الإمارات ترمم "خراب الحوثي" في اليمن.. و"شهد شاهد"
يد تخرب وأخرى تبني وتعمر، ذلك هو الوضع في اليمن، فما تخربه مليشيا الحوثي ترممه أيادي الإمارات، وخير دليل مشروع المخاء بشهادة أهله.
البداية عند عبدالجبار الذي يعمل معلما في إحدى المدارس الحكومية في مديرية المخاء الواقعة غرب اليمن، لكنه اليوم يستغل الإجازة الصيفية، للعمل كصياد في مركز إنزال سمكي شيدته دولة الإمارات.
وأعادت الذارع الإنسانية لدولة الإمارات "الهلال الأحمر الإماراتي" تأهيل مركز الإنزال السمكي لتحسين سبل العيش للأسر الفقيرة، ويقع في منطقة الزهاري، وهي بلدة مجاورة للمخاء أحد أقدم الموانئ التجارية في العالم.
كما يعمل عبدالجبار ضمن فريق مكون من 6 أشخاص على متن قارب صيد، لتحسين وضع أسرته المعيشي بعدما فقد الريال اليمني الكثير من قيمته خلال الأشهر الماضية، وأصبح مرتبه الشهري لا يفي بالاحتياجات الشهرية لأسرته المكونة من سبعة أشخاص.
يقول عبدالجبار لـ"العين الإخبارية"، قبل سنوات كان العمل غير متاح وليس ممكنا على الإطلاق، لقد دمرت مليشيا الحوثي مراكز الإنزال السمكي على طول الشواطئ الغربية لليمن.
ودمرت المليشيا مراكز الإنزال السمكي حتى لا تجد الأسر العاملة في قطاع الصيد مصدرا للدخل، كان ذلك جزءا من خطة شيطانية لمضاعفة الأعباء المعيشية للسكان، الذين يعيشون على صيد الأسماك وتحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.
قطاع الصيد هدف لمليشيا الحوثي
كان قطاع الصيد هدفا لمليشيا الحوثي، إذ اقتحمت المراسي وسيطرت عليها، وزرعت الألغام البحرية بالقرب من الشواطئ، بحسب هاشم الرفاعي رئس جمعية صيادي المخاء الذي تحدث لـ"العين الإخبارية".
يحصي الرفاعي العديد من الحوادث التي وقعت لاحقا جراء انفجار الألغام الحوثية، ورغم الجهود التي بذلها التحالف العربي، ممثلا بدولة الإمارات في تنظيف الشواطئ من أدوات الموت الحوثية، إلا أن الحوادث المميتة والصادمة لا تزال تثير المخاوف لدى الصيادين .
يقول الرفاعي، إن أكثر من 2000 صياد بمديرية المخا وحدها و24 ألف صياد على طول الشريط الساحلي الغربي، كانوا يعانون من عدم تواجد مراكز الإنزال، وكانوا يسافرون إلى مناطق بعيدة كمدينة عدن أو المكلا من أجل ممارسة مهنة الصيد هناك .
كان ذلك يكلفهم الكثير من المال لقاء استهلاك الوقود، يضيف الرفاعي، لكنهم اليوم لم يعودوا بحاجة إلى مغادرة ساحلهم.. لقد وفرت دولة الإمارات عنهم هذا العناء ببناء 24 مركز إنزال على طول الشواطئ اليمنية الغربية المحررة، من ذو باب "باب المندب" جنوبا حتى منطقة الطائف بالدريهمي شمالا.
ويستفيد من تلك المراكز 24 ألف صياد يعيلون نحو 200 ألف نسمة، وقد أتاح هذا المشروع الكبير لتلك الأسر كسب مصدر قوتها بسهولة، من بينها أسرة عبد الجبار معلم مادة التاريخ، الذي يحاول التغلب على معضلة تدني راتبه الشهري، بالعمل في قطاع صيد الأسماك كمهنة إضافية خلال الإجازة الصيفية التي تمتد إلى 120 يوما.
ويعيش سكان المناطق الساحلية في اليمن على ما يجود لهم به البحر من خيرات حين يقصدونه في رحلات صيد عبر قوارب صغيرة تشكل النسبة الأكبر من حجم الصيد السمكي في البلاد.
إعادة الحياة إلى قطاع الصيد المدمر
مراكز الصيد التي أعادت الذراع الإنسانية لدولة الإمارات تشييدها شكلت عائداتها خلال الأعوام 2018 و2019 و2020م دفعة قوية لإنعاش قطاع الصيد في الساحل الغربي وتوفير فرص عمل وموارد ذاتية لعشرات آلاف السكان على امتداد محافظتي تعز والحديدة.
ويلعب قطاع الصيد دورا حاسما في تحسين سبل عيش آلاف الأسر اليمنية وتوفير الدخل الدائم لهذه الأسر، حيث تعتبر مصائد الأسماك القطاع الفرعي الزراعي الثالث من حيث الأهمية، إذ يساهم بما نسبته 3 بالمائة من الناتج المحلي بحسب إحصائية للهيئة العامة للثروة السمكية.
"شواطئ مليئة بالحياة"
وعلى طول الشريط الساحل الغربي تعج مراكز الإنزال السمكي بالمئات من قوارب الصيد والصيادين العاملين عليها، كما اجتذبت تلك المراكز العديد من العاملين في هذه المهنة.
يقول سالم الحضرمي، وهو سائق شاحنة مبردة لنقل الأسماك إلى محافظة حضرموت الواقعة شرق البلاد: "قبل سنوات، كان من المستحيل المجيء إلى الساحل الغربي.. لكن هذا الأمر تبدل اليوم، إذ إن العديد من الشاحنات المبردة والمخصصة لنقل الأسماك تنقل أطنانا منها بشكل يومي إلى الأسواق الداخلية، كما أن البعض من تلك الشاحنات خاصة بشركات تصدير الأسماك إلى الخارج".
يضيف سالم، أن الحياة عادت إلى هذه المراكز، فبعد أن كانت تعيش في عزلة، بدأت تجتذب العديد من الأشخاص العاملين في مهنة الصيد، في الواقع لقد عادت إليها الحياة مجددا.
وتتقاطر بشكل يومي عديد من شاحنات نقل الأسماك من مراكز الإنزال التي شيدتها الإمارات إلى داخل اليمن وخارجها حيث تصدر كميات من الأسماك أيضا إلى المملكة العربية السعودية مما وفر عائدا مجزيا للصيادين.
aXA6IDMuMTM3LjE3Ni4yMTMg جزيرة ام اند امز