اليوم الوطني الـ48.. الإمارات تهدي العالم 4 إنجازات تاريخية
الإمارات تحتفل، الإثنين، باليوم الوطني الـ48، فيما تعانق السماء بإنجازاتها الحضارية الكبرى التي تلهم العالم ويعم نفعها الإنسانية جمعاء
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين، باليوم الوطني الـ48، فيما تعانق السماء بإنجازاتها الحضارية الكبرى التي تلهم العالم ويعم نفعها الإنسانية جمعاء.
وتعد الذكرى الثامنة والأربعون لإعلان الاتحاد مناسبة لتجديد العهد ومواصلة الإنجازات بالسير على خطى ونهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الحكام الذين اجتمعوا على الحق والخير، في اليوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول سنة 1971 لإعلان قيام اتحاد دولة الإمارات، وبدء مسيرة التنمية والبناء.
ويسجل التاريخ بمداد من ذهب العديد من الإنجازات التي حققتها الدولة على مدار العام الجاري، والتي أضحت مصدر إلهام للعالم، بما تحتويه من مبادرات وقيم يعم نفعها على الإنسانية جمعاء.
وأينما حل اسم الإمارات حول العالم، أضحت إنجازاتها العلمية في مجال الفضاء بعد وصول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وسبقها العالمي في تمكين المرأة ومنحها نصف مقاعد البرلمان، ومبادراتها في نشر قيم التسامح ودعم الحريات الدينية وتوقيع وثيقة الإخوة الإنسانية، حاضرة كنماذج للاقتداء والاحتذاء، ولا يكاد يمر يوم إلا ويشيد العالم بتلك الإنجازات والمبادرات.
تصنع الإمارات التاريخ في الفضاء، وتحقق سبقاً عالميا على الأرض، وتنشر التسامح في العالم في إنجازات متتالية تؤكد أن نهج "اللامستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وإن تجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام، المهمة المفضلة لـ"عيال زايد".
وفيما يلي ترصد "العين الإخبارية" أبرز تلك الإنجازات:
وثيقة الإخوة الإنسانية
في إنجاز حضاري تاريخي، أهدت الإمارات للعالم وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي شكلت إعلاناً مشتركاً ودليلاً للأجيال القادمة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقّعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 4 فبراير/شباط الماضي.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل الإمارات بالتعاون مع الرمزين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق، عبر تحويل الوثيقة إلى برامج ومبادرات ومشاريع على مستوى العالم.
ووثيقة الأخوة الإنسانية تؤسس دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، يتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وتعد الوثيقة مرجعية أخلاقية للعالم لتعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية الخالدة ودستور عمل من أجل السلام والحوار والتعددية وكرامة الإنسان.
وتضمنت الوثيقة التي وقّعت على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهدت تفاعلاً دولياً وإقليمياً، الضمانات الكفيلة بمحاصرة الإرهاب وفكرته، وتضييق الخناق على كل مسبباته وأسباب وجوده في العالم.
وأكدت الوثيقة حماية دور العبادة؛ من معابد وكنائس ومساجد؛ لأنها واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
وأكدت الوثيقة ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح "الأقليات"، وحماية حقوق المرأة والاعتراف بحقها في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية، وتوفير حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية، وكذلك حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين.
وطالبت الوثيقة قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات.
جاء توقيع الوثيقة خلال لقاء الأخوة الإنسانية التاريخي، الذي شارك فيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير/شباط الماضي، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
واحتضن استاد مدينة زايد الرياضية في الخامس من فبراير/شباط الماضي أول قداس بابوي في المنطقة أحياه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبمشاركة أكثر من 180 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، حيث شكل الحدث لحظة مهمة في تاريخ المنطقة والعالم، لما له عظيم الأثر في تعزيز أجواء من التسامح والمحبة والسلام التي تتبناها الإمارات.
وفي مبادرة تاريخية أعلنت الإمارات عن "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقررة إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه عام 2022، ويضم كنيسة ومسجدا وكنيسا تحت سقف صرح واحد ليشكل فور افتتاحه رمزا ومعلما دينيا يعكس حالة التعايش السلمي، وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات.
وعززت تلك المبادرات والتي تتصادف مع عام التسامح في الإمارات 2019، مكانة الإمارات كإحدى أبرز الدول التي حملت رسالة التسامح إلى آفاق رحبة ومناسبات عظيمة ستبقى راسخة في صفحات التاريخ البشري، كأبرز اللحظات التاريخية في مسارات تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك بين شعوب العالم.
الإمارات تعانق الفضاء
وفي 26 سبتمبر/أيلول الماضي، دخلت دولة الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وجسدت تلك الرحلة طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، وأكدت نجاح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحقيق هذا الطموح، وتوّجت دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وثقته بقيام "عيال زايد" بصناعة التاريخ، كما ستلهم الأجيال المقبلة لتحقيق إنجازات وطنية جديدة.
ووصل "المنصوري" إلى محطة الفضاء الدولية، الخميس 26 سبتمبر/أيلول، في الساعة الثانية و12 دقيقة صباحاً بتوقيت دولة الإمارات، وعاد في الثالث من أكتوبر 2019 عند الساعة 2:59 بتوقيت الإمارات.
وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية في إطار برنامج "الإمارات لرواد الفضاء"، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويُعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة، للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات بهدف تحسين حياة البشر على سطح الأرض.
وحققت تلك الرحلة التاريخية 11 انفرادا إماراتيا، تحدث لأول مرة، وهي:
1- يُعَد هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وستسهم مشاركته في الرحلة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة.
2- هزاع المنصوري هو أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، التي بنيت في 1998 بموجب تعاون دولي بتكلفة أكثر من 150 مليار دولار.
3- يعد نجاح تلك الرحلة بمثابة نجاح أول مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلق في 2017، كأول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي وإرسالهم في مهمات مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية.
ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية إدارة البرنامج الذي يُعَد من أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء الذي أطلقته قيادة دولة الإمارات بهدف تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي، ويحظى برنامج الإمارات لرواد الفضاء بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
4- يُعَد المنصوري أول رائد فضاء من المنطقة العربية يشارك في الأبحاث على متن المحطة الفضائية الدولية؛ حيث أجرى خلال مهمته في المحطة الدولية للفضاء، 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى.
5- في إنجاز غير مسبوق، سجل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية؛ حيث شرح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة.
ولأول مرة، يتمكن المتابع العربي والمهتم بقطاع الفضاء وعلومه من التعرف على أقسام ومكونات المحطة حتى أدق تفاصيلها باللغة العربية بفضل هذه الجولة التي نفذها هزاع المنصوري.
6- لأول مرة في المنطقة العربية تواصل رائد فضاء من محطة الفضاء الدولية مع جمهور من المنطقة باللغة العربية لعرض تفاصيل عن المحطة، حيث أجرى المنصوري عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي؛ حيث شارك في الجلسات عدد كبير من طلاب المدارس من مختلف إمارات الدولة، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.
7- تعد الإمارات أول دولة عربية يصل علمها إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة للعديد من المقتنيات الإماراتية الأخرى؛ حيث حمل هزاع المنصوري معه إلى محطة الفضاء الدولية 10 كيلوجرامات من المتعلقات تتضمن "علم الإمارات الذي ستتم صناعته من الحرير، وصورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تجمعه مع وفد من رواد فضاء فريق "أبولو"، بالإضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وكتاب "قصتي" للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكتاب مركز محمد بن راشد للفضاء "السباق نحو الفضاء".
8- وصلت أكلات إماراتية إلى الفضاء لأول مرة؛ حيث أطلع رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري زملاءه من رواد الفضاء الموجودين معه على متن المحطة، على أبرز العادات والتقاليد الإماراتية، وقدم لهم 3 أطباق إماراتية، هي: "المضروبة والصالونة والبلاليط".
9- قرأ هزاع المنصوري قصتين للأطفال بعنوان "أمل وخليفة"، حيث يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصا للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، في خطوة من شأنها إثارة شغف الأجيال الجديدة، وإعطائها الحافز على التميز المعرفي، وإطلاعها على مجال لم تعهده من قبل، والذي يعد من أهم المجالات التي تركز عليها دولة الإمارات في سعيها نحو المستقبل.
10- يعد المنصوري أول رائد فضاء عربي يلتقط صورا لكوكب الأرض من محطة الفضاء الدولية، حيث أرسل "المنصوري"، عددا من مقاطع الفيديو والصور، التي التقطها لكوكب الأرض، إضافة إلى صور التقطها للإمارات من الفضاء، وأظهرت الصور التي استقبلها فريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، عددا من الدول العربية في شمال أفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية بما في ذلك مكة المكرمة.
11- خضع "المنصوري" بعد عودته إلى الأرض، لمجموعة من الاختبارات والفحوصات الطبية الدقيقة، تحت إشراف مختصين، وبمتابعة الدكتورة حنان السويدي، طبيب رواد الفضاء، في مركز "يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء"، بمدينة النجوم في العاصمة الروسية موسكو، وذلك لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية للجسم، وتأثير الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، والتي تجرى للمرة الأولى على إنسان من المنطقة العربية.
المرأة الإماراتية.. سبق عالمي
وبعد الإنجاز التاريخي في الفضاء، حققت الإمارات بعده بأيام سبقا عالميا على الأرض، حيث شهدت الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري تنظيم الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.
وحققت المرأة الإماراتية خلالها سبقا جديدا على المستويين الإقليمي والعالمي، بحصولها على نصف مقاعد المجلس، وذلك بفضل قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، فيما تعد هذه أعلى نسبة عالميا لتمثيل المرأة في البرلمان.
ويعزز هذا الأمر دور المرأة في السلطة التشريعية، ويحقق مرحلة جديدة في برنامج التمكين السياسي الهادف إلى تعزيز المشاركة السياسية لشعب الإمارات في عملية صنع القرار.
وزارة اللا مستحيل.. الطريق للمستقبل
الإنجازات المتتالية للإمارات سواء على الأرض أو الفضاء، تأتي ضمن نهج "اللا مستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أطلق في 23 أبريل/نيسان الماضي، وزارة "اللا مستحيل"، في مبادرة حكومية غير مسبوقة عالميا، من خلال وزارة تتبنى منظومة عمل افتراضية غير تقليدية، يتولى إدارتها أعضاء مجلس الوزراء، وتعمل على إعادة هندسة المنظومات الحكومية والسلوكيات المجتمعية والتفكير الاستباقي من خلال توليها ملفات وطنية مهمة.
وقال الشيخ محمد بن راشد، خلال التدشين، إن "المستقبل يحمل الكثير من التحديات التي تتطلب التجديد بشكل مستمر في هيكلة الحكومة.. وطريقة عملها.. المستحيل ليس في قاموسنا.. وليس جزءاً من تفكيرنا.. ولن يكون جزءاً من مستقبلنا".
وها هي الإمارات، تحتفل بذكرى قيام الاتحاد، وهي تؤكد يوماً بعد يوم أن "عيال زايد" لا يعرفون المستحيل، وأن العمل لا يتوقف سواء في الأرض أو في الفضاء؛ من أجل ضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة، تكون فيها بصمات إماراتية واضحة من أجل خير البشرية.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA= جزيرة ام اند امز