ناصر الأحبابي: التعاون الإماراتي الروسي بمجال الفضاء يشهد تطورا ملحوظا
الاختيار وقع على روسيا للتعاون معها في مشروع رواد الفضاء الإماراتيين، نظراً لامتلاكها تاريخاً مليئاً بالإنجازات المتقدمة في مجال الفضاء
قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إنّ التعاون الفضائي بين الإمارات وروسيا يشهد تطوراً ملحوظاً خصوصاً في مجالات التعليم، وتأهيل الكوادر، وتطوير القدرات، والخدمات الفضائية من الاستشعار عن بعد إلى خدمات الإطلاق.
وأشار الأحبابي إلى البدء في دراسة مشروعات مشتركة مع الجانب الروسي من ضمنها مشروع استثماري خاص بتطوير منصة قاعدة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان.
ولفت إلى تبادل المعلومات والخبرات بين الدولتين في مجال التشريعات والسياسات الفضائية والاستخدام السلمي للفضاء والمشروعات التي تهتم بالاستفادة من الفضاء في تحقيق الاستدامة على الأرض.
وأوضح أن كلا البلدين يجمعان على أن القطاع الفضائي هو من بين المجالات الحيوية التي تضمن رفاهية مجتمعاتهما وتطورها في المستقبل خصوصاً في ظل الإمكانات الكبيرة التي يمكن تحقيقها خلال السنوات المقبلة في ظل الأساس الراسخ الذي وضعه الجانبان للارتقاء بمستويات التعاون الفضائي بينهما.
ويعود التعاون بين الإمارات وروسيا في مجال الفضاء لنحو 5 سنوات مضت عندما جرت بلورة الاجتماعات التنسيقية والجلسات التشاورية بين وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) التي استمرت لمدة عام كامل في قالب استراتيجي على شكل مذكرة تفاهم يستهدف الجانبان من خلالها التأسيس لأطر تعاون استراتيجي مشترك.
ويتعاون الطرفان من خلال مذكرة التفاهم في الأنشطة المتعلقة بسياسات الفضاء، وتبادل الخبرات والمعلومات العلمية، والتدريب المتبادل للمتخصصين، وتطوير الكوادر المؤهلة، إضافة إلى تطوير النشاطات المستقبلية ودعم العمليات في المراكز الأرضية والتوعية العامة.
وشكلت تلك المذكرة نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون الفضائي بين البلدين، إذ تطور ليأخذ منحى جديداً، حتى توصل الطرفان إلى اتفاقية تاريخية بعد 3 أعوام بتوقيع دولة الإمارات مُمثَّلةً في مركز محمد بن راشد للفضاء، ودولة روسيا الاتحادية، مُمثَّلةً في وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس" الفضائية.
وهذا ما شهده العالم بعد وصول هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة، وإتمام مهمته التاريخية بنجاح، هذه المهمة التي رسخت مكانة دولة الإمارات على خريطة الرحلات الفضائية المأهولة.
وجاء اختيار روسيا للتعاون معها في مشروع رواد الفضاء الإماراتيين، نظراً لامتلاكها تاريخاً مليئاً بالإنجازات المتقدمة في مجال الفضاء، والذي يمكن لدولة حديثة نسبياً ضمن القطاع الفضائي مثل الإمارات وعلى الرغم من الإنجازات السريعة التي حققتها ضمن القطاع أن تستفيد منه في الارتقاء بقدرات القطاع الفضائي الوطني، والوصول به إلى أهدافه، فالشراكات الدولية والتعاون الاستراتيجي بين الدول تعتبر حجر الأساس لنجاح القطاع الفضائي على المستوى الدولي بشكل عام.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز