رائد الفضاء الإماراتي الذي سيدور حول الكرة الأرضية نحو مئة مرة خلال أيام الرحلة الثمانية سيقدم للعالم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية
وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة تابعها العالم بشغف شكّل علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التي حجزت مكانتها ضمن قائمة الكبار على خريطة الفضاء العالمية التي تسعى لرسم مستقبل واعد للبشرية جمعاء.
كان يوماً حافلاً بالزهو والفخر الذي تستحقه الإمارات، ومعها الأمتان العربية والإسلامية، عندما بلغت المركبة الفضائية هدفها والتحمت بنجاح مع المحطة الفضائية الدولية ليدخلها ابن الإمارات حاملاً معه راية دولة التسامح والإنجاز مستلهماً تجربة الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أول رائد فضاء عربي يدور حول الأرض، لينضم إليه في إلهام الأجيال العربية الشابة.
عندما انطلق هزاع المنصوري في بداية رحلته لم يكن وحيداً، بل كانت معه قلوب وآمال ودعاء الإمارات كلها، قيادة وحكومة وشعباً، لقد حمل خواطرنا وأفئدتنا ليجسد طموح زايد بوصول الوطن الذي بناه إلى الفضاء. وستستمر المسيرة، فالمريخ وغيره من الكواكب بانتظار أبناء وبنات الإمارات
الرسالة التي غرّد بها هزاع المنصوري ووصلت إلى مئات الملايين من الشباب في مختلف أنحاء العالم، قال فيها: "أنطلق اليوم حاملاً على عاتقي فخر وآمال هذا الوطن إلى بُعدٍ جديد. اليوم أبتعد عن وطني، عن أهلي وعن الأرض، لأقترب من النجوم". هذه الرسالة حملت بعداً إنسانياً شاملاً ليس بغريب على أحد أبناء الإمارات.
لقد ظهر رائد الفضاء الإماراتي أمام العالم يوم الأربعاء 25 سبتمبر ببث حيّ وهو يُوشّح كتفه بشعار "طموح زايد"، واستوقفتني هنا لقطة مميزة من ألبوم حافل احتلّ الوجدان الإنساني. فقد ظهر هزاع، في أكثر من موقف خلال التحضير للرحلة التاريخية، رافعاً علامة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" التي تشير إلى ثلاثية "الحب والنصر والفوز" والتي تحوّلت الآن إلى بوصلة وجدانية توجّه أحلام الشباب ضمن سرب الخير والتسامح الذي تأسست عليه دولة الإمارات، وأثْرتْهُ القيادة الرشيدة بعزيمة البناء الموصول بالنصر والإنجاز، وينفذه الشباب الإماراتي بأزهى مظاهر الكفاءة والوفاء.
هي نفس الصورة الناطقة بالإنجاز الذي حققه مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال عامين فقط، وهو يرى طيار الـ F16 الإماراتي هزاع المنصوري، وقد اخترق الغلاف الجوي للأرض حاملاً معه راية دولة التسامح والإنجاز، زارعاً إياها بين رايات روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، في مهمة تاريخية تضيف للقوة الناعمة لدولته ووطنه حضوراً فاعلاً في كل أرجاء الكون.
إن الصفة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي تكمن في كونه أول عربي تم تأهيله في مختبرات محطة الفضاء الدولية لإجراء مجموعة من التجارب العلمية في الفضاء وستصبح جزءاً من الذاكرة العلمية التراكمية التي تدخل التاريخ الإنساني ضمن رصيد صناعة الفضاء الإماراتية التي هي جزء من عمارة التنمية المستدامة كما رسمتها وترعاها القيادة الرشيدة.
في يوم آخر من وجود ابن الإمارات في الفضاء، سيقوم بتصوير كوكب الأرض، وهي لقطة ستدخل ألبوم التاريخ بتوقيع إماراتي، يُجدد لدى الشباب شعلة التحدي، ويضع الشباب الإماراتي في موقع إلهام الآخرين بمحبة الوطن والوفاء للقيادة، وتحمُّل مسؤولية استشراف المستقبل وصناعته.
في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في مركز يوري غاغارين، بعث المنصوري لشباب العالم رسالة سجّل فيها الفخر بأنه ممثل لدولة الإمارات والمنطقة العربية على متن محطة الفضاء الدولية. وأحسب أنه في برنامج الأيام الثمانية بالفضاء أو في المؤتمر الصحفي الذي سينعقد احتفاء بسلامة العودة واكتمال المهمة سيجدد رسالة الفخر بأن "طموح زايد" قد أخذ تجلياته في تمكين الشباب الإماراتي من عناوين الإرادة والتحدي والإنجاز.
إن رائد الفضاء الإماراتي الذي سيدور حول الكرة الأرضية نحو مئة مرة خلال أيام الرحلة الثمانية، سيقدم للعالم جولة تعريفية مصوّرة باللغة العربية عن مكونات محطة الفضاء الدولية. ففي مثل هذه السابقة العربية ما يُسهم في الإضاءة على أن لدى هذه الأمة ما تقدمه من روافع الحضارة والاقتصاد والسلام.
عندما انطلق هزاع المنصوري في بداية رحلته لم يكن وحيداً، بل كانت معه قلوب وآمال ودعاء الإمارات كلها، قيادة وحكومة وشعباً، لقد حمل خواطرنا وأفئدتنا ليجسد طموح زايد بوصول الوطن الذي بناه إلى الفضاء. وستستمر المسيرة، فالمريخ وغيره من الكواكب بانتظار أبناء وبنات الإمارات.
نقلاً عن "وام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة