شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من التطورات المبهرة في جميع المجالات والقطاعات العلمية والعملية والابتكارية
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من التطورات المبهرة في جميع المجالات والقطاعات العلمية والعملية والابتكارية خلال مسيرتها المميزة القصيرة، إلى أن اعتقد البعض أنهم وصلوا إلى حد الاكتفاء والرضا بما حصدته الدولة في سباق المراتب الأولى دوليا وعالميا.. فنحن وصلنا إلى الوقت الذي يقال فيه "عيال زايد اكتشفوا الفضاء". ولكن عند قادة الإمارات ما هذا إلا قطرة في بحر من المبادرات والأفكار والإنجازات التي لم تر النور بعد، ويمشي مع خطاهم أبناء شعبهم الوفي، يشاركونهم في تحقيق الطموح والرؤية بشتى المحافل المحلية والدولية والعالمية.
مبروك للإمارات هذا الإنجاز المشرف الفريد وهو ليس عليكم بغريب، وهنيئا لكم رفع العلم عاليا في الصعيد "الفضائي"، وهنيئا هذا الاختيار الموفق لمن قام بتمثيل وطنه في أوائل المصاف العالمية، وعكس الصورة الإيجابية والمشرفة عن جاهزية واستعداد الشباب الإماراتي
البعض من هذا الجيل الشبابي الفتي لم يتسنَّ له مشاهدة استقبال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لوفد وكالة ناسا الفضائية الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان ذلك قبل أكثر من ٤٠ عاما، ولكن باستطاعتنا عيش تلك اللحظات مجددا من خلال الصورة التي التقطت خلال اللقاء، وأسميها صورة "طموح زايد"، حيث وثّقت الهدف المرغوب للانطلاق نحو الفضاء، والرؤية المميزة لمؤسسها في معانقة السماء وصناعة تاريخ الأجيال القادمة التي كان يعد وقتها شيئا من "الخيال".
بدأت الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحلم.. بعد سلسلة مكثفة من مختلف أنواع الاختبارات داخل الإمارات وخارجها، والتي امتدت لعام كامل، اختير رائد الفخر هزاع المنصوري من بين آلاف المتقدمين لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، من منا لم يقف منبهرا بلحظة انطلاق صاروخ سويوز من محطة "بايكونور" الكازاخستانية، الذي يحمل على متنه ابن الإمارات ولأول مرة ذاهبا به إلى اللامستحيل، إلى العوالي الشاسعة، متعديا المراحل الثلاث بكل نجاح ويسر مع أصوات توحدت بالدعاء بأن يحفظ الله رائد الفخر ويكلل رحلته بالنجاح والتوفيق.
ويا لحظنا من جيل كبير أو صغير شهد تحول الخيال إلى واقع، فها هو رائد الفخر حاملا معه صورة "طموح زايد"، وعلم الإمارات معبرا بالفعل عن جملة "حققنا حلمك يا أبونا زايد"، وأصبح الخيال واقعا نعيشه.
رحلة العامين منذ إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء تكللت أخيرا بالنجاح، وتطلبت من الجهود الكبيرة ما تطلبته، واستطاع هزاع المنصوري الابن البار بوطنه أن يتحمل جميع العقبات والمصاعب في هذا الشأن من تدريبات بدنية ونفسية امتدت لساعات بلغت فيها أكثر من ١٤٠٠ ساعة، ودورات تدريب واستعداد لخوض الرحلة التاريخية بعدد أكثر من ٩٠ دورة، وذلك من أجل المهمة الفضائية التي تستغرق ثمانية أيام.
عكست مهمة السفر إلى الفضاء رؤية قادة الإمارات الثاقبة نحو التقدم في الصناعة والأنشطة الفضائية التي سيسهم في إثرائها رائد الفخر، وذلك بعد رجوعه بإذن الله سالما وحاملا في جعبته ما يسطر به التاريخ وتتفاخر به دولة الإمارات وجميع دول الأمة الخليجية والعربية، ومساهما في توسيع دائرة العلم والمعرفة لطلاب وطالبات علوم الفلك والفضاء، ويضيف المزيد من الدراسات والتجارب العلمية لمراكز الفضاء في الدولة.
مبروك للإمارات هذا الإنجاز المشرف الفريد وهو ليس عليكم بغريب، وهنيئا لكم رفع العلم عاليا في الصعيد "الفضائي"، وهنيئا هذا الاختيار الموفق لمن قام بتمثيل وطنه في أوائل المصاف العالمية، وعكس الصورة الإيجابية والمشرفة عن جاهزية واستعداد الشباب الإماراتي نحو تحقيق حلم القادة وتخطيط القيادة لما فيه من رفعة شأن الوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة