الدوري الإماراتي.. نسخة استثنائية تخطف الأضواء في عيد الاتحاد الخمسين
يشهد الدوري الإماراتي للمحترفين هذا الموسم نسخة استثنائية مميزة تتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين.
وتحتفل دولة الإمارات في ديسمبر الحالي بمرور 50 عاما على إقامة الاتحاد عام 1971، في ظل تقدم وتطور وإنجازات أبهرت العالم على كل الأصعدة والمجالات، وبينها المجال الرياضي.
وبالتزامن مع عيد الاتحاد الخمسين، يشهد الدوري الإماراتي للمحترفين إقامة إحدى أقوى النسخ على مر تاريخه، والتي تتمتع بعدد من المقومات والظواهر التي تجعلها بالفعل نسخة استثنائية تليق بعام اليوبيل الذهبي للدولة.
وكانت النسخة الأولى من الدوري الإماراتي انطلقت عام 1973، بعد عامين فقط من إقامة الدولة، بمشاركة 12 فريقا، بما يوضح مدى اهتمام قادة البلاد بالمجال الرياضي، لا سيما كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم.
ووصلت إلى نهائيات تلك النسخة 3 فرق هي العروبة (الشارقة حاليا)، والأهلي (شباب الأهلي دبي حاليا)، وعمان (الإمارات حاليا)، وأقيمت مباريات الدور النهائي بنظام دوري من دور واحد، وتوج الأول باللقب بعدما تصدر المجموعة.
بعدها شهدت المسابقة على مر تاريخها العديد من التطورات التاريخية، مرورا بدخولها عهد الاحتراف عام 2008، وصولا لنسختها الـ47 الاستثنائية المقامة حاليا.
وتحول الدوري الإماراتي على مدار تلك السنوات الطويلة إلى إحدى أقوى بطولات الدوري في قارة آسيا والشرق الأوسط والمنطقة العربية، بما يشهده من تنظيم رائع وملاعب عالمية ومستوى رائع، ومشاركة نخبة من نجوم العالم من كل القارات.
وفي السطور التالية تستعرض العين الرياضية عدة عوامل تسهم في جعل النسخة الحالية من الدوري الإماراتي نسخة استثنائية.
رعاية أدنوك
جذب المستوى الرائع الذي وصلت إليه بطولة الدوري الإماراتي على مدار مواسمها الأخيرة شركة وطنية عالمية بحجم واسم شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إلى الإقدام على رعاية البطولة وإطلاق اسمها عليها.
وجاءت تلك الرعاية إيمانا من الشرطة الوطنية بضرورة لعب دور رائد في تشكيل المرحلة القادمة من مستقبل كرة القدم في الإمارات، عبر رعاية المواهب الناشئة وزيادة شعبية هذه الرياضة لدى الجمهور عبر أساليب حديثة ومبتكرة، من خلال المسابقة الكروية الأولى في الدولة.
وقال وقتها سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك: "نحن على ثقة بأن هذه الشراكة، التي تتزامن مع احتفالاتنا باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ستدفع بمسيرة دوري المحترفين نحو الأفضل".
وأضاف: "ستسهم تلك الشراكة في بناء المواهب الإماراتية الناشئة في رياضة كرة القدم، وتشجع أفراد المجتمع على تبني أنماط حياة صحية ورياضية سليمة".
وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختار الدوري الإماراتي في عام 2018 كأفضل دوري في قارة آسيا استنادا إلى عدة معايير أبرزها المستوى الفني والتنافسية التي تتمتع بها المسابقة، والبنية التحتية والمقومات والعوامل التي تقام البطولة في ظلها.
منافسة قوية
تشهد النسخة الحالية من الدوري الإماراتي للمحترفين منافسة قوية بين الفرق الـ14 المشاركة بالبطولة، تجعل المباريات تتسم بالإثارة والندية حتى لحظاتها الأخيرة.
وبعد مرور أول 10 جولات من المسابقة، أقيمت 70 مباراة بالمسابقة شهدت تسجيل 189 هدفا، بمعدل 2.7 هدف في المباراة الواحدة، بما يدل على سعي كل الفرق لتسجيل أهداف، والطابع الهجومي المميز الذي تتسم به المباريات.
وبالنظر إلى جدول ترتيب الدوري الإماراتي بعد مرور تلك الجولات العشر سنجد أن الفارق بين النصر صاحب المركز الثالث بـ17 نقطة، وبني ياس وصيف الموسم الماضي، وصاحب المركز الـ11 هذا الموسم بـ12 نقطة هو 5 نقاط فقط.
وهذا الفارق يوضح مدى الإثارة والقوة والندية بين فرق المسابقة هذا الموسم، حيث إن فوز أي فريق في مباراتين متتاليتين قد يجعله يتقدم من فرق القاع المهددة بالهبوط إلى فرق المقدمة المنافسة على اللقب.
وتمكنت كل فرق المسابقة هذا الموسم من تحقيق الفوز باستثناء العروبة والإمارات، بينما تعرضت كل الفرق للهزيمة باستثناء العين المتصدر بـ24 نقطة، ووصيفه الوحدة بفارق 4 نقاط.
عودة البطل التاريخي
يشهد الموسم الحالي للدوري الإماراتي عودة العين للمنافسة بقوة على استعادة لقب البطولة الغائبة عن خزائنه منذ عام 2018.
ولم يتمكن الزعيم العيناوي، الذي يعد الأكثر تتويجا بالدوري الإماراتي على مر التاريخ برصيد 13 لقبا، من حصد لقب البطولة خلال آخر موسمين، قدم مستوى متذبذبا للغاية قبل أن يعود في حلة جديدة خلال الموسم الحالي لاستعادة مكانته بالتزامن مع اليوبيل الذهبي الـ50 للإمارات.
وكان العين أنهى الموسم الماضي من الدوري الإماراتي في المركز السادس برصيد 41 نقطة، في واحد من أسوأ المواسم في تاريخه بالبطولة، بفارق 16 نقطة كاملة عن الجزيرة البطل.
علي مبخوت التاريخي
انتظر علي مبخوت نجم الجزيرة 11 عاما منذ أول مشاركة له في الدوري الإماراتي موسم 2009-2010 من أجل تحقيق إنجاز تاريخي في المسابقة وتسجيل اسمه بأحرف من ذهب كهداف تاريخي للمسابقة على مر العصور.
وبالتزامن مع الاحتفال بعيد الاتحاد الـ50 لدولة الإمارات، حقق مبخوت إنجازه التاريخي وعادل رقم فهد خميس أسطورة نادي الوصل السابق والذي ظل لسنوات طويلة ينفرد بلقب الهداف التاريخي للدوري الإمارات على مر العصور.
وسجل مبخوت 175 هدفا في الدوري الإماراتي حتى الجولة العاشرة للموسم الحالي، آخرها كان هدفه في شباك عجمان بالجولة التاسعة، ليعادل أهدافا فهد خميس، ويبقى على بعد هدف واحد فقط من الانفراد بلقب الهداف التاريخي للمسابقة على مر العصور.
نخبة من النجوم
على مدار السنوات السابقة كان الدوري الإماراتي مسابقة جاذبة للنجوم من شتى أنحاء العالم، سواء من اللاعبين أو المدربين.
وظهرت في الدوري الإماراتي أسماء بارزة منها الليبيري جورج وايا أسطورة الكرة الأفريقية والعالمية السابق، والذي توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 1995 بقميص ميلان الإيطالي، حيث مثل الجزيرة في إحدى فترات مسيرته.
كما برزت من المدربين أسماء كبرى، يأتي ضمن أبرزها الكرواتي زلاتكو داليتش مدرب العين الأسبق، والذي انتقل لتدريب منتخب بلاده بعد مسيرته الرائعة مع الزعيم وقاده في 2018 لتحقيق المركز الثاني في كأس العالم بروسيا.
وتشهد النسخة الحالية كالعادة مشاركة نجوم من العيار الثقيل، مثل التوجولي المتوهج لابا كودجو نجم العين وهداف المسابقة الحالي، والذي يعد أحد النجوم الواعدين في سماء الكرة الأفريقية، وزميليه المغربي الواعد سفيان رحيمي، والمجري المخضرم بالاس جوجاك لاعب الوحدة السابق.
وفي شباب الأهلي يبرز البرازيلي كارلوس إدواردو نجم الهلال السعودي السابق وأحرز أبرز اللاعبين المحترفين بالقارة الآسيوية في السنوات الأخيرة، كمما يتألق الكونغولي بين مالانجو في الشارقة، والذي يعد أيضا أحد المهاجمين الواعدين في القارة السمراء.
كما يبرز السنغالي المخضرم ماكيتي ديوب من جديد مع الظفرة، ويتألق في الوحدة البرازيلي جواو ماركوس كانديدو، بجانب أسماء أخرى مثل الأرجنتيني كريستيان جوانكا (العين)، والبرازيلي إيجور جيسوس (شباب الأهلي)، وغيرهم من النجوم المميزين.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز