عيادات الإمارات المتنقلة تنقذ اليمنيين في قرى تعز والحديدة
العيادات المتنقلة التابعة للهلال الأحمر الإماراتي ترفع وتيرة تدخلاتها الميدانية غربي اليمن لمواجهة الأوبئة المنتشرة.
من مكان إلى آخر، تجول العيادات الطبية المتنقلة المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة في أرجاء مناطق الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة، غربي اليمن، تقدم الخدمات العلاجية والدوائية مجانا لآلاف المرضى اليمنيين، كان آخرها إنقاذ العشرات من أهالي التحيتا.
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، رفعت العيادات المتنقلة وتيرة عملياتها الطبية في مناطق نائية بين محافظتي تعز والحديدة، اللتين تجتاحهما أوبئة "الإسهالات المائية" و"الكوليرا" و"حمى الضنك" و"الملاريا"، ونجحت في إنقاذ حياة العديد من المرضى كانوا يعانون من أعلى مستويات الإصابة.
كما استمرت في علاج مئات الحالات التي تعاني أمراضا أخرى في الجهاز التنفسي وفقر الدم والجلدية وسوء التغذية الوخيم لدى الأطفال والجهاز التناسلي.
وتسبب وباء الإسهالات المائية، في اليومين الماضيين، في وفاة 5 حالات وإصابة أكثر من 80، بينهم أطفال نزحوا مع أسرهم هربا من إرهاب الحوثيين في مدينة الحديدة إلى إحدى البلدات النائية بالساحل الغربي، حسب مكتب الصحة بمديرية التحيتا اليمنية.
ويعمل فريق طبي مكلف من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برفقة عيادتين طبيتين، لليوم الثاني على التوالي، على تقديم الخدمات العلاجية المجانية الطارئة لعشرات المصابين بوباء الإسهالات المائية، وذلك في قرى "الغويرق" و"الذكير" و"السقف" التابعة لمديرية التحيتا جنوبي الحديدة.
وذكر الفريق الطبي الميداني المكلف من الهلال الأحمر الإماراتي أن عيادتين متنقلتين مزودتين بكامل المستلزمات استجابتا لاستغاثة أطلقها الأهالي من أجل إنقاذ حياتهم من وباء اجتاح قراهم أواخر الأسبوع الماضي ويهدد أطفالهم بالموت.
ويستوطن بلدة "الغويرق" النائية ومحيطها أكثر من 130 أسرة، ويعتمد غالبية سكانها على الصيد، فيما نزح إلى البلدة أكثر من 150 أسرة فرت إثر تعرضها لسلسلة طويلة من القمع والقصف المستمر الذي شنته مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، خاصة ضد تلك القاطنة على تخوم خطوط التماس.
وقال رئيس الفريق الميداني الدكتور علي الموري، في بيان، إن العيادات المتنقلة نجحت حتى الأحد في تقديم الرعاية الطبية لأكثر من 80 حالة، غالبيتهم نساء وأطفال ومسنون ويعانون من الإسهالات المائية الحادة.
وأضاف أن الفريق يقدم أيضا المكملات الغذائية للأطفال الذين يعانون سوء التغذية الوخيم في هذه القرى المعدمة إلى الجنوب الغربي من مديرية التحيتا المطلة على البحر الأحمر.
وأكد مسؤول الرصد الوبائي في مكتب الصحة بالتحيتا فضل باسويد أن الوباء كاد يفتك بالسكان والنازحين في ظل غياب أي تدخلات طبية للمنظمات المعنية الدولية والمحلية، غير أن الاستجابة الطارئة والسريعة للهلال الأحمر الإماراتي أنقذت عشرات الأرواح من موت فعلي.
وشكر باسويد دولة الإمارات على وقوفها إلى جانب أبناء الحديدة وكل سكان بلدات الساحل الغربي، لافتا إلى أن الأعمال الإنسانية والإغاثية الإماراتية أسهمت إلى حد كبير في تخفيف معاناة الأهالي والنازحين وتطبيع الحياة في المناطق المحررة.
وتستهدف العيادات الطبية المتنقلة تجمعات الأهالي والنازحين في المناطق المحررة؛ إذ بلغ معدل عدد الحالات المرضية التي تلقت العلاج في إحدى المديريات أكثر من 1000 حالة مصابة بأمراض مختلفة، وذلك للشهر الواحد فقط، وفق إفادة أحد المسؤولين بالفرق الجوالة لـ"العين الإخبارية".