محمد بن زايد يشهد محاضرة "لا حدود للفضاء"
المحاضرة ألقاها مارك كيلي وسكوت كيلي رائدا الفضاء بالإدارة الوطنية للملاحة والفضاء "ناسا".
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء اليوم، المحاضرة التي استضافها مجلس البطين بعنوان "لا حدود للفضاء.. دروس قيمة من تجربة رائدي الفضاء التوأمين كيلي"، وألقاها مارك كيلي وسكوت كيلي رائدا الفضاء بالإدارة الوطنية للملاحة والفضاء "ناسا".
جاء ذلك بحضور الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، والشيخ سيف بن محمد آل نهيان والشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ ذياب بن زايد آل نهيان.
كما حضر الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي، وعدد من الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وكبار المسؤولين في الإمارات.
وأشاد المحاضران بالخطوات المذهلة لدولة الإمارات في مجال الفضاء، وأشارا إلى الاستعداد لاختيار رائد فضاء إماراتي لزيارة محطة الفضاء العالمية في المستقبل القريب سيتمكن خلالها من اكتساب خبرات هائلة.
وأكدا أن الجهود التي تبذلها الإمارات في أبحاث علوم الفضاء تعد خطوات طموحة خصوصا في مجال تأهيل رواد فضاء إماراتيين، لافتين إلى أن محطة الفضاء الإماراتية ستضيف بُعدا مهما لدولة الإمارات باعتبارها أحد اللاعبين الكبار في مجال الفضاء.
وأوضح التوأمان كيلي أن ملف الفضاء سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الإماراتي، فيما ستكون المحطة مصدر إلهام للطلبة والجيل المقبل لاكتساب المهارات اللازمة خصوصا في مجالي الفيزياء والرياضيات، لا سيما مع وجود مشروع للإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" بحلول عام 2021.
وأجاب المحاضران عن العديد من الأسئلة حول هذا القطاع، خصوصا تلك المرتبطة بإمكانية التحاق الأفراد العاديين بالرحلات الفضائية.
واستعرض التوأمان المتطابقان كيلي التجارب والدروس التي صاغت وجهات نظرهما حول العمل الجماعي والقيادة وتفاصيل الرحلة الاستثنائية للفضاء والتي استمرت لعام كامل.
وأكدا أن أبرز الاستنتاجات التي وقفا عليها خلال تلك الرحلة تتمثل في مدى "هشاشة" الأرض وحجم التحديات التي تنتظر البشرية في ظل ارتفاع معدلات التلوث البيئي، وخطورة إزالة الغابات وتحديات التغير المناخي.
وأشارا إلى أن البشر بحاجة فورية إلى الوقوف بحزم لمعالجة أزمات كوكبهم.
وحول أهمية الوصول إلى المريخ، أكد المحاضران أن ما يعاني منه كوكب المريخ من انخفاض حاد في نسبة الأكسجين يمكن أن يشكل نموذجا يمكن أن تعاني منه الأرض مستقبلا، موضحين أن دراسة ذلك الانخفاض المشابه في نسب الأكسجين في المريخ يمكن أن يلهمنا لإيجاد حلول في حالة تفاقم أزمات الأرض.
وأكد التوأمان مارك وسكوت أن البقاء لمدد طويلة بعيدًا عن الأرض يؤثر بشكل ما على الجينات البشرية، وأشارا إلى أنهما كانا يتشاركان بـ 99.9 في المائة من الحمض النووي قبل الرحلة، فيما أكدت التحاليل حدوث فوارق نسبية في نسبة تطابق الجينات بعدها بنسبة 7%.
ولفتا إلى أن البشرية تمتلك فرصة فريدة لمعرفة المزيد عن تأثيرات الفضاء على علم وظائف الأعضاء البشرية والصحة السلوكية والميكروبيوم "الميكروبات المتعايشة مع الإنسان"، والطريقة التي يتم بها تشغيل الجينات في الخلايا وإيقافها من خلال دراسات مقارنة فريدة من نوعها، حيث يتقاسم التوأمان أحدث النتائج حول ما كشفه الحمض النووي للباحثين حتى الآن.
وفي سياق متصل، عرج التوأمان إلى تجربة "ناسا" غير المسبوقة وتأثيراتها في حجم البيانات والمعلومات عن الفضاء، وأشارا إلى أن الابتكارات العلمية تستغرق في العادة عقودا من الزمن لتظهر إلى حيز الوجود، إلا أن دراسة ناسا غير المسبوقة للتوأم زوّدت العلماء بالكثير من المعلومات المثيرة للاهتمام ما دفعهم لإقامة شراكات مع 10 فرق بحث.
وسرد التوأمان كيلي خمسة دروس أساسية من تجاربهما خارج العالم يمكن لأي شخص تطبيقها على حياته المهنية والشخصية لاكتشاف إمكاناته الخاصة التي لا حدود لها حول وضع الأهداف والخطط والمخاطرة والتركيز فقط على ما يمكنك التحكم به واختبار الوضع الراهن والعمل كفريق.
كما تحدثا عن وجهة نظرهما وخبراتهما بشكل أثار حماس وإعجاب الحضور عن الرحلة الفريدة للمحطة الدولية، بدءا من الانطلاق إلى الفضاء على متن المكوك الفضائي والمركبة الفضائية الروسية "سويوز" مرورا بالفترة التي قضياها هناك ثم العودة إلى الأرض، وعرضا تأملاتهما الشخصية وأهم المواقف التي شهداها خلال التجربة الفريدة وكيف تعلما مواجهة الصعاب وقهرها واستراتيجياتهما الشخصية للتكيف مع التغيير.
وحسب رائد الفضاء مارك كيلي وتوأمه سكوت كيلي، فإن المحطة الفضائية الدولية هي محطة فضاء دولية تدور على ارتفاع 390 كيلومترا عن سطح كوكب الأرض ويتم الإشراف عليها بتعاون دولي، بهدف تحضير الإنسان لتمضية أوقات طويلة في الفضاء وإجراء التجارب خارج منطقة الجاذبية الأرضية بتكلفة وصلت إلى 150 مليار دولار ومن المخطط إقامة فندق للإقامة الطويلة في تلك المحطة خلال الفترة المقبلة.
التوأمان المتطابقان مارك وسكوت كيلي هما طيارا قتال واختبار في البحرية الأمريكية، ورائدا فضاء بوكالة ناسا، وبطلان أمريكيان إنجازاتهما المهنية متشابهة وتثير نظرتهما العالمية من مئات الأميال فوق كوكبنا تعاطفًا صادقًا حيال العالم الذي نعيش فيه وحيال البيئة والحالة الإنسانية، حيث يلهمان بإنجازات لا تنتهي في مجال التكنولوجيا والاكتشافات العلمية ومرونة الإنسان من أجل عالم أفضل.