الإمارات وعُمان.. احتفالات وطنية تعكس عمق الروابط الثقافية والتاريخية
يمثل الموروث الاجتماعي والثقافي المشترك بين الإمارات وعُمان، من فنون وآداب وعادات، ركيزة أساسية لهويتهما ويحفز على تعزيز الشراكات والتعاون المتبادل.
علاقات اجتماعية وثقافية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وتظهر قوتها بشكل جلي في المناسبات الوطنية، والزيارات المتبادلة لقادة البلدين.
وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال زيارته إلى سلطنة عمان 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث أكد أن دولة الإمارات وسلطنة عمان تربطهما علاقات أخوية تاريخية عميقة، ليس فقط على المستوى السياسي أو الاقتصادي وإنما كذلك على المستويين الاجتماعي والثقافي.
وأكد أن العلاقات الإماراتية – العمانية ستظل دائماً نموذجاً للتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون على الخير والازدهار للبلدين والمنطقة.
وأعاد التأكيد عليه مجددا الخميس في تدوينة له عبر حسابه في موقع "إكس"، لتهنئة سلطنة عمان بيومها اليوطني، قائلا: "في مناسبة اليوم الوطني لسلطنة عمان، أهنئ أخي السلطان هيثم بن طارق والأشقاء في السلطنة، مع صادق أمنياتي بالمزيد من التقدم والرخاء ومواصلة مسيرة النماء والازدهار".
وأضاف: "تجمع الإمارات وعمان علاقات راسخة تمتد عبر التاريخ مجسدة روح الأخوّة والمحبة ووحدة المصير، وإن شاء الله تتواصل علاقات الخير والتعاون فيما بيننا من أجل مستقبل أفضل لبلدينا وشعبينا".

وتشارك دولة الإمارات شقيقتها عُمان احتفالها بيومها الوطني، الذي يحل اليوم الخميس، في وقت يتزايد فيه التعاون الثقافي بين البلدين.
وعشية احتفال السلطنة بيومها الوطني، تُوّج فيلمان إماراتيان بجوائز المهرجان السينمائي الخليجي 2025 التي استضافته سلطنة عمان، واختتم مساء الأربعاء.
أيضا يأتي الاحتفال باليوم الوطني العماني بعد أيام من اختتام مشاركة سلطنة عُمان، ممثلة بوزارة الإعلام، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبريد عُمان في الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار التعاون الثقافي المتنامي بين البلدين.
احتفالية مشتركة
وتشهد الإمارات سنوياً، مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة، احتفاءً باليوم الوطني لسلطنة عمان، التي تتضمن إضاءة العديد من معالم دولة الإمارات بالعلم العماني، واستقبال الزوّار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في أبرز مراكز التسوق والترفيه في الإمارات.
ويجسد احتفاء البلدين، قيادة وشعبا، باليوم الوطني في كل منهما عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والمصير المشترك الذي يجمعهما.
وتعد تلك المرة الأولى، التي تحتفل فيه عُمان بيومها الوطني في هذا اليوم، وذلك بعد قرار السلطان هيثم بن طارق في يناير/ كانون الثاني الماضي بأن يكون يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني يوماً وطنياً للبلاد، وهو يصادف ذكرى تأسيس الدولة البوسيعيدية قبل 281 عاما، فيما كان يتم الاحتفال بتلك المناسبة في السابق يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.
قرار أعاد بموجبه سلطان عمان إبراز العمق التاريخي والحضاري للسلطنة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم وتكريما للأسرةُ البوسعيديّة التي تحكم السلطنة منذ نحو 3 قرون والإمامِ المؤسّسِ أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي تولى مقاليد الحكم عام 1744م.

السينما والفنون
تحل تلك المناسبة، بعد ساعات من الإعلان عن فوز فيلمين إماراتيين بجوائز في المهرجان السينمائي الخليجي في دورته الخامسة الذي استضافته سلطنة عُمان خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وشاركت فيه وزارة الثقافة الإماراتية بـ 4 أفلام تُبرز تطور الصناعة السينمائية في الإمارات ودورها الريادي في المشهد الثقافي الخليجي.
وتُوّج فيلم "حوبه" للمخرج الإماراتي ماجد الأنصاري بجائزة أفضل فيلم طويل، فيما حصد فيلم "فتاة عيد الميلاد" للمخرج الإماراتي بدر محمد جائزة أفضل فيلم قصير.
وكرم المهرجان المخرج والسيناريست والمنتج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، تقديرًا لمسيرته الطويلة في دعم الصناعة السينمائية الوطنية وإسهاماته النوعية في تأسيس حركة الفيلم الإماراتي وإيصالها إلى الساحة العالمية.

معارض الكتاب
أيضا تحل تلك المناسبة بعد أيام من اختتام، مشاركة سلطنة عُمان، ممثلة بوزارة الإعلام، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبريد عُمان في الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات، التي أقيمت خلال الفترة من 5 إلى 16 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري بمركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "بينك وبين الكتاب".
وعرض جناح سلطنة عُمان باقة من الإصدارات الحديثة والمتنوعة في مجالات الإنتاج الأدبي والتاريخي، تشمل تخصصات أدبية وفكرية وفنية وعلمية وتاريخية متعددة.
وتعكس هذه المشاركة التزام سلطنة عُمان بتعزيز أواصر التعاون الإعلامي والثقافي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وإيمانها الراسخ بأهمية إتاحة الكتاب العُماني في المحافل الثقافية العربية والدولية؛ وإثراء المنتج الفكري والثقافي على الساحة الدولية، والترويج للمقومات السياحية الفريدة التي تزخر بها.
جاءت تلك المشاركة بعد شهور من مشاركة الإمارات في فعاليات الدورة الـ 29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب أبريل/ نيسان الماضي.
وأجرى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة زيارة إلى المعرض خلال زيارة إلى السلطنة التقى خلالها السلطان هيثم بن طارق.
ووقع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال زيارته فعاليات الدورة الـ 29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، أحدث إصداراته "البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م"، الصادر عن منشورات القاسمي.

ويُعد "البرتغاليون في بحر عمان أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م" كنزا تاريخيا لا يقدر بثمن، حيث يرصد أحداثًا تاريخية مهمة وحيوية دارت وقائعها في بحر عمان، حيث كان بحر عمان شاهدًا على تحركات الأساطيل البرتغالية وهي تشق طريقها إلى الهند، وتذكر جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة التي تمتد إلى 260 سنة.
ويعد هذا المنجز التاريخي الجديد إضافة نوعية وإثراءً قيمًا للمكتبة العربية والعالمية، حيث يقدم معلومات وحقائق تاريخية ظلت لقرون حبيسة الأرفف والأدراج.
واستقبل السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، في قصر العلم بالعاصمة العُمانية مسقط، خلال تلك الزيارة، أخاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأشاد السلطان هيثم بن طارق بجهود حاكم الشارقة في مختلف المجالات الثقافية، ومبادراته التي تسهم في حفظ الإرث الثقافي والهوية العربية وتوثيق تاريخها، مثمناً المنجز التاريخي الجديد لحاكم الشارقة "البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م"، والذي يعد إضافة نوعية وإثراءً قيمًا للمكتبة العربية والعالمية.
وفي الشهر نفسه، شاركت سلطنة عمان، ممثلة في وزارة الثقافة والشباب، في الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 الذي أقيمت تحت شعار "مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع" وذلك في الفترة من 26 أبريل/ نيسان وحتى 5 مايو/ أيار الماضي.
المشاركة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتأكيدا لالتزام السلطنة بنشر الثقافة والمعرفة وتبادل الخبرات بين مختلف الدول بما يساهم في إثراء الحركة الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تعزيز التبادل المعرفي
وتتويجا للعلاقات الأخوية بين البلدين، شهد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، 17 مارس/ آذار الماضي، افتتاح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" الذي أقيم في المتحف الوطني العماني، واستمر حتى شهر مايو/ أيار الماضي ليشكل منصة ثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في مجال حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية.
يأتي المعرض تتويجا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويعكس رؤية حاكم الشارقة في تعزيز التعاون الثقافي وجعل الفنون جسراً للحوار والتواصل بين الشعوب، ويتيح الحدث للزوار فرصة استكشاف الجوانب الجمالية والفنية للحضارة الإسلامية العريقة، من خلال مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تروي قصصا تمتد عبر قرون من التاريخ الإسلامي.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للحضارة الإسلامية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، والتعريف بتراث العالم الإسلامي الغني، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي.

المناسبات الوطنية
وتحتفل سلطنة عمان بيومها الوطني يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما تحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول كل عام باليوم الوطني.
ويجسد احتفاء البلدين، قيادة وشعبا، باليوم الوطني في كل منهما عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والمصير المشترك الذي يجمعهما.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
وفي كل مناسبة وطنية يستذكر شعبا البلدين جهود القادة المؤسسين في إرساء علاقات أخوية قوية بين البلدين.
علاقات أخوية تزداد نموا وترسخا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز