خبراء: خطط الإمارات الاستباقية تؤهلها لتعزيز موقعها الاقتصادي عالميا
الإمارات تمتلك مقوّمات لتعزيز موقعها الريادي بالقطاعين الصحي والاقتصادي في عالم ما بعد كورونا بفضل الخطط الاستباقية
أكد خبيران عالميان أن الإمارات تمتلك مقوّمات وفرصاً عديدة لتعزيز موقعها الريادي وقيادتها العالمية في القطاعين الصحي والاقتصادي في عالم ما بعد كورونا بفضل الخطط الاستباقية التي اعتمدتها في السنوات السابقة.
وأوضح الخبيران إيان بريمر رئيس مجموعة يوراسيا للمخاطر السياسية، والبروفيسور إيان جولدين أستاذ العولمة والتنمية مدير كلية مارتن للدراسات المستقبلية في جامعة أكسفورد، إن الإمارات مؤهلة للمشاركة الفاعلة في وضع أسس التعاون والشراكات الجديدة بين الحكومات والمنظمات العالمية لتخطي أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
- القرقاوي: الإمارات الدولة الأكثر استعداداً لأزمة تفشي كورونا
- 791.6 مليار درهم حجم الأصول الأجنبية لمصارف الإمارات بالربع الأول 2020
وأوضح الخبيران خلال جلستين تفاعليتين ضمن "اجتماع حكومة دولة الإمارات: الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد-19"، أن الإمارات استعدت خلال السنوات الماضية لأزمة "كورونا" التي أصابت العالم، من خلال الاستثمار في عدد من القطاعات الحيوية مثل الأمن الغذائي والرعاية الصحية، والصناعة، والتكنولوجيا.
وأوضحا أن الإمارات عملت على تعزيز موقعها الاقتصادي العالمي من خلال ربط دول العالم لتصبح مركزاً تجارياً مهماً يدعم مستقبل الأعمال، ما عزز من قوّتها الناعمة على الساحة الدولية.
بريمر: الإمارات أول من وضع أسس التعاون الاستراتيجي العالمي
وأكد إيان بريمر في جلسة بعنوان "مضاعفات كوفيد-19: الأثر العالمي والإقليمي" أن الإمارات تمتلك عدداً من الفرص الاقتصادية التي تمكنها من تعزيز موقعها القيادي العالمي، خصوصاً أنها الدولة الأولى التي اتجهت إلى التفكير الاستراتيجي للتعاون والعمل مع الحكومات للخروج من أزمة "كورونا المستجد" العالمية.
وقال إن لدولة الإمارات إمكانات متميزة لعبور الأزمة من خلال الخطط الاستراتيجية التي وضعتها قبل عقد كامل، بالاستثمار في القطاع الصحي، ما مكنّها من مواجهة هذا التحدي بسهولة أكبر وتطويق الفيروس بطريقة لم تتمكن دول كثيرة من تطبيقها.
وأشار إلى أن عدداً من الدول تتجه إلى سن قوانين حمائية للحفاظ على المستلزمات الطبية، ما يشكل تحدياً كبيراً على الدول الأخرى التي لا تستطيع توفير هذه المستلزمات، وأن الإمارات تمتلك فرصة حقيقية لإيجاد الحلول السريعة الناجحة في هذا المجال.
ولفت إيان بريمر إلى أهمية تعزيز قطاع الأمن الغذائي العالمي والمحلي، مشيداً برؤية الإمارات في تعيين وزيرة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي.
وأكد أن الإمارات تمتلك مقوّمات عدة لقيادة قطاع التصنيع التكنولوجي في العالم، من خلال تطوير برامج وآليات تكنولوجية جديدة تتيح تبني الأتمتة في التصنيع.
وأوضح بريمر أن العالم مازال في المرحلة الأولى من أزمة "كوفيد-19"، التي توقع أن تستمر 3 سنوات وتنقسم على مرحلتين.
وأوضح أن الأولى تتمثل بالتركيز على تطوير لقاح ناجح، وتصنيعه عالمياً وتوزيعه على الدول، وصولا إلى المرحلة الثانية، التي ستركز على الخروج من الأزمة بشكل كامل.
وأكد أن الأحداث ستتسارع خلال الـ18 شهراً المقبلة بحيث تشمل تغييرات كبرى كانت تتطلب 10 سنوات لحدوثها.
جولدين: الإمارات تركز على الاستثمار في صحة مجتمعها وسلامته
من جهته، أكد البروفيسور إيان جولدين خلال جلسة بعنوان "مستقبل المراكز الاقتصادية العالمية بعد كوفيد -19" أن الإمارات تشكّل جسر التواصل بين الشرق والغرب، خصوصاً أنها تحتضن مختلف الأديان والثقافات.
وأشار إلى أن الفرق بين أزمة "كوفيد-19" والأزمات التي تغلبنا عليها في السابق تعتمد على القيادة الصحيحة والطريقة التي يتم التعافي بها وآليات رسم ملامح المرحلة المقبلة.
وقال جولدين إن قيادة الإمارات تبنت إجراءات استثنائية مكّنتها من تخطي المرحلة الأصعب في الأزمة.
وأشاد بقوة الإمارات الناعمة التي عززتها الفترة الماضية من خلال تقديم المساعدات الطبية لعدد من الدول، والتحرك السريع لإيصال المساعدات.
كما أشاد بالسمعة العالمية الطيبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي مكّنت الإمارات من بناء شراكات وثيقة مع الحكومات، والعمل مع منظمات عالمية لتصبح نقطة الالتقاء.
وأكد جولدين أن الاقتصاد العالمي يحتاج إلى وقت أطول للتعافي من الأزمة الحالية وآثارها الصحية وتبعاتها على الدول والأنظمة الاقتصادية.
وأوضح أن الدول تتجه في الوقت الحالي إلى زيادة الإنفاق الحكومي ما يحتم عليها اقتراض مبالغ أكبر لتتمكن من عبور الأزمة، الأمر الذي ينعكس على الدول النامية التي تحتاج إلى صياغة استراتيجيات وأسس جديدة لتصميم حلول للمستقبل.
وقال إن الحكومات بحاجة إلى معالجة التحديات الحالية بشكل أسرع، مثل هبوط أسعار العملة، وآثار "كوفيد-19" على التجارة والعرض والطلب، وسلاسل الإمداد، والاستعانة بتجارب الدولة الناجحة.
واستبعد مدير كلية مارتن للدراسات المستقبلية في جامعة أكسفورد، نهاية العولمة في المدى المنظور، على الرغم من أن العالم سيشهد نظاماً جديداً يتطلب تسريع التوجهات التحويلية في سلاسل الإمداد.
وأكد جولدين أهمية التكنولوجيا ودورها المحوري في تطوير سلاسل الإمداد واستقطاب الخدمات عالية المستوى وأثرها في ازدهار الصناعة والأتمتة وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد لتطوير رأس المال.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز