الإمارات والقضية الفلسطينية.. دعم تاريخي للدفع بحل الدولتين

جهود إماراتية مكثفة لدعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، والدفع باتجاه مسار واضح للسلام الدائم والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين".
تتواصل تلك الجهود في إطار التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم قضية فلسطين، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها، وحتى اليوم.
ضمن أحدث تلك الجهود، شاركت الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك برئاسة مشتركة من قبل السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
ورسمت الإمارات، خلال مشاركتها، خارطة طريق لتحقيق السلام المستدام، عبر معالجة جذور الصراع، مع تأكيدها على ضرورة العمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة.
مباحثات القيادة
خارطة طريق إماراتية تأتي ضمن جهود دبلوماسية وسياسية متواصلة تكثفت منذ الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عبر أكثر من مسار من أبرزها:
- مباحثات القيادة السياسية (جهود متواصلة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات).
ضمن أحدث تلك المباحثات، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أنطونيو كوستا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، 27 يونيو/حزيران الماضي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أهمية العمل على وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة ما يتيح تقديم الدعم الإنساني الكافي إلى سكان القطاع وتخفيف معاناتهم..إضافة إلى تكثيف الجهود الدولية للدفع في اتجاه مسار واضح للسلام الدائم والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين".
حراك دبلوماسي
- حراك دبلوماسي متواصل (مباحثات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ودبلوماسيي الإمارات وبيانات وزارة الخارجية).
وقبل يومين، رحّب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، معتبراً أن هذه الخطوة تعزز جهود المجتمع الدولي لتحقيق حل الدولتين، وإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة.
وأعرب عن تقدير دولة الإمارات لهذا القرار المهم، الذي يأتي في لحظة مفصلية تتطلب من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته، والعمل بشكل جماعي لتفعيل المسار السياسي، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويدعم في الوقت نفسه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
كما جدّد، تأكيد التزام دولة الإمارات الثابت بدعم تطلعات الشعب الفلسطيني، وصَون حقوقه، ومواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق حل عادل ومستدام يُنهي الصراع، ويُمهّد لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لشعوب المنطقة.
خارطة طريق شاملة
- تحركات في المحافل والمنظمات الدولية (مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية ومختلف المؤتمرات والمحافل الدولية).
ضمن أحدث تلك الجهود، شاركت الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك برئاسة مشتركة من قبل السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
وأكد خليفة شاهين المرر وزير الدولة الإماراتي، في كلمة خلال المؤتمر، أن الاجتماع يأتي بينما يشهد العالم اليوم زخماً متزايداً في الإجماع الدولي حول ضرورة حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، كما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتعاظم يوماً بعد يوم.
وبين أن إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ليعطي يعد حافزاً أكبر للتوجه بخطى ثابتة نحو إرساء السلام الدائم والعادل والشامل، لوضع نهاية لفصل مأساوي من تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
وشدد المرر على أن الجهود في هذا المؤتمر لرسم مسار واضح لتحقيق حل الدولتين يجب ألا تطغى على الأولوية القصوى الواضحة اليوم للعمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة، واستمرار تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وتغول المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وبين أن "الأوضاع الإنسانية في غزة قد بلغت مرحلة حرجة غير مسبوقة توجب على الجميع التصدي لوقف هذه الكارثة".
ولفت إلى جهود الإمارات في هذا الصدد، مشيرا إلى أن "الإمارات تتصدر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل بلادي إيصال الدعم الإغاثي إلى من أهم في أمس الحاجة إليه براً وجواً وبحراً، حيث باشرت على الفور عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة، بالإضافة إلى قوافل المساعدات البرية والبحرية".
ومع معالجة الأوضاع الإنسانية، أكد أنه لابد من العمل على وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
ورسم الوزير الإماراتي خارطة طريق لتحقيق السلام المستدام، عبر:
أولاً: أهمية الدفع لخلق إرادة سياسية تؤمن بأن الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، هو الخيار الوحيد الواقعي الذي يقود إلى السلام المستدام، عبر عملية تفاوضية جادة بين الأطراف، وبرعاية إقليمية ودولية.
ثانياً: لتجنب استمرار الصراع وتكرار المواجهات والعنف، لابد من خلق أفق سياسي باعتماد خارطة طريق واضحة وملزمة ولا يمكن التراجع عنها، لمسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، تعيش بسلام وأمان جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وأن تلتزم كل الأطراف المعنية بإنقاذ خارطة الطريق.
ثالثاً: لابد أن يشمل مسار إقامة الدولة الفلسطينية معالجة جذرية لمسائل الإصلاح والحوكمة والأمن، بما يؤمن تمكين سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفؤة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون، وملتزمة بمكافحة التطرف والإرهاب.
رابعاً: لابد أن تتضمن العملية السياسية لتحقيق السلام المستدام بعداً إقليمياً ودولياً تنخرط فيه الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية بجهد تضامني يؤدي إلى مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، وإنهاء دوامة العنف والمواجهات، وحل الأزمات، وإشاعة الاستقرار، وبناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة، بما يشمل طموح وآمال الفلسطينيين والإسرائيليين.
حراك في المحافل الدولية
أيضا على صعيد حراكها في المحافل الدولية، للدفع قدما بتنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام:
- رحبت الإمارات باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة 18 سبتمبر/أيلول 2024، قرارا بالأغلبية يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال عام.
- قدمت الإمارات مشروع قرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، وذلك بصفتها رئيسة المجموعة العربية لشهر مايو/أيار 2024.
وحاز القرار على تصويت الجمعية العامة بغالبية كبيرة لصالح قبول منح دولة فلسطين العضوية الكاملة، في خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين.
محكمة العدل الدولية
رحبت دولة الإمارات في 20 يوليو/تموز من العام الماضي بما صدر عن محكمة العدل الدولية من رأي استشاري يعتبر سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية انتهاكا للقانون الدولي.
وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان، أن دولة الإمارات تشدد على رفضها لجميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار.
وشددت الوزارة على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي فبراير/شباط 2024، دعت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتية للشؤون السياسية، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا، إلى الالتزام بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحل الدولتين.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد طلبت من محكمة العدل الدولية تقديم "رأي استشاري" بشأن الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية.
دعم تاريخي
حراك دبلوماسي إماراتي يأتي امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية، الذي يعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها عام 1971.
حراك دبلوماسي واكبه ريادة إنسانية لدولة الإمارات في دعم فلسطين وغزة، أعادت لذاكرة الفلسطينيين جهود المؤسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وعلى درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مؤكدا بالأفعال والأقوال تضامن بلاده الراسخ مع الشعب الفلسطيني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز