الإمارات: أول مركز طبي في دول الخليج يطلق علاجا فعالا لمرض «باركنسون»

أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، التابع لمجموعة "M42"، عن نجاحه في تقديم علاج "التسريب المستمر" لمواجهة مرض باركنسون المتقدم، ليغدو أول مركز طبي في دول مجلس التعاون الخليجي يوفر هذا الخيار العلاجي المتطور، فاتحاً بذلك آفاقاً علاجية جديدة أمام المرضى في
ويأتي علاج "التسريب المستمر" ليشكل بديلاً علاجياً متقدماً لأولئك المرضى غير المؤهلين للخضوع لجراحة التحفيز العميق للدماغ، أو الراغبين في تجنب الحلول الجراحية، حيث يتسع نطاق أهليته ليشمل جميع مرضى باركنسون في مراحله المتقدمة.
ويعتمد هذا العلاج على ضخ مستمر تحت الجلد لمزيج دوائي من مادتي "كاربيدوبا وليفودوبا" اللتين تشكلان المعيار الذهبي لعلاج المرض عبر مضخة دقيقة تعمل دون انقطاع على مدار اليوم، بما يكفل ثبات تركيز الدواء في الجسم والسيطرة الدقيقة والمطردة على الأعراض.
ويمثل هذا الأسلوب نقلة فارقة من حيث راحة المرضى، حيث تقل الحاجة للمتابعة الدورية إلى مرة واحدة كل ستة أشهر فقط، مقارنة بالزيارات المكثفة التي تتطلبها جراحات التحفيز العميق للدماغ، ما ينعكس على راحة المريض واستقراره النفسي والجسدي على المدى الطويل.
ويُشرف على تنفيذ هذا العلاج فريق متخصص يضم نخبة من أمهر أطباء الأعصاب، وأخصائيي إعادة التأهيل، والكفاءات الطبية المساندة، في منظومة متكاملة توفر الرعاية الدقيقة والمتواصلة على مدار الساعة.
وأكد الدكتور جورج باسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن إدخال علاج التسريب المستمر لمرض باركنسون إلى دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، يمثل محطة محورية في مسيرة تطوير رعاية المرضى والارتقاء بنتائجهم العلاجية على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن تزايد انتشار الأمراض العصبية التنكسية يستدعي إيجاد حلول علاجية مبتكرة، مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كل مريض على حدة.
من جانبه، أكد الدكتور شيفام أوم ميتال، استشاري طب الأعصاب بمعهد الأعصاب في "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أهمية هذا الإنجاز، وحرص المستشفى على توفير مجموعة متكاملة من الخيارات العلاجية المتقدمة لمرضى باركنسون، بدءاً من العلاجات الدوائية التقليدية التي تُؤخذ عن طريق الفم، مروراً بجراحات التحفيز العميق للدماغ، ووصولاً إلى هذا الخيار العلاجي الحديث، بما يضمن وضع خطة علاجية دقيقة ومتكاملة لكل مريض وفق حالته الصحية الخاصة، مع توفير الرعاية والدعم المستمرين في مراحل العلاج المختلفة.
ويحاكي نظام التسريب المستمر في آليته مضخة الأنسولين، إذ يتكون من جهاز صغير بحجم الهاتف المحمول يتصل بأنبوب رفيع يُغرس تحت الجلد، ليقوم بضخ الأدوية باستمرار نهاراً وليلاً، محافظاً على ثبات تركيز الدواء في الجسم ويُخفف بصورة ملموسة من اضطرابات الحركة واختلالها.
ويمنح هذا الابتكار الثوري المرضى قدراً عالياً من الاستقرار والاستقلالية، ويرتقي بجودة حياتهم اليومية بشكل ملحوظ. كما أن تصميم الجهاز البسيط وسهولة استخدامه يسهلان عملية التكيّف عليه من قِبل المرضى ومقدمي الرعاية على حد سواء.
ويُعتبر مرض باركنسون من أسرع الاضطرابات العصبية انتشاراً على مستوى العالم، مع توقعات بتضاعف أعداد المصابين به بحلول عام 2040، وتشير الإحصاءات إلى أن 1% من الأشخاص فوق سن 60 عاماً مصابون بهذا المرض، مع تزايد نسب الإصابة بين الفئات العمرية الأصغر من 50 عاماً.
ومنذ بدء تطبيق جراحة التحفيز العميق للدماغ في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عام 2019، أجرى المستشفى بنجاح 100 عملية من هذا النوع.
ويواصل المستشفى، من خلال نهج متعدد التخصصات يجمع بين طب الأعصاب، والجراحة، وإعادة التأهيل والتخصصات الطبية الداعمة، ترسيخ معايير جديدة في تطوير العلاجات المتقدمة التي ترتقي بالمخرجات الصحية وتحسن جودة الحياة للمرضى في المنطقة.