«خطوة استباقية» لها ما بعدها.. ضربة الإمارات للإخوان بميزان خبراء
"ما تم الكشف عنه (اليوم) في غاية الأهمية، فهو بمثابة ضربة أمنية استباقية قوية ستنعكس بشكل عام على أمن واستقرار المنطقة".
هذا ما أكده خبراء سياسيون وأمنيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، تعليقا على ما كشفته تحقيقات النيابة العامة بدولة الإمارات، حول تنظيم سري جديد في الخارج شكله الهاربون من تنظيم "الإخوان" الإرهابي المحكوم عليهم غيابيا في 2013.
وثمن الخبراء تحركات وجهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب، قائلين إن لديها "جهازا أمنيا واعيا يملك معلومات أمنية وافية ومتكاملة، وجهازا عدليا (قضائيا) منظما يعتمد على قوانين وأحكام تجرم كل ما يهدد الوطن ومواطنيه".
وطالب الخبراء، في الوقت ذاته، دول العالم، بدعم جهود الإمارات في مكافحة الإرهاب، لا سيما أن الظاهرة باتت "عابرة للحدود" في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الاتصالات.
وفي أحدث جهود دولة الإمارات، في مكافحة التنظيمات الإرهابية، واجتثاث الإرهاب، كشفت تحقيقات النيابة العامة في البلاد عن تنظيم سري جديد في الخارج شكّله الهاربون من تنظيم «الإخوان» الإرهابي المحكوم عليهم غيابيا في 2013 لإعادة إحياء التنظيم.
وأظهرت التحقيقات، التي تباشرها النيابة العامة تحت إشراف النائب العام، وجود تنظيم سري جديد خارج الدولة، شكله الهاربون من أعضاء تنظيم دعوة الإصلاح (الإخوان) المصنف إرهابيا في الإمارات، المُقضى بحله عام 2013، لإعادة إحياء التنظيم، وبهدف تحقيق ذات أغراضه.
ضربات موجعة
وفي تعقيبه على هذا التطور، قال خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبدالواحد، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "الكشف عن تنظيم سري جديد للإخوان، يحمل أهمية كبيرة، ويعكس حرص دولة الإمارات على المتابعة الدقيقة، والعمل على مكافحة أنشطة بقايا التنظيم الإرهابي، ويأتي أيضا استكمالا للضربات الموجعة التي وجهتها ضد التنظيم خلال السنوات السابقة".
وثمن خبير الأمن القومي المصري، التحركات والإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات في مكافحة التنظيمات الإرهابية، قائلا إن "الإمارات تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، حيث إنها الدولة الوحيدة التي تكافح الإرهاب باحترافية شديدة، وبأساليب علمية على أعلى مستوى".
وأوضح: "لا تقتصر مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة على النواحي الأمنية، بل تمتد إلى الجوانب الفكرية، ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تروج للعنف، وأيضا سن التشريعات اللازمة لمتابعة طرق ومنابع تمويل الإرهاب، إضافة إلى تعزيز الأنظمة الخاصة لمكافحة الجريمة المنظمة وجرائم غسل الأموال، والعمل على ضبط الخطاب الديني في المنابر الدينية والإعلامية".
ومضى قائلا: "اعتمدت دولة الإمارات على أساليب شديدة الاحترافية لمكافحة المحتوى الإلكتروني المتطرف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكشف الغطاء الذي تستخدمه منصات التنظيمات الإرهابية، والعمل على حذفه، مع تصويب وتصحيح الأفكار المتطرفة".
إزاء ذلك، دعا عبدالواحد، دول العالم، إلى دعم جهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن الظاهرة باتت عابرة للحدود في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الاتصالات.
تحركات استباقية قوية
"ضربة استباقية قوية لمساعي إعادة التنظيم تجميع أنصاره ومريديه في الخارج"، هكذا تحدث المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، عن إعلان دولة الإمارات رصد التنظيم السري الجديد خارج الدولة.
وأكد آل عاتي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "إعلان دولة الإمارات يؤكد على قوة استقرار الدولة وجهازها الأمني وترسيخ نظامها العدلي واتساقه مع نظام قضائي قوي".
وجدد هذا الإعلان، والحديث لـ"آل عاتي"، "رفض دولة الإمارات قيادة وشعبا لهذه التنظيمات، ووعي الدولة بخطورة هذه التنظيمات السرية".
وأبرز المحلل السياسي السعودي، أيضا، أن ما كشفته دولة الإمارات "يشير إلى يقظة مستدامة بخطورة مثل هذا التنظيم السري في الداخل وفي الخارج، وخطورة أي تراخ قد يسمح له بأن يعود ليطل بخطورته على الدولة وعلى المنطقة".
أمن واستقرار المنطقة
وفي تقدير الدكتور هشام النجار الكاتب بالأهرام والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، فإن ما كشفته دولة الإمارات "في غاية الأهمية حيث ينعكس على أمن واستقرار المنطقة بأسرها وليس الإمارات فقط".
ويضيف النجار، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "الدول المستقرة التي استطاعت ونجحت في الدفاع عن كيانها ضد هذا الخطر الداهم الممول من الخارج، تدافع عن أمن واستقرار ومستقبل كل الدول العربية".
ونبه المحلل السياسي المصري إلى أن ما كشفته أجهزة دولة الإمارات "يساعد في الجهود الجماعية بين الدول لصد وإفشال محاولات الجماعة للعودة مجددا بأية وسيلة، حيث إن جهود كل دولة على حدة تدعم الجهود الجماعية والتعاون بين دول المنطقة في مكافحة الإرهاب الإقليمي الذي تتصدره جماعة الإخوان".
تكتيك إخوان مصر
وفي تحليله لطبيعة وخطورة التنظيم الجديد الذي جرى الكشف عنه، قال النجار: "التنظيم الجديد يتبع نفس التكتيكات التي استخدمها تنظيم الإخوان في مصر، حيث إنهم يتلقون التوجيهات من نفس القيادة المركزية في الخارج التي تدير شؤون التنظيم الدولي للإخوان".
هذا التكتيك يتمثل، بحسب النجار، في "محاولة إحياء وبعث التنظيم عن طريق نشاطات تمويلية وتحريضية ودعائية من الخارج، وهذا هو ما فعله الهاربون من إخوان مصر بعد ثورة 30 يونيو (حزيران)، ونجاح مصر في تقويض التنظيم اقتصاديا وهيكليا داخل البلاد، وهو ما يكرره من بقي من فرع التنظيم بدولة الإمارات واستطاع الهرب إلى الخارج".
ومضى قائلا "من هنا تأتي أهمية جهود الدولة في الحالتين في تتبع محاولات إحياء التنظيم وإعادته للمشهد وإعادة بنائه من خارج البلاد"، مضيفا "هذا هو الأمر الذي نجحت فيه مصر بشكل كبير طوال العقد الماضي وتنجح فيه الشقيقة دولة الإمارات حاليا".
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز