محمد بن راشد أمام القمة العربية: السلام والازدهار خيار دولة الإمارات
أكدت دولة الإمارات، الأربعاء، على اضطلاعها بدور بارز في التصدي للتحديات الحاسمة على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك، خلال كلمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية الـ31 بالجزائر.
- "إعلان الجزائر".. حماية الأمن القومي العربي والحياد حيال حرب أوكرانيا
- ولي عهد الكويت: قمة الجزائر تأتي وسط تحديات جسام تحيط بعالمنا العربي
وشدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أن هذا الدور يقوم على أساس من تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وتغليب حل النزاعات بالطرق السلمية، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام.
إضافة إلى "معالجة الأزمات الصحية العالمية، بروح من التضامن العالي، ودعم تمكين المرأة والتأكيد على دور الشباب في بناء الأوطان، وتسخير إمكانات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتطوير المنظومة الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب".
ولفت إلى أنه "في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه دولنا العربية والعالم، أصبحنا في حاجة ملحة إلى تكثيف العمل وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون العربي، وحل الأزمات التي تعيشها المنطقة، توخيا لنشر الأمل والتفاؤل والوحدة والسلام والتسامح".
وأشار إلى أن "هذه القيم هي أساس نهج دولة الإمارات، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسين".
وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن "خيار دولة الإمارات أن يكون شعار هذه المرحلة هو السلام والتعافي والازدهار"، ضمن إطار إقليمي ودولي منفتح.
وبين أن "هذا الخيار والتعاون قائمان على قواعد القانون الدولي، وشبكة متينة من العلاقات الإقليمية والدولية للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي، وللتغلب على التحديات ومواجهة التهديدات القائمة".
رسالة تحية
ونقل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وللحضور خلال القمة.
وعبر عن تمنياته لأعمال هذه القمة كل التوفيق والنجاح، معربا عن شكره للرئيس تبون، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
كما شكر الرئيس قيس سعيد، على الجهود المقدرة خلال ترأسه للقمة العربية في دورتها العادية الـ30، وشكر كذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية والعاملين بالأمانة العامة على جهودهم الكبيرة للتحضير لهذه القمة.
التنسيق والتعاون العربي
وأضاف خلال كلمته، التي نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية، أنه "في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه دولنا العربية والعالم أصبحنا في حاجة ملحة إلى تكثيف العمل وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون العربي، وحل الأزمات التي تعيشها المنطقة، توخيا لنشر الأمل والتفاؤل والوحدة والسلام والتسامح".
وشدد على أن "دولة الإمارات تتطلع دائما إلى المستقبل، وترى أن الفترة المقبلة تتطلب التركيز على الحوار والتعاون وبناء جسور التواصل لبلورة حلول مبتكرة ودائمة لتحديات العصر".
ولفت إلى أن "هذا نهج سرنا عليه منذ التأسيس، ونواصل اليوم اتباعه والتأكيد عليه وتقويته، في ظل قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".
وتابع: " الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد في كلمته إلى الشعب في دولة الإمارات، في 13 يوليو/تموز 2022 ، أننا نمد يد الصداقة إلى كل دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار لنا ولهم".
وأضاف: "ونبني علاقاتنا على أسس راسخة من حسن التعامل والمصداقية والتعاون البنّاء، مواصلين إقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف الدول، وأن سياستنا ستبقى، على الدوام، داعمة للسلام والاستقرار من أجل خير البشرية وتقدمها".
التصدي للتحديات
وأشار إلى أن "دولة الإمارات، اضطلعت بدور بارز في التصدي للتحديات الحاسمة الماثلة أمامنا على المستويين الإقليمي والدولي، على أساس من تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك".
إضافة إلى "تغليب حل النزاعات بالطرق السلمية وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية، بروح من التضامن العالي، ودعم تمكين المرأة والتأكيد على دور الشباب في بناء الأوطان، وتسخير إمكانات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتطوير المنظومة الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب".
وأوضح أن هذا الدور يأتي "من خلال نجاح تجربتها في استضافة معرض إكسبو دبي 2020، وعضويتها الحالية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 - 2023، وقمم أجندة الحكومات العالمية، والدورة الثامنة والعشرون COP28 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي، ومختلف المناسبات الأخرى".
وشدد على "حرص دولة الإمارات على مواصلة التزامها ببناء اقتصاد معرفي ومتنوع قوامه التقدم العلمي والتكنولوجي وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية في منطقتنا".
واستطرد: "إذ نشهد اليوم نشأة مجتمع من أجل التقدم في منطقة الشرق الوسط سيشكل دعامة للعمل المشترك حول الأولويات العالمية الكبرى".
الاستثمار والإبداع الاقتصادي والثقافي
ولفت إلى أن "دولة الإمارات تسير بخطى حثيثة لتعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته، واستكشاف فرص جديدة، لقناعتها الراسخة بأن الشراكات القوية متعددة الأطراف تمهد الطريق لمزيد من الفرص المتاحة لشعوب المنطقة لتحقيق التنمية الحيوية وتعزيز الاستقرار والازدهار ونحن نسعى لكي تكون بلادنا عاصمة عالمية للاستثمار والإبداع الاقتصادي والثقافي".
وأشار إلى "إطلاق دولة الإمارات حزمة مشاريع ومبادرات استراتيجية ضمن مشاريع الخمسين تهدف إلى التأسيس لمرحلة متقدمة من النمو الداخلي والخارجي، وتوفير زخم للاستثمار في الاقتصادات الرقمية والدائرية فضلا عن القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة".
التغير المناخي
وحول التغير المناخي أكد أنه "بات أولوية لنا جميعا إذ أصبح يشكل تهديداً وجوديا يحتّم علينا جميعا الإسراع في العمل نحو مستقبل خالٍ من انبعاثات الكربون".
وأشار في هذا الصدد، إلى إعلان دولة الإمارات عن هدفها للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 في إطار تعزيز رؤيتها لدعم استخدام الطاقة النظيفة.
وبيّن أن "دولة الإمارات تعمل على الإعداد للمشاركة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الاطارية للتغير المناخي COP 27 في شرم الشيخ، والتنسيق مع الأشقاء في مصر من أجل إنجاح المؤتمر".
وأوضح أن "دولة الإمارات تستعد لاستضافة COP 28 خلال عام 2023 ، في مدينة إكسبو دبي، لتعزيز دبلوماسية المناخ ومعالجة التغير المناخي".
التضامن والتعاون المشترك
وحول التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية والعالم، قال "نعتقد جازمين أنه لا يمكن التغلب عليها إلا بالتضامن والتعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن خلال إعلاء شأن التسامح والمساواة والاعتدال والمرونة والعطاء وإشراك الدول جميعاً صغيرها وكبيرها في المسيرة التاريخية للإنسانية نحو المستقبل".
وفي ختام كلمته، أكد أنه "لا يسعنا إلا أن نجدد شكرنا وتقديرنا للرئيس عبدالمجيد تبون، ولجميع القائمين على جهود إنجاح أعمال هذه القمة".
وعبر عن تطلع دولة الإمارات إلى "العمل المشترك لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم شعوبنا العربية بالأمن والاستقرار والازدهار والحياة الكريمة".
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز