قبل 47 عاماً هيأ الله لهذه الأرض الطيبة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين.
تعمُ الفرحة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ احتفالاً باليوم الوطني الـ47 لقيام الاتحاد، فقبل 47 عاماً هيأ الله لهذه الأرض الطيبة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين، وثلة من الرجال المخلصين الذين وضعوا ركائز الاتحاد، وعملوا بجد وإخلاص على بناء دولة وليدة، لكن طموحاتها تعانق هامات السحب.. واليوم بعد 47 عاماً، نقول بكل فخر إن دولة الإمارات دولة محورية، يشار لها بالبنان في العالم، تمتلك صوتاً مؤثراً، وكلمة مسموعة في المحافل الدولية، وأصبحت نموذجاً يحتذى به في التقدم والازدهار، فمن يريد أن يتعلم كيفية تنمية بلاده وإسعاد شعبه، فقِبلته دولة الإمارات.
الإمارات والسعودية، تتشاركان ثقافة واحدة، وتاريخاً مشتركاً، وموروثاً ثقافياً وإنسانياً لا يزال متصلاً عبر منظومة من القيم والتقاليد المتجذرة في أصالة الماضي، المنفتحة على حداثة العصر، مستندة إلى حضارة عربية، وهوية إسلامية غنية.. وفي ظلّ هذه المشتركات، كيف لا نكون «معاً أبداً»؟!
لم يكن لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا إيمان شعب الإمارات بأهمية الاتحاد، وتلاحمه من قيادته في مسيرة البناء والعطاء، كيف لا وقيادتنا لا تقبل إلا الريادة والتميّز وتطمح دوماً نحو الأفضل، حتى إن خططنا وصلت إلى بناء مستوطنة بشرية على المريخ، لأن استشراف المستقبل جزء من إرث زايد، وهو ثقافة متأصلة في عقول شبابنا. لم يكن ليمضي اليوم الوطني من دون أن نحتفل بإنجاز جديد يتمثل في تصدر جواز السفر الإماراتي المرتبة الأولى عالمياً، في تأكيد آخر على قوة الدبلوماسية الإماراتية، والسمعة الطيبة التي اكتسبها أبناء زايد في أرجاء المعمورة.
مدرسة زايد في إدارة الدولة وتعامله مع شعبه، ورؤيته الحكيمة التي غيّرت الحياة في الدولة والمنطقة، وشكّلت هويتنا وشخصيتنا الإماراتية.. هذه القيم النبيلة ينبغي أن نورثها لأجيال المستقبل، وندوّنها في كتب التاريخ، ونقدمها للأطفال بأشكال وقوالب مبتكرة، حتى نوصل رسالة زايد إلى جيل الغد، وهو ما دعانا إلى تقديم العرض الأول من مسرحية «زايد المقدام» على مسرح أبوظبي الوطني. عمل فريد، يزرع مآثر زايد في نفوس الأطفال، ويعرفهم على قصة زايد، ونهجه في بناء الأوطان، وفلسفته الحياتية، وحفاظه على الهوية الوطنية الثقافية والتراث والتاريخ المشترك.. هدفنا أن يقود فكر زايد ورؤيته جيل الحاضر، ليس في الإمارات فحسب، بل في المنطقة بأسرها، لنرسم من خلاله طريق المستقبل.
كيف يمر اليوم الوطني لدولة الإمارات من دون أن يشاركنا الفرحة أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية، فالبلدان امتداد لبعضهما بعضاً، في الدين، والدم، واللغة، والمصير المشترك، وهنا نستحضر مقولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن المملكة العربية السعودية، «دولة الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً، المفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر فيما بيننا، ونؤمن بأن المصير واحد».. إذاً الإمارات والسعودية، تتشاركان ثقافة واحدة، وتاريخاً مشتركاً، وموروثاً ثقافياً وإنسانياً لا يزال متصلاً عبر منظومة من القيم والتقاليد المتجذرة في أصالة الماضي، المنفتحة على حداثة العصر، مستندة إلى حضارة عربية، وهوية إسلامية غنية.. وفي ظلّ هذه المشتركات، كيف لا نكون «معاً أبداً»؟!
لوحات فنية مبتكرة، وعروض بصرية، ومقطوعات موسيقية متناغمة، استمتع بها الملايين من حول العالم في الاحتفال الرسمي باليوم الوطني الـ47 لدولة الإمارات العربية المتحدة.. روت سيرة زايد وحكمته ورؤيته وفكره منذ البدايات على لسان معالي أحمد خليفة السويدي، أحد رجالات الدولة المخلصين الذي عمل مع الشيخ زايد سنين طويلة، ليكون خير من يحكي لنا مآثر وقيم زايد.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة