الإمارات والسعودية.. رؤى موحدة لتحقيق مصالح أسواق النفط في إطار "أوبك+"
تعيش أسواق النفط العالمية اليوم، أحد أبرز التحديات التي لا تقل أهمية عن الظروف المحيطة بقطاع النفط.
قبل يوم واحد من اجتماع مهم تترقبه أسواق الطاقة العالمية لتحالف "أوبك+"، يبرز دور كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، إلى جانب روسيا، في تحقيق الاستقرار لسوق الطاقة العالمية.
وبينما تشهد أسعار النفط الخام اليوم مستويات مقبولة بالنسبة للمنتجين عند قرابة 100 دولار للبرميل، إلا أن أنظار كبار المنتجين تتجه إلى مستقبل صناعة الطاقة خاصة النفط الخام.
تعيش أسواق النفط العالمية اليوم، أحد أبرز التحديات التي لا تقل أهمية عن الظروف المحيطة بقطاع النفط خلال جائحة كورونا، أو الهبوط الكبير منذ عام 2015 و2016.
- أسواق الطاقة.. مخاوف الركود تلقي بظلالها على اجتماع "أوبك+" المرتقب
- أمين عام أوبك الجديد: 12 تريليون دولار استثمارات نفطية يحتاجها العالم
إذ ارتفعت وتيرة العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام، أبرزها مخاوف الركود الأمريكي والذي قد يمتد إلى دول الاتحاد الأوروبي وآسيا، إلى جانب أزمات متصاعدة في الصين.
إذ تواجه الصين من فترة لأخرى إغلاقات لمدن كاملة لمنع تفشي فيروس كورونا، وقبل أسابيع قليلة أضيفت أزمة العقارات التي قد تمتد خارج حدود الصين وتطال الاقتصاد العالمي.
الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 17 مليون برميل، بينما الصين ثاني أكبر مستهلك بمتوسط يومي 13 مليون برميل، وهي أرقام تظهر أهمية الاقتصادين اللذين يستهلكان 30% من الطلب على الخام.
لماذا هذا الاجتماع هام؟
يأتي الاجتماع بعد أسبوعين من زيارة نفذها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، وزار خلالها السعودية وتحدث عن أهمية زيادة إنتاج الخام، لكنه حصل على إجابة واضحة سواء من السعودية أو دولة الإمارات.
الإجابة الواضحة والتي تظهر توحيد الرؤى لدى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومن خلفهما تحالف "أوبك+" أن السوق هي ما يحدد أسعار النفط العالمية، وليس الدول منفردة أو التحالف النفطي.
لكن يأمل البيت الأبيض أن يقرر الأعضاء الـ 13 الأساسيون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زيادة إمدادات النفط. لكن هذا ليس بالأمر المؤكد.
وتعتبر السعودية هي أكبر منتج منفرد في المنظمة وبعد اجتماع مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال الرئيس بايدن إنه يتوقع زيادة العرض.
وتعرف "أوبك +" بكونها مجموعة أكثر شمولا تضم 23 من مصدري النفط بما في ذلك دولة روسيا، وهذه المجموعة تجتمع كل شهر في فيينا لتقرير كمية النفط الخام المراد بيعها في السوق العالمية.
مخاوف 2008 حاضرة
في عام 2008، بلغ سعر برميل نفط برنت 147 دولارا بحلول نهاية مايو/أيار من ذلك العام، إلا أن الركود الاقتصادي العالمي والأزمة المالية، هبطت بسعر برميل النفط ليصل إلى متوسط 35 دولارا بنهاية ديسمبر/كانون أول 2008.
لذلك، تبرز هنا أهمية تحالف "أوبك+" الباحث عن سوق متوازنة للنفط الخام في وقت يضغط الغرب على إمدادات النفط الروسية، وفي وقت أيضا تشهد استثمارات العالم في الطاقة التقليدية تراجعا.
وفي الوقت الحالي، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات هما المنتجان الأضخم اللذان يتوافر لديهما أكبر فائض، لكن هذا الفائض يتم تحويله للأسواق بما يحقق مصلحة السوق ككل.
ما هو مصير الأسعار الآن؟
بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، تتوقع أوبك نفسها أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع في عام 2023 وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بهذا العام. ويقول محللوها إن هذا سيكون مدفوعًا جزئيًا بالتقدم في احتواء فيروس كورونا في الصين.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية في الوقت نفسه إلى أن الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع بقوة ، على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن التضخم في العديد من البلدان وضعف النمو الاقتصادي.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg
جزيرة ام اند امز