زلزال تركيا وسوريا.. الإمارات تسطر ملحمة إنسانية تاريخية
بأحرف من نور، سوف يسجل تاريخ الإنسانية جهود الإمارات، لدعم ومساعدة تركيا وسوريا للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلدين، فجر الإثنين.
جهود رسمت عبرها الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن تم تسيير 22 طائرة منه حتى الآن وما زال الدعم متواصلا.
وبجهود إنقاذ رائدة على أرض الواقع، أسهمت فرق الإنقاذ الإماراتية في انتشال عائلة سورية من تحت الأنقاض في مدينة كهرمان مرعش بغازي عنتاب، وإجلاء 3 إماراتيين مصابين من تركيا، فيما كانت أول طائرة إغاثة تصل إلى غازي عنتاب، أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال، من الإمارات.
تحركات فورية على أكثر من صعيد وضمن أكثر من مسار، شاركت فيها دولة الإمارات بمختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية والخيرية، إضافة إلى شعب الإمارات والمقيمين بها، مجسدين صورة مثالية عن مفهوم "الأخوة الإنسانية" كما ينبغي أن يكون.
جهود جعلت مساعدات الإمارات ورجالها حاضرين خلال ساعات من وقوع الزلزال إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا لتقديم المساعدة وإزالة آثار الزلزال وتضميد أوجاع وآلام المصابين والمنكوبين.
وهز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي، فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل الآلاف بين مشرد ومصاب، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، بينهم نحو 3162 في سوريا، و17134 في تركيا
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا زلزال تركيا وسوريا بعد صلاة الجمعة في جميع مساجد دولة الإمارات.
3 مسارات إغاثية
ومنذ وقوع الزلزال، لم تتوقف الجهود الإماراتية على مدار الساعة لتقديم الدعم والمساعدة الإغاثية والإنسانية والطبية، تبلورت تلك الجهود عبر 3 مسارات إنسانية رئيسية:
- عملية "الفارس الشهم 2": هي عملية إغاثية شاملة تم إطلاقها بعد ساعات من وقوع الزلزال تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتضم العملية تحالفا واسعا من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثة بشكل فعال.
ويشارك بها القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي.
- حملة "جسور الخير" وهي حملة أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا من خلال المشاركة المجتمعية، وأعلنت 16 مؤسسة إنسانية إماراتية الانضمام إليها.
وتبدأ الحملة بتعبئة المساعدات الأولية اعتبارا من يوم السبت 11 فبراير/ شباط الجاري في تمام الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهراً، في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في أبو ظبي، ومركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو دبي، وفي الشارقة جوار بحيرة خالد.
وتستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية مدة أسبوعين اعتبارا من يوم 12 فبراير/ شباط وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
- مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري تقدمها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
إنجازات بارزة
أثمرت تلك الجهود حتى الخميس التاسع من فبراير/ شباط، في تحقيق إنجازات إنسانية بارزة، منها:
- إعلان رئيس دولة الإمارات تقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا ويعد هذا أضخم مبلغ يتم رصده حتى الآن لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا.
- إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توجيه مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في سوريا بقيمة 50 مليون درهم من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
- توجيه الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، "صندوق المرأة اللاجئة" بتقديم 50 مليون درهم لدعم حملة جسور الخير لصالح المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا.
إنجازات عملية الفارس الشهم 2
- إرسال 22 طائرة إماراتية نقلت 640 طنا من المساعدات لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا من بينها:
• 7 رحلات طيران إلى سوريا حملت على متنها مساعدات إنسانية تضمنت مواد غذائية إلى جانب 515 خيمة لإيواء وإغاثة المتضررين من الشعب السوري.
• تسيير 15 رحلة طيران من الإمارات إلى تركيا حملت على متنها فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميدانيا متنقلا تمهيدا لافتتاحه في منطقة (إصلاحية) في غازي عنتاب بكامل تجهيزاته والتي تشمل أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة وعيادات خارجية وعنابر تنويم بسعة 50 سريرا ومختبرا وصيدلية إضافة إلى خدمات الأشعة السينية والمقطعية إلى جانب أطقم طبية متخصصة في جراحة العظام والجراحة العامة والتخدير وعناية فائقة وفنيين من مختلف التخصصات الطبية.
- تنفيذ عملية إخلاء طبي لثلاثة مواطنين وإعادتهم إلى الإمارات إثر تعرضهم لإصابات متوسطة بسبب الزلزال، وذلك بالتعاون بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الدفاع.
- نجاح فرق البحث والإنقاذ الإماراتية في إنقاذ عائلة "أم وابن وبنتان" من الجنسية السورية من تحت الأنقاض في منطقة كهرمان مرعش في تركيا. وسارعت الفرق الطبية المعنية بالتعامل مع أفراد العائلة بكفاءة عالية وتقديم الدعم الطبي اللازم لهم.
وتقدم أقارب وأصدقاء العائلة الذين تواجدوا في موقع المنزل المنهار بالشكر والتقدير إلى فرق البحث والإنقاذ الإماراتية على جهودها الكبيرة واحترافيتها العالية خلال عملية استخراج أفراد العائلة من تحت الأنقاض.
عاصمة الإنسانية
تأتي هذه الجهود الإنسانية الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
وسيراً على درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفاء لسيرته واستلهاماً لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، ونجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج دولة الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.
وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز