سلسلة مبادرات.. الإمارات تستنفر جهودها لمكافحة العطش في غزة

تكثف الإمارات جهودها لمكافحة العطش الذي يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل لشبكات المياه والصرف الصحي.
جهود إنسانية تتواصل في إطار عملية "الفارس الشهم 3"، التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والتي تواصل جهودها على مدار الساعة لدعم الشعب الفلسطيني، منذ إطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
مشروع متكامل لصيانة الآبار
ضمن أحدث تلك الجهود، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ أعمال صيانة آبار المياه الصالحة للاستخدام في وسط قطاع غزة، بدعم من جمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة صقر بن محمد القاسمي، وجمعية دار البر، وبالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة، وذلك ضمن مشروع متكامل لصيانة الآبار المركزية في بلديات القطاع.
ويأتي هذا المشروع الحيوي في وقت يعاني فيه سكان غزة من أزمة مياه حادة، نتيجة تواصل الظروف الإنسانية الصعبة ودمار البنية التحتية، إذ باتت المياه الصالحة للاستخدام احتياجًا ملحًا لا غنى عنه لمواجهة العطش، وتفشي الأمراض، وسوء التغذية، خاصة في ظل توقف محطات التحلية وندرة الوقود اللازم لتشغيلها.
ويتضمن المشروع:
- تأهيل البنية التحتية للآبار.
- صيانة المضخات والمولدات.
- إعادة تشغيل الآبار المعطلة.
وذلك بهدف ضمان تدفق المياه النظيفة إلى مئات الآلاف من السكان في المناطق الوسطى من القطاع، وتخفيف الأعباء في ظل واقع إنساني صعب يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.
أكبر مشروع لإمداد المياه المحلاة
يأتي تنفيذ هذا المشروع بعد أيام من إعلان عملية "الفارس الشهم 3" بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزة، عبر خط ناقل جديد يُعد الأكبر من نوعه، في إطار التدخلات العاجلة لمعالجة الكارثة المائية التي تعصف بالقطاع المحاصر.
وأعلنت العملية إنشاء خط مياه ناقل بقطر 315 ملم وطول 6.7 كيلومتر، يربط بين محطة التحلية التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خان يونس ورفح.
ويهدف المشروع إلى خدمة نحو 600 ألف نسمة من السكان المتضررين، بتوفير 15 لترًا من المياه المحلاة لكل فرد يوميًا، في ظل تدمير أكثر من 80% من مرافق المياه بفعل الأحداث الصعبة في قطاع غزة.
وأكد شريف النيرب، المسؤول الإعلامي لعملية "الفارس الشهم 3" في قطاع غزة، أن "مشروع خط المياه الجديد ليس مجرد استجابة طارئة لأزمة العطش في غزة، بل هو امتداد لنهج إماراتي ثابت في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الكارثية التي خلّفتها الحرب".
وأضاف: "الإمارات كانت ولا تزال المساند الأول لغزة في مختلف القطاعات، بدءًا من إنشاء محطات تحلية المياه، مرورًا بتزويد المصلحة بصهاريج المياه، وحفر الآبار، وصيانة الشبكات، وانتهاءً بهذا المشروع الحيوي الذي يسعى لتأمين مياه الشرب للمناطق الأكثر تضررًا".
وأعرب المهندس عمر شتات، نائب مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل للشؤون الفنية، عن شكره لدولة الإمارات التي لم تتوانَ منذ اليوم الأول للحرب عن خدمة أهلنا في قطاع غزة، من خلال سلسلة مشاريع كبرى ودعم متواصل، ساهم في تسهيل عمل البلديات ومؤسسات المجتمع المحلي، وضمان وصول المياه وتحسين الخدمات الأساسية في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
وثمّن خليل أبوشمالة، ممثل المجتمع المدني في قطاع غزة، الدور الحيوي الذي تؤديه دولة الإمارات في دعم القطاع، مشيدًا بالمشاريع الإنسانية التي تنفذها ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، مؤكداً أن هذه المشاريع تمنح السكان فرصة حقيقية للحصول على مياه صحية وآمنة، ما يعزز قدرتهم على الصمود في وجه التحديات والأزمات المستمرة التي تعصف بالقطاع.
ويعد هذا المشروع حلقة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3" لمعالجة تداعيات انهيار البنية التحتية، خاصة في ملف المياه، وتواصل جهودها لتخفيف الكارثة الإنسانية وتعزيز صمود السكان.
صهاريج مياه بأكبر سفينة مساعدات
على صعيد ذي صلة بدعم غزة، تواصل سفينة "خليفة" للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإبحار متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيدًا لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين.
وتُعد سفينة "خليفة 8" أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة.
وتتوزع حمولة السفينة بين مواد غذائية وصحية ومواد طبية ومواد إيواء، فضلًا عن 16 عربة إسعاف مجهزة بالكامل و20 صهريج مياه.
محطات تحلية
وتولي دولة الإمارات قطاع المياه أهمية خاصة ضمن مشاريع "الفارس الشهم 3" المستمرة منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث نفذت سلسلة من المشاريع النوعية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية من المياه، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يوميا يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين، إضافة إلى توفير 12 صهريج مياه لضمان إمدادات المياه للمرافق الطبية والمخيمات.