تقدم دولة الإمارات هذا الإنجاز الجديد والشجاع لإنقاذ المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من الاستهدافات والأخطار .
منذ أن غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "توتير" قائلاً: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً الى علاقات ثنائية". وهذا الاتفاق التاريخي مالئ الدنيا وشاغل الناس سواء الشعوب والدول العربية والأجنبية أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلاً تصدر وسم #الإمارات_رسالة_سلام موقع "تويتر"، وحقق الوسم ولا يزال مشاهدات وتعليقات من مئات ملايين الأشخاص حول العالم.
وشكلت رسالة السلام التاريخية هذه إنجازاً دبلوماسياً جديداً وشجاعاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تعزز من فرص السلام في المنطقة بعد عقود من الحروب المدمرة والضحايا البشرية الكثيرة والخسائر المادية الكبيرة .
وتقدم دولة الإمارات هذا الإنجاز الجديد والشجاع لإنقاذ المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من الاستهدافات والأخطار المحدقة به، وفي الحفاظ عليه كمكان عبادة مقدس لدى العرب والمسلمين حول العالم، وتسهم أيضاً في فتح أبواب مدينة القدس الشريفة بالسلام ليزورها العرب و المسلمون ويمارسوا عباداتهم جنباً إلى جنب مع أتباع الديانات السماوية الأخرى .
كما تفتح دولة الإمارات الأبواب للتعاون المشترك في مجالات متنوعة مثل: الاستثمار، والسياحة، والأمن، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة والبيئة، وغيرها من المجالات التي تحقق الفوائد المشتركة، وتسهم في تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشعوب المنطقة .
وكانت أولى ثمار معاهدة السلام هذه، الإعلان رسمياً عن توقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وفقاً لخطة ترامب للسلام، وعن مواصلة الجهود المشتركة للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، وبالتالي تجنب وقوع أحداث عنف جديدة في المنطقة تتسبب بالمزيد من الخسائر البشرية والمادية لجميع الأطراف .
وهذا ما عبر عنه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بقوله: إن "إعلان الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل عن اتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية، إنجاز دبلوماسي مهم، ويفتح آفاقاً جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة".
وقد تمسكت دولة الإمارات في رسالة السلام هذه بموقفها الداعم للشعب العربي الفلسطيني الشقيق وللقضية العربية الفلسطينية العادلة، والقائم على إيجاد سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بحسب قرارات منظمة الأمم المتحدة ومبادرات السلام العربية والدولية، فقد أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أنه "بينما يبقى قرار السلام فلسطينياً- إسرائيلياً بامتياز، أتاحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد الجريئة، عبر إبعاد شبح ضم الأراضي الفلسطينية، المزيد من الوقت لفرص السلام عبر حل الدولتين، وتطوير العلاقات الطبيعية مقابل ذلك منحى واقعي تطرحه الإمارات بكل شفافية بعيداً عن المزايدات".
وكما تشكل هذه الاختبارات العلمية والطبية الإماراتية أملاً محلياً وعربياً وعالمياً في إيجاد لقاح فعال ضد فيروس "كورونا"، فإن الأمل بأن تشكل معاهدة السلام هذه " لقاح سلام" للوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بحسب القرارات والمبادرات الدولية والعربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة