في هذه الأيام تعيش سلطنة عمان أياما حزينة بإعلان وفاة السلطان قابوس بن سعيد وهو خبر كان له وقعٌ حزين على شعب البلدين الشقيقين
ارتبطت دولة الإمارات العربية المتحدة مع سلطنة عمان بعلاقة قوية ومتينة بدءا من علاقة الأخوة بين المغفور له الشيخ زايد والسلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراهما، علاقة سطر التاريخ تفاصيلها منذ عقود كان إطارها الأخوة والمحبة والتعاضد علاوة على ارتباط شعب البلدين بروابط الدين والتاريخ والجغرافيا الواحدة.
مما يميز تلك الروابط ارتباط شعب البلدين الشقيقين بروابط أسرية حيث كانت وما زالت الأسر الممتدة في كلا البلدين علامة فارقة في العلاقات الأخوية بين البلدين فلا تكاد تفرق بين العادات والتقاليد علاوة على روابط النسب والمصاهرة.
في هذه الأيام تعيش سلطنة عمان أياماً حزينة بإعلان البلاط السلطاني وفاة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وهو خبر كان له وقعٌ حزين على شعب البلدين الشقيقين لما تطرقنا له من روابط أقل ما يقال عنها هنا أن المصاب واحد.
إن الرؤية الصادقة والمشاعر الحقيقية التي رعت العلاقات بين البلدين منذ القدم قادت إلى ما نراه اليوم من علاقات وتوافق وقيم مشتركة تجاوز بها البلدان الكثير من التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية
لطالما تمتعت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بالقوة والوضوح وتلاقي الرؤية لدى القيادتين بما يخدم خليجنا العربي وأمتينا العربية والإسلامية وانطلاقا من تلك الرؤية وفي عام 1991 شكل البلدان اللجنة العليا المشتركة لتعزيز علاقات الشراكة والمصالح المشتركة والمضي قدماً نحو تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين وأستذكر هنا حديث المغفور له الشيخ زايد مع الوفد العماني الزائر حيث قال ما تجدونه من أفكار ووجهة نظر تخدم عمان ومصلحة عمان فهو لمصلحة الإمارات أيضا وجزى الله خيرا كل من لديه وجهة نظر يستفيد منها البلدان.
إن الرؤية الصادقة والمشاعر الحقيقية التي رعت العلاقات بين البلدين منذ القدم قادت إلى ما نراه اليوم من علاقات وتوافق وقيم مشتركة تجاوز بها البلدان الكثير من التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية وها نحن اليوم نقف مع السلطنة في مرحلة جديدة تكون امتداداً لمسيرة بدأها السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه ومن حمل الراية من بعد السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان والذي أعلن استكمال مسيرة النهضة الشاملة وأستذكر هنا تصريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه في 2 مايو/أيار 1999 عند الإعلان عن التوقيع على ترسيم الحدود بين البلدين إذ وصفها بأنها ستضيف لبنة جديدة في الصرح الشامخ للعلاقات الأخوية الوثيقة وأكد حينها عزم دولة الإمارات على مواصلة تعزيز التعاون وتنمية المصلحة المشتركة مع سلطنة عمان في الحاضر والمستقبل حينها أعرب السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- عن بالغ سعادته بلقاء المرحوم الشيخ زايد وزيارته لبلده الثاني وقال إن توقيع اتفاقية الحدود العمانية الإماراتية تعتبر نقطة انطلاق جديدة للتعاون المشترك والعلاقات الوطيدة بين البلدين.
وإذ نحن اليوم نعيش المستقبل الذي سعى المغفور لهما إلى تأصيله وإرساء دعائمه فإننا نمضي قدماً في تعزيز هذه العلاقة والمحافظة على ما تحقق منها عبر عشرات السنين متمنين من الله العزيز أن يحفظ البلدين وشعبيهما وأن يوفق قيادة البلدين لما فيه الخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة