بين الإمارات وعمان.. تاريخ حافل من التعاون الرياضي
ضمن الرحلة المزدهرة للعلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، يمكن ملاحظة التعاون الحافل بين البلدين في مجال الرياضة.
وقبل 4 سنوات كانت عبارة "الإمارات عمان الفوز واحد" عنوانا لبطولة كأس الخليج العربي "خليجي 23" التي أقيمت في الكويت، للتأكيد على عمق العلاقات بين دولة الإمارات وشقيقتها سلطنة عمان في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي بالطبع.
وقتها أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذا الهاشتاج عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع تأهل منتخبي البلدين إلى المباراة النهائية للبطولة، ليؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، والضاربة بجذورها في عمق التاريخ.
ووضع منظمو "خليجي 23" بالكويت كلمات الـ"هاشتاج" على الساعة الإلكترونية لاستاد جابر الدولي، وتفاعلت الجماهير الإماراتية والعمانية والخليجية معه ليصبح هذا الـ"هاشتاج" ضمن قائمة الأكثر تداولا على "تويتر" بعد مشاركة الآلاف فيه.
تاريخ من التعاون الرياضي بين الإمارات وعمان
وعلى مدار عشرات السنوات، كانت الرياضة وسيلة لتجسيد أواصر هذه العلاقات، التي تتطور بشكل مستمر بفضل الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة في البلدين.
وشهد التاريخ الرياضي في أكثر من محطة، تعزيز التعاون المشترك بين العديد من الاتحادات الرياضية في البلدين على كافة الأصعدة الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخوض المباريات الودية الرياضية بين مختلف الأندية، وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الرياضة في البلدين الشقيقين.
وتشهد الأيام الحالية واحدة من هذه المحطات عندما يخوض منتخب الإمارات الأولمبي لكرة القدم، مباراته الودية الثانية غدا مع نظيره العماني، على ملعب نادي النصر بدبي، استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
وكانت أول مواجهة رسمية جمعت بين منتخبي البلدين في كرة القدم، خلال كأس الخليج العربي "خليجي 4" في قطر عام 1976، وانتهت بالتعادل 1-1، فيما كانت أول مواجهة رسمية بينهما على ملاعب الإمارات، في "خليجي 6" عام 1982، وفاز "الأبيض حينها بثلاثية مقابل هدف.
كما التقى المنتخبان في سلطنة عمان، في "خليجي 7" عام 1984، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1.
ويشهد التاريخ على أن أولى التجارب الاحترافية الخارجية لمدربي كرة القدم الإماراتيين، كانت في سلطنة عمان، عن طريق المدرب حسن علي في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أصبح دوري المحترفين الإماراتي الواجهة الخليجية الأولى للاعبين العمانيين على مدار السنوات الماضية، خاصة عندما سمحت اللوائح بتسجيل 4 لاعبين أجانب في صفوف كل فريق من بينهم لاعب آسيوي.
ولم تخل قوائم الأندية الإماراتية في أي موسم من أسماء اللاعبين العمانيين، سواء في عصر الهواة أو بعد تطبيق نظام الاحتراف.
وكان فوزي بشير أحد أشهر اللاعبين العمانيين بالدوري الإماراتي، وخاض أطول مسيرة احترافية له مع الأندية الإماراتية رفقة بني ياس في تجربة امتدت 5 مواسم، ثم انتقل إلى الظفرة، وبعدها لنادي عجمان وأحرز معه كأس رابطة المحترفين في موسم 2012-2013 للمرة الأولى في تاريخ الفريق.
وتواصل الدعم والتعاون الرياضي بين البلدين على صعيد الاتحادات الرياضية، وأكد الاتحادان الإماراتي والعماني لكرة القدم على تعزيز سبل التعاون المشترك بينهما على كافة الأصعدة الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات، وكذلك المباريات الودية، بما يصب في مصلحة اللعبة بالبلدين.
وخلال بطولة كأس العالم للأندية، التي استضافتها الإمارات في فبراير/شباط الماضي، أشاد الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم بالدور الذي يلعبه الاتحاد الإماراتي في استضافة العديد من الأحداث الكروية، ومعسكرات المنتخبات والأندية من مختلف قارات العالم.
وجاء ذلك خلال استقبال الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الاتحاد الإماراتي لرئيس الاتحاد العماني على هامش البطولة.
وكان من أبرز المظاهر التي تؤكد عمق العلاقات بين البلدين مسيرة الحب والمودة التي قام بها 15 دراجا من دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عابرين بدراجاتهم الحدود، ليلتقوا بدراجين عمانيين اشتركوا جميعا في نفس الهواية، وعبروا من خلالها على عمق المحبة بين الشعبين، في رسالة تؤكد الوحدة والإخاء احتفالاً بالعيد الوطني لسلطنة عمان.
وأثبت الرياضيون العمانيون جدارة وتفوقا واضحين في كثير من البطولات الرياضية التي تنظمها الإمارات، وخوضهم للمنافسات في أجواء من الدعم والمساندة الكبيرين ما ساعدهم في الوقوف على منصات التتويج بأكثر من مناسبة في رياضات مختلفة مثل الغوص الحر والفروسية.