطق الجغرافية وبناء الجسور الثقة وكسب تأييد البرلمانيين حول العالم، وفق التحديات التي تواجه مختلف دول العالم، الأمر الذي يتطلب أن يخلق الاتحاد البرلماني الدولي ثقافة يمكن فيها البرلمانيين للعمل معاً على المستويين الإقليمي والدولي.

وشدد على أهمية أن تكون الاستراتيجية مرنة وقابلة للتغيير بناء على التحديات المستقبلية والأولويات القادمة، وضرورة التعاون مع البرلمانات الوطنية والاستماع لمتطلباتها دون فرض نموذج معين عليها.

مباحثات تعزز السلام

وإلى جانب مشاركة الوفد البرلماني الإماراتي في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، التقى وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، وفدا من الكنيست الإسرائيلي برئاسة آفي دايشتر على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة الـ143 للاتحاد البرلماني الدولي و الدورة الـ208 للمجلس الحاكم.

تطرق اللقاء إلى القضايا المطروحة على جدول أعمال الاتحاد وسبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية وأهمية السلام والتعايش والتسامح لدى شعوب ودول المنطقة.

ومنذ توقيع الإمارات معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي مرّ قطار السلام بمحطات مهمة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.

محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يسهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين الشعوب.