الإمارات وقطر.. إنجازات ثقافية تعزز علاقات الأخوة
تشارك الإمارات شقيقتها قطر الاحتفال بيومها الوطني، الأربعاء، في ختام عام شهد تعاونا ثقافيا متناميا بين البلدين، توج بإنجازات ثقافية عديدة.
إنجازات تعزز علاقات الأخوة وتحفظ الإرث والتراث الحضاري المشترك وتثري المشهد الثقافي في البلدين والمنطقة.
صون التراث
أبرز تلك الإنجازات هو نجاح البلدين قبل أيام في إدراج "الحناء" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، كأحد أقدم وأشهر وأعرق عناصر التراث الثقافي في الإمارات وقطر وعدد من الدول العربية.
جاء ذلك خلال مشاركة البلدين في الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، التي انعقدت في مدينة أسونسيون بجمهورية الباراغواي.
وجاء تسجيل الملف التراثي نتيجة جهد مشترك بين 16 دولة عربية، من بينها الإمارات وقطر.
تعاون مشترك يسهم في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي، إيمانا من البلدين بأهمية العمل العربي المشترك للنهوض بالتراث الثقافي غير المادي للدول العربية وتدعيم المؤسسات العربية والارتقاء بأدائها بما يتناسب مع ما يفرضه الواقع من تحديات للحفاظ وصون التراث العربي المشترك.
7 جوائز
إنجاز جاء بعد حصد الإمارات جوائز عديدة خلال مشاركتها في فعاليات ومهرجانات ثقافية بقطر، من أبرزها حصول العرض المسرحي"رحلة عمر" الذي أنتجته وزارة تمكين المجتمع الإماراتية على 7 جوائز متنوعة، خلال مهرجان المسرح للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أقيم بدولة قطر الشقيقة خلال الفترة من 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتحمل المسرحيات التي تشارك بها دولة الإمارات في مختلف المهرجانات والمناسبات الفنية ذات الصلة، رسائل فنية هادفة ومتنوعة، كما تسعى إلى طرح موضوعات مجتمعية تلامس الواقع الذي يعيشه الأشخاص ذوو الإعاقة "أصحاب الهمم"، بالإضافة إلى تعريف المجتمع بقضاياهم، وإلقاء الضوء على قدراتهم ومواهبهم الفنية والإبداعية المتميزة.
الجائزة الذهبية
يأتي هذا الإنجاز، بعد فوز جناح دولة الإمارات الذي شارك في المعرض الدولي للبستنة "إكسبو ـ الدوحة 2023 للبستنة" في العاصمة القطرية خلال الفترة من 2 من شهر أكتوبر عام 2023 حتى 28 من شهر مارس 2024 على "الجائزة الذهبية" لأفضل الأجنحة المبنية ذاتياً في المعرض.
وبتلك المناسبة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات 12 يونيو/ حزيران الماضي فرق عمل جناح دولة الإمارات الذي شارك في المعرض، وعبر عن تقديره للجهود التي بذلتها فرق العمل ما أسهم في التعريف بإرث الدولة الغني في مجال الاهتمام بالبيئة ودعم الزراعة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إضافة إلى مبادراتها النوعية وخططها المستقبلية في مجال تطوير حلول الزراعة المستدامة.
وهنأ الفرق بحصول جناح الدولة في ختام مشاركته على "الجائزة الذهبية" لأفضل الأجنحة المبنية ذاتياً في المعرض، مؤكداً أن هذا النجاح يجسد الإمكانيات والخبرات التي تتميز بها الكوادر الإماراتية في مجال المشاركة في المعارض والفعاليات الدولية.
وشاركت دولة الإمارات في المعرض بجناح تحت شعار "إرث وأثر" أشرفت عليه وزارة الخارجية بالتعاون مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان ومكتب المشاريع الوطنية.. وجرى اختيار جناح دولة الإمارات وفق معايير الجائزة التي تمحورت حول موضوع إكسبو الدوحة والتصميم المبتكر للجناح واختيار أنواع النباتات واستخدام مواد مستدامة في تنفيذ الجناح، إضافة إلى تقديم برامج بيئية وثقافية وتجربة متميزة عرفت بثقافة دولة الإمارات ورحلتها حول الاستدامة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد شهد 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 افتتاح المعرض الدولي للبستنة "إكسبو ـ الدوحة 2023 للبستنة " الذي دشنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والضيوف المدعوين والوفود من مختلف دول العالم.
احتفالية مشتركة
ويوافق اليوم الوطني القطري 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو تاريخ تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس قطر، الحكم في البلاد عام 1878.
تشارك الإمارات شقيقتها قطر الاحتفال بيومها الوطني، السبت، بفعاليات عدة تبرز الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك وتحتفي به، حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات المرتبطة بالمناسبة والتي تتضمن إضاءة المباني الأيقونية الشهيرة في الدولة بألوان العلم القطري.
وتوظف قطر الاحتفال باليوم الوطني، ليكون مناسبة مهمة يتعرف خلالها المواطنون على تاريخهم وإرثهم الوطني العريق من خلال إقامة فعاليات في مواقع مختلفة من الدولة، لتعكس أهمية وقيمة هذه المناسبة الوطنية الكبيرة.
وتبرز الفعاليات دور الرموز الوطنية، ومدى تأثيرهم على أفراد المجتمع، من خلال مبادئهم وقيمهم وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وجيل المؤسسين الذين ساهموا في بناء الدولة عبر مراحل تاريخها، بما يسهم في تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة قطر.
فعاليات في البلدين احتفاء بتلك المناسبة تبرز العلاقات الأخوية المتينة، والإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، الذي يعد أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
درب الساعي
وتعد فعاليات "درب الساعي" أحد أبرز مظاهر الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، حيث تعكس روح الانتماء والولاء للوطن، وتجسد القيم الراسخة التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها.
وتقام تلك الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة القطرية خلال الفترة من 10 وحتى 18 ديسمبر الجاري في المقر الدائم لدرب الساعي بمنطقة أم صلال.
ويعد درب الساعي منصة ثقافية وتراثية فريدة تسلط الضوء على تاريخ قطر وتراثها العريق، من خلال فعاليات متنوعة تجمع بين الطابع الثقافي والتراثي والترفيهي والتعليمي.
ويضم درب الساعي هذا العام عددا من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية، من أبرزها: البيت القطري، والمسرح الرئيسي، وليوان الفن، وفعالية البدع، والمقطر، والعزبة، والشقب، ومضمار درب الساعي، والمسير، ومسرح الدمى، ومتحف الصحراء، ومتحف النوتة القطرية، وقطر تقرأ، ومنطقة الألعاب التفاعلية، والسوق، والميز، إضافة إلى فعالية "سنا قطر"، التي تقام لأول مرة، وهي عبارة عن معرض فني رقمي يركز على تجارب الفيديو باستخدام تقنيات العرض المتقدمة والمحتوى الرقمي المبهر.
كما أعدت وزارة الثقافة القطرية باقة ثرية من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والتراثية والتعليمية التي أقيمت على المسرح الرئيسي في درب الساعي.
أيضا يتضمن درب الساعي جانبا من التراث البحري القطري، حيث يستعرض عبر العديد من الأماكن عناصر التراث البحري بكل ما فيه ومن ذلك عمل الطواش.
التراث البحري
وفي إطار التعاون المشترك بين الإمارات وقطر في الحفاظ على التراث البحري، جاءت المشاركة الإماراتية البارزة في فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، والذي أقيم تحت رعاية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، واختتم 7 ديسمبر الجاري.
ويعد مهرجان كتارا للمحامل التقليدية حدثا مميزا يسلط الضوء على التراث البحري القطري والخليجي، ويعكس الاهتمام الكبير بالحفاظ على هذه الفنون البحرية التقليدية، من خلال مسابقات ممتعة وورش عمل تعليمية، ويساهم المهرجان في تعزيز الوعي الثقافي ونقل هذا الموروث للأجيال الجديدة.
مشاركة إماراتية بارزة في المهرجان تبرز عمق العلاقات بين البلدين وتسهم في إثراء الفعاليات وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي بين البلدين.
تعاون ثقافي
وضمن الجهود المشتركة لتعزيز التبادل الثقافي، شاركت قطر للمرة الأولى في النسخة السادسة عشرة من معرض «فن أبوظبي»، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي نوفمبر الماضي، تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
ويلعب المعرض دورا مهما في تسليط الضوء على عمق الثقافة الفنية في دولة الإمارات والدول المشاركة والتي تعكس أصالة الهوية الوطنية وعراقة التراث الفني بها.
تأتي المشاركة القطرية، بعد عدة شهور من مشاركة معهد الشارقة للتراث ممثلاً في فرقة زينة الشارقة في جائزة كتارا لفن النهمة الخليجية “نهّـام الخليج” التي أقيمت في الفترة من 26-30 أبريل/ نيسان، في حي كتارا الثقافي بالعاصمة القطرية الدوحة، بتنظيم من المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” حيث أدى النهامان الإماراتيان عبد الله خميس العشر السويدي، وعبيد مبارك السويدي أداءً متميزاً في مسابقة النهمة وتمكن النهّام عبد الله خميس العشر السويدي من الوصول إلى المرحلة قبل النهائية من المسابقة.
جاءت مشاركة فرقة زينة الشارقة ضمن وفد معهد الشارقة للتراث في إطار الحرص على أهمية وضرورة المشاركة في مثل هذه الفعاليات والأنشطة التي تركز على كيفية إبراز تراث الإمارات والإرث الحضاري والثقافي عموما.
لغة الضاد
وإضافة إلى تعاونهما في صون الإرث والتراث، يتعاون البلدان في الحفاظ على لغة الضاد.
ضمن أحدث مستجدات هذا التعاون، شاركت دولة قطر في أعمال المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية الذي نظمه المجلس الدولي للغة العربية في مدينة دبي الإماراتية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بهدف تبادل الخبرات والأفكار التي تساهم في خدمة اللغة العربية والنهوض بها، وإبراز المشكلات التي تواجهها.
وشاركت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية في المؤتمر بورقة عمل بعنوان "جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في النهوض باللغة العربية".
على صعيد ذي صلة، أجرى وفد من بيت الحكمة بالشارقة زيارة لمكتبة قطر الوطنية مارس/ آذار الماضي جرى خلالها بحث سبل و فرص التعاون بين الجانبين.
وشارك وفد بيت الحكمة أثناء زيارته إلى دولة قطر في فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي السابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي، كما زار متحف الفن الإسلامي ومركز أدب الطفل.
زيارات وفعاليات وتعاون يجسد العلاقات الأﺧﻮﻳﺔ المتينة التي تجمع الإمارات وقطر، ويدعم روابط تاريخية مستندة إلى الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، ويسهم في تعزيز التنمية والازدهار في قطاعات عديدة في البلدين، لا سيما المجالات الثقافية والإبداعية.