هذه المهمة ليست وليدة الصدفة أو اللحظة بل هي حلم عاشه الإماراتيون عقوداً من الزمن بالجد والعمل والتخطيط للوصول إلى هذا اليوم
قريبة هي اللحظة التي سيفرح بها الإماراتيون حين يرسلون إلى الفضاء رائدين يحملان علم بلادهما وصورة مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان" الذي تمنّى أن يصل أبناؤه قبل ثلاثة وأربعين عاماً إلى العالم البعيد، حين التقى عددا من رواد الفضاء الأمريكيين في عام 1976 عقب نشأة الاتحاد.
لا شكّ بأن هذا الإنجاز جاء حصيلة عمل دؤوب وخطى ثابتة على طريق المجد كما رسمه "زايد الخير" فها هم أبناؤه كما شاء لهم أن يكونوا وكما زرع فيهم, واصلوا الخطى وجدّوا حتى الوصول إلى الفضاء وتجسيد حلمه وفكره وطموحه واقعا وحقيقة
وها هي الإمارات العربية المتحدة اليوم كعادتها التي غرسها فيها "زايد الخير" منذ غرس أسسها المتينة تجسد الأحلام والطموحات لتصبح واقعاً بهمة أبنائه وكأنها تجسد ما قاله أبوتمام:
إذا غامرت في شرفٍ مَروم فلا تقنع بما دون النجوم
باتت الإمارات العربية اليوم على النجوم متخطية الأرض إلى الفضاء كما يليق بها وكما تستحق.
ستكون الإمارات العربية المتحدة أولى الدول العربية التي ترسل رواد فضاء إلى المحطة الدولية بتفاعل تام وتعاون مطلق كجزء من برامج الأبحاث الفضائية الدولية، إذ ستكون رحلة علمية بامتياز لا رحلة استكشافية مقتصرة مهمتها على إثبات الوصول إلى الفضاء بل سيخضع الرائدان الإماراتيان إلى جانب رواد روس وأمريكيين لبرنامج علمي شامل بدءاً من التحضير للانطلاق إلى دراسة التأثيرات البيولوجية والحيوية على الأجسام البشرية في الفضاء الخارجي إلى التعرف على أقسام محطة الفضاء الدولية وآلية عملها وجمع البيانات الفلكية وتحليلها.
الجدير بالذكر أن هذه المهمة ليست وليدة الصدفة أو اللحظة بل هي حلم عاشه الإماراتيون عقوداً من الزمن بالجد والعمل والتخطيط للوصول إلى هذا اليوم، كما أنه لن يكون حدثاً استعراضياً أو آنياً. ولعل اختيار الدولة الإماراتية لشباب في مقتبل العمر للتصدي لهذه المهمة خير دليل على ذلك؛ إذ إن الإمارات سمت رائد الفضاء "هزاع المنصوري" وهو طيار إماراتي شاب عمره أربعة وثلاثون عاماً عرف بشجاعته وجده واجتهاده في سلاح الجو الإماراتي عاشقاً للسماء طامحاً لمعانقة نجومها، بالإضافة إلى الدكتور الشاب "سلطان النيادي" سبعة وثلاثون عاماً حاصل على شهادة الدكتوراه فـي تكنولوجيا المعلومات (منع تسرب البيانات) من جامعة جريفيث University Griffith فـي أستراليا عام 2016.
شابان إماراتيان يمثلان الشباب العربي الطموح ككل وليس الشباب الإماراتي فقط. كما أن الإمارات في هذه المهمة تسجل إنجازاً للعرب وليس لها وحدها، فهذا الشابان لن تفتر همتهما وأمامهما من العمر والفتوة والشباب والطموح ما يجعلهما ملهمين ومعلمين وقدوة لمن خلفهم لا مجرد زائرين شكليين، بل إنهما سيزرعان علَم الإمارات في الفضاء ليعودوا ويعود غيرهم في المستقبل لتثبيته ورفعه أكثر من ذلك ليكون قبلةً ترنو إليها الأبصار والهمم والطموحات والأهداف لا رمزاً محفوظاً فحسب، فهو إنجازٌ جديد يعكس قوة تحدي ابن الإمارات وعزيمته وإصراره على بلوغ أعلى المراتب.
لا شكّ بأن هذا الإنجاز جاء حصيلة عمل دؤوب وخطى ثابتة على طريق المجد كما رسمه "زايد الخير" فها هم أبناؤه كما شاء لهم أن يكونوا وكما زرع فيهم، واصلوا الخطى وجدّوا حتى الوصول إلى الفضاء وتجسيد حلمه وفكره وطموحه واقعاً وحقيقة فما هي إلا أيام قليلة حتى يكون علم الإمارات الذي رفعه بيده مرفرفاً في الفضاء وصورته "طيّب الله ثراه" تطوف بهم في الفضاء بفخر وثبات، لتكون رؤاه وطموحاته قدوة لكل إماراتي بل ولكل عربي .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة