القائد العربي الذي فكر وحلم وحلمه خرج للنور هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حيث كان يثق في مقدرات أبنائه وقادتهم
القيادة هي إلهام وتشجيع الأفراد ليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق النتائج المرجوة منهم، وتختلف مفاهيم القيادة حسب طبيعة الشخص، فهناك أشخاص لهم قدرات محدودة وهناك أشخاص لهم رؤى مميزة، وهناك من أبدع واجتهد ليكون قائداً مميزاً، فالقيادة موزعة بين الأفراد، وهي ليست حكراً على الفرد الذي يتربع على القمة أو كان مسؤولاً أو مديراً، فهي كامنة في دواخل أي فرد وعلى أي مستوى.
القيادة الرشيدة والحكيمة في الإمارات تعطي دروساً وترسخ تجارب حقيقية لمعنى الحرص على النجاح والتفوق في مجالات الحياة وتفتح أبوابها لكل أبنائها وكل أبناء الوطن العربي لآفاق المستقبل، فليس للمستحيل مكان في الإمارات ويبقى الرقم واحد هدفاً نبيلاً لكل من وعد وخطط ونفذ ووصل إلى الفضاء.
إن مهمة القائد هي حشد الهمم وإخراج الأحاسيس الطيبة والعوامل المميزة لدى الأشخاص الذين يقودهم، وصفات القائد كثيرة منها أن يتعرف على مواطن القوى ويطورها ويحول نقاط الضعف إلى قوة، وأن يتحلى بالإنسانية والأخلاق الحميدة والطيبة، وأن يكون محنكا وخبيرا إداريا من الطراز الأول، لا يفرق بين الجميع، ويستمع للكل دون تمييز.
وأن من الأمور الصعبة لديه اختيار معاونيه ممن يعملون لخدمة مجتمعهم، وتحقيق غايات الوطن، وهناك يكمن التحدي لدى القائد الفذ الذي يرى الأمور من منظور المتفحص وبشكل يختلف عن منظور الجميع.
القائد العربي الذي فكر وحلم، وحلمه خرج للنور هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث كان يثق في مقدرات أبنائه وقادتهم على تحقيق حلمه بالصعود إلى عوالم الفضاء، والذي أراد بطموحه أن يصل بشعبه إلى الفضاء الفسيح ليسطروا في التاريخ أسماء للإمارات.
بدأ هذا الحلم منذ العام 1974م حيث اجتمع الشيخ زايد مع فريق من علماء الفضاء وراوده حلم صعود أبناء الإمارات للفضاء. وقد سهر القادة منذ ذلك الوقت وخططوا لتحقيق حلم "زايد" بالصعود للفضاء وريادته.
حرص أبناء "زايد" على تحقيق حلم الوالد المؤسس لدولة الإمارات، وعملوا بكل جهد واجتهاد، وأرسلوا أبناءهم للدراسة والتعلم والتدريب في الخارج واكتساب الخبرات، وكانت الخطوة الأولى عام ٢٠١٧ بإطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء، واختيار وإعداد رواد فضاء إماراتيين، البرنامج الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأخوه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان همهما وهدفهما تحقيق "حلم زايد" وتثبيت مقولته "لا يوجد مستحيل لا يمكن للإنسان تحقيقه" بالتخطيط والعمل الجاد والكفاح يمكننا الصعود إلى الفضاء.
بعد عدد من الاختبارات والترشيحات تم اختيار هزاع المنصوري وسلطان النيادي لتمثيل الإمارات والصعود إلى محطة الفضاء الدولية كأول رواد فضاء إماراتيين.
اكتملت فرحة الوطن بوصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وعمت الفرحة أرجاء كل دولة الإمارات والوطن العربي. حرص الشيخ محمد بن راشد على أن يشاهد انطلاقة ابن الإمارات بالصاروخ الذي يحمل المركبة "سويوز" وداخلها هزاع المنصوري عبر هاتفه المتحرك، وهو يمارس هوايته الرياضية في ركوب الدراجات الهوائية، ويتوقف لحضور هذه اللحظة التاريخية التي حلم بها "زايد آل نهيان" و"راشد آل مكتوم" وهو يتحقق بصعود "هزاع" إلى محطة الفضاء الدولية، وهذا دليل على مدى حب قائد مثل محمد بن راشد للإمارات وأبنائها وحرصه على متابعة كل صغيرة وكبيرة بنفسه.
أما الشيخ محمد بن زايد فقد مثلت فرحته فرحة وطن بصعود أحد جنوده إلى الفضاء، كما فرح كل قادة الإمارات بهذا الإنجاز وهم فخورين بأبنائهم وهم يحققون حلم آبائهم وأجدادهم.
هذا الإنجاز تحقق برؤية قيادة دولة الإمارات ومتابعتها وحرصها على بناء الإنسان وخلق جيل واعٍ لمستقبله يخدم وطنه بكل كرامة وعزة. وهنا لابد من الإدراك بأن القيادة ما هي إلا فن لا يجيده إلا من تخطى الصعاب وصعد القمم وحشد الهمم.
حتماً القيادة الرشيدة والحكيمة في الإمارات تعطي دروساً وترسخ تجارب حقيقية لمعنى الحرص على النجاح والتفوق في مجالات الحياة وتفتح أبوابها لكل أبنائها وكل أبناء الوطن العربي لآفاق المستقبل، فليس للمستحيل مكان في الإمارات، ويبقى الرقم واحد هدفاً نبيلاً لكل من وعد وخطط ونفذ ووصل إلى الفضاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة