الإمارات تغيث أطفال غزة.. مبادرات إنسانية لا تتوقف

تواصل دولة الإمارات إطلاق مبادرات إنسانية شاملة لإغاثة سكان قطاع غزة، مع تركيز خاص على الأطفال، في ظل أزمة الحرب المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بين حماس وإسرائيل.
المبادرات الإماراتية تمثل رسائل تضامن إنساني ودعم أخوي للشعب الفلسطيني، وتجسّد التزام القيادة الإماراتية بالتخفيف من معاناة المدنيين، ورعاية الأجيال المتضررة من تداعيات الحرب.
إنقاذ الطفل حاتم
ضمن أحدث تلك المبادرات، أجرت عملية "الفارس الشهم 3" إجلاءً طبياً لطفل من سكان غزة تعرّض لإصابات بالغة تمثّلت بحروق من الدرجة الثانية والثالثة في مناطق متعددة من جسده، وذلك لتلقي العلاج والرعاية الطبية المتقدمة في مستشفيات دولة الإمارات، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات للتخفيف من معاناة سكان غزة جراء الحرب المتواصلة في القطاع.
ويروي الطفل حاتم عوض، البالغ من العمر ثلاث سنوات، قصة مأساوية تُمثل معاناة آلاف الأطفال في غزة؛ حيث أدت غارة جوية على منطقته إلى إصابته بحروق شديدة من الدرجتين الثانية والثالثة في أنحاء متعددة من جسده، ولم تتوقف فاجعته عند هذا الحد، بل امتدت لتفقده عائلته بأكملها، تاركة إياه وحيدا يصارع آلامه الجسدية والنفسية العميقة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبدالقادر المصعبي، المدير التنفيذي الطبي لمدينة شخبوط الطبية، إن الطفل حاتم وصل إلى المدينة قبل أيام، في إطار عملية "الفارس الشهم 3"، مشيرا إلى أنه تم وضع خطة علاجية شاملة لحالة الطفل، وهناك تقدم ملحوظ وكبير في صحته منذ بدء العلاج.
وتأتي هذه الخطوة العاجلة ضمن "عملية الفارس الشهم 3" الإنسانية، والتي تهدف إلى تقديم الدعم الطبي والإغاثي للفئات الأكثر تضررا في قطاع غزة، وفي مقدمتهم الأطفال والمرضى.
وتم تنفيذ عملية الإخلاء بالتنسيق مع الجهات المختصة، لضمان سلامة الطفل طوال الرحلة، وحتى وصوله إلى مدينة شخبوط الطبية لتلقي العلاج اللازم.
وتعكس هذه المبادرة حرص دولة الإمارات ونهجها الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتخفيف من معاناته، وتوفير سبل الرعاية للمتضررين من الحروب والكوارث، وخاصة الأطفال الأبرياء.
علاج 1000 طفل فلسطيني
يأتي هذا فيما تواصل الإمارات تنفيذ مبادرتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
وفي إطار تنفيذ المبادرتين، قامت دولة الإمارات 14 مايو/أيار الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بتنفيذ رحلة إجلاء جديدة قادمة من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم، ضمت 101 من المرضى برفقة 87 فردا من عائلاتهم.
وبتلك الدفعة يصل العدد الإجمالي إلى 2634 مريضاً ومرافقاً، ما يعكس حرص دولة الإمارات على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين.
مبادرات تجسد حرص الإمارات على دعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، من خلال علاج الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك بعد التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وعدم قدرته على تلبية الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، وكذلك من خلال عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
وتوفر مستشفيات الإمارات، أعلى مستويات الرعاية الصحية للأطفال المصابين ومرضى السرطان، وذلك تجسيدا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، خاصة من الفئات الأكثر ضعفاً وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل)، والذي يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
مكافحة شلل الأطفال
وقبل عدة شهور، نفذت الإمارات حملة تطعيم أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة ضد شلل الأطفال.
وكانت مبادرة مكافحة شلل الأطفال بغزة قد انطلقت مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
ووفرت الحملة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
تأتي حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.
دعم التعليم
وإلى جانب دعم قطاع الصحة، تحرص الإمارات على الحفاظ على حق أطفال غزة في التعليم، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بتغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء.
لا ينبع هذا الحرص فقط من إيمان دولة الإمارات بأن الحق في التعليم أحد حقوق الإنسان الأساسية، بل يعد أفضل وسيلة لاستثمار الثروات البشرية في الدول، التي تعاني من الحروب ومنحها الأمل في بناء مستقبل أفضل على أيدي أبنائها.
وأرسلت الإمارات، يناير/ كانون الأول الماضي، طائرة إغاثية محملة بـ 40 طنا من الحقائب المدرسية ومستلزمات التعليم دعما للطلبة في قطاع غزة.
يأتي ذلك في إطار حملة لدعم التعليم في قطاع غزة، أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3"، تضمنت إرسال حقائب مدرسية ومستلزمات تعليمية للأطفال، بهدف مساعدة الطلبة على مواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
أيضا حرصت الإمارات على توفير مرافق تعليمية في مدينة الإمارات الإنسانية للأطفال والطلبة، ممن قدموا من قطاع غزة إلى دولة الإمارات مع مرافقيهم ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، واستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية.
وتستضيف مدينة الإمارات الإنسانية 408 من الأطفال والطلبة من كافة المراحل العمرية؛ من الصف الأول وحتى الثاني عشر، قدموا من قطاع غزة للعلاج أو كمرافقين لذويهم الذين يتلقون العلاج في الإمارات ويعمل كادر تعليمي إماراتي من مختلف التخصصات على تمكين تحصيلهم العلمي وفق منهج وزارة التربية والتعليم.
كما تتعاون مدينة الإمارات الإنسانية مع مؤسسة التنمية الأسرية لتقدم للطلبة فرصاً إضافية وأنشطة لا صفّية لاستكشاف مواهبهم وتنمية هواياتهم والتدرب على مهارات وحِرَف تبني قدراتهم.
ملحمة إنسانية
جهود إماراتية تتواصل ضمن ملحمة سياسية وإنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم غزة والقضية الفلسطينية.
وضمن أحدث تلك الجهود، وصلت سفينة مساعدات إماراتية جديدة تحمل 2100 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم سكان غزة قبل نحو 10 أيام، في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات للتخفيف من المعاناة الإنسانية لسكان القطاع الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة.
وتحمل السفينة مساعدات غذائية مختلفة، تشمل كميات كبيرة من الطحين، بالإضافة إلى طرود أخرى ومستلزمات مخصصة للأطفال والنساء، إلى جانب مساعدات لسد احتياجات إنسانية مُلحّة، بهدف تخفيف حدة الأزمة المعيشية التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
وتأتي السفينة الجديدة ضمن الجهود الإنسانية التي تنفذها عملية “الفارس الشهم 3” والتي رست في ميناء أشدود بإسرائيل، تمهيداً لإدخال حمولتها من المساعدات إلى قطاع غزة لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لسكان القطاع عبر 123 شاحنة.
وتعكس هذه الخطوة جهود الإمارات المتواصلة لمواجهة خطر المجاعة في قطاع غزة، في ظل الأوضاع الكارثية التي يشهدها، حيث تسعى الإمارات إلى التخفيف من معاناة السكان وتوفير الاحتياجات الأساسية، من خلال مبادرات نوعية واستجابة إنسانية فاعلة في قطاع غزة.
على صعيد متصل، تواصل عملية “الفارس الشهم 3” دعمها لتكيات الطعام والمخابز البدائية عبر السوق المحلي، مستهدفةً مخيمات ومراكز الإيواء في جنوب غزة، سعياً إلى توفير الحد الأدنى من الأمن الغذائي للأسر المتضررة والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية.
وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة خلال 500 يوم من إطلاق عملية "الفارس الشهم3 " أكثر من 65,000 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
وأقامت دولة الإمارات في إطار عملية "الفارس الشهم 3" العديد من المبادرات تضمنت إنشاء مستشفيين ميدانيين الأول داخل قطاع غزة تعامل مع 51,853 حالة، مقدما خدمات علاجية متكاملة، والثاني مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش تعامل مع 10370 حالة.. كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات كما تم دعم المستشفيات المحلية بـ1200 طن من المعدات والمستلزمات الطبية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يوميا يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين،إضافة إلى 12 صهريج مياه لضمان إمدادات المياه للمرافق الطبية والمخيمات، كما تم تشغيل 21 مخبزًا ميدانيًا لإنتاج الخبز يوميا، إضافة إلى 50 تكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يوميا للعائلات المتضررة.
وتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعما لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وبنسبة تجاوزت 40% من مجمل المساعدات المقدمة.