الإمارات تشارك البحرين أعيادها الوطنية.. أخوة تتوثق وعلاقات تترسخ
تشارك الإمارات البحرين احتفالها بأعيادها الوطنية التي تحل الإثنين والثلاثاء، في وقت تمضي فيه العلاقات الأخوية بين البلدين لآفاق أرحب.
وصباح اليوم الإثنين، غرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على حسابه الرسمي على منصة "إكس": "خالص التهنئة وصادق الأمنيات لأخي الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين الشقيق بمناسبة العيد الوطني داعياً الله تعالى أن يديم على المملكة الأمان والعز والتقدم. الإمارات والبحرين تربطهما علاقات أخوية تاريخية، وإن شاء الله يظل البلدان معاً في كل ما يحقق الخير والنماء لشعبيهما وشعوب المنطقة".
علاقات أخوية تاريخية توجت بعقد 5 لقاءات وقمم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة على مدار العام الجاري، خلال 5 زيارات متبادلة.
تخلل تلك الزيارات وأعقبها 3 زيارات متبادلة أجراها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، كان أحدثها زيارة ولي عهد البحرين للإمارات قبل أيام للمشاركة في احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد 53.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ53 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ25 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
احتفالات تحمل أهمية خاصة هذا العام، كونها تتزامن مع اليوبيل الفضي لتولي عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
تأتي الاحتفالات في وقت تحقق فيه البحرين إنجازات بمختلف المجالات برعاية وتوجيهات عاهل البلاد قائد مسيرة التنمية، الذي أطلق على مدار 25 عاما من حكمه مبادرات ملهمة تعزز التنمية والازدهار والتسامح والسلام.
وتحرص دولة الإمارات، قيادة وشعبا على الاحتفاء بأعياد البحرين الوطنية بشكل يعكس مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتشهد الإمارات بتلك المناسبة مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة وتتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم البحريني ومظاهر احتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية.
احتفالية مشتركة
أيضا تأتي الاحتفالات بعد أيام من زيارة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين للإمارات، شهد خلالها إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وضيوف دولة الإمارات "مسيرة الاتحاد" التي نظمها ديوان الرئاسة بمناسبة عيد الاتحاد الــ 53 للإمارات قبل أيام، لتتحول المناسبات الوطنية في البلدين إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
جاءت زيارة ولي عهد البحرين للإمارات بعد نحو 10 أيام من إجراء الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، زيارة رسمية لمملكة البحرين 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، التقى خلالها عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، كل على حدة.
وجرى خلال الزيارة بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تدعم رؤية البلدين تجاه تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعبيهما الشقيقين، وسُبل الارتقاء بها إلى آفاق أرحب من التعاون والتنسيق.
وأكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال المباحثات، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ويحقق مصالحهما المشتركة.
وتعد تلك الزيارة الثانية لولي عهد أبوظبي للبحرين بعد الزيارة الأخوية التي أجراها للمنامة مارس/آذار الماضي، والتقى خلالها ملك البحرين وولي عهده.
شراكة تتعزز
أيضا تأتي احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية بعد أقل من شهر من عقد أعمال الدورة الثانية عشر من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في المنامة 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، ووزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، أن "دولة الإمارات كانت وما زالت ترى أن شقيقتها البحرين هي الشريك الاستراتيجي في كافة المجالات.. وهي جزء أصيل ومتجذر من مسيرة التقدم والازدهار في الخليج العربي والمنطقة برمتها".
وأشار إلى أن "استمرار انعقاد اللجنة المشتركة بشكل دوري يعبر عن التزام البلدين بالعمل المشترك، حيث يتم بحث الفرص والإنجازات ومناقشة التحديات والقضايا العالقة في مختلف المجالات، والبحث دائما عن أفضل الفرص السانحة لخدمة البلدين، كما يعكس هذا النهج حرصنا المشترك على خلق حلول إبداعية لتذليل التحديات وتحويلها إلى إنجازات ملموسة تخدم مصالح شعبي البلدين".
وفي ختام الاجتماع تم التوقيع على 4 مذكرات تفاهم وبرنامج تنفيذي بين البلدين.
وفي اليوم نفسه، استقبل عاهل البحرين وولي عهده في لقاءين منفصلين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.
وأكد عاهل البحرين اعتزازه بالعلاقات الأخوية الوثيقة والراسخة التي تربط بين البلدين وقيادتيهما وشعبيهما الشقيقين والحرص المتبادل على مواصلة تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات انطلاقا من الأواصر التاريخية المتينة التي تجمعهما.
وأشاد بعمق العلاقات البحرينية الإماراتية المتجذرة والتي تشكل نموذجا متميزا ومثالاً يحتذى للعلاقة بين الأشقاء الذين تربطهم روابط الأخوة ووحدة الرؤى والمواقف والمصير المشترك.
وأثنى على النتائج الطيبة والمثمرة لاجتماع اللجنة العليا المشتركة وما حققته من منجزات على صعيد تعزيز الشراكة الاستراتيجية ودعم أوجه التعاون الثنائي والتكامل والتنسيق الأخوي في مختلف الجوانب التي تلبي تطلعات البلدين والشعبين وتحقق مصالحهما المشتركة.
كما أعرب عن تقديره للدعم المتواصل لدولة الإمارات ومواقفها المشرفة تجاه مملكة البحرين وشعبها في مختلف المراحل والظروف.
قمم القادة
تصريحات تحمل معاني الأخوة والمحبة والتقدير وتعبر عن مكانة خاصة تحظى بها الإمارات وقيادتها لدى البحرين وقيادتها، الأمر الذي توج بإجراء عاهل البحرين 4 زيارات للإمارات على مدار العام الجاري، في سبتمبر/أيلول ويوليو/تموز وأبريل/نيسان ويناير/ كانون الثاني، فيما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة للبحرين فبراير/شباط.
وتخلل جميع تلك الزيارات قمم ولقاءات بين زعيمي البلدين بحثت ما تشهده علاقات التعاون من تقدم مستمر على جميع المستويات وأهمية تعزيز العمل المشترك بما يخدم أولويات التنمية في البلدين.. وذلك انطلاقا من الروابط الأخوية ورؤيتهما في تحقيق تطلعات شعبيهما إلى التقدم والازدهار.
كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وحرص البلدين على دعمه على مختلف المستويات لما فيه الخير لجميع شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية ومسارات التعاون بينهما ضمن الإطار الثنائي والدولي في التعامل مع مختلف المستجدات والقضايا.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك اللقاءات أن العلاقات الأخوية التي تجمع بين دولة الإمارات ومملكة البحرين تزداد رسوخا بفضل حرص قيادتيهما المشترك على تنميتها على مختلف المستويات مشيرا إلى أن العلاقات الإماراتية - البحرينية تعد رافداً من روافد العمل الخليجي والعربي المشتركين وتستمد خصوصيتها من الرؤى المتسقة للبلدين تجاه العديد من المواقف والقضايا في المنطقة.
من جانبه، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة اعتزازه بعمق العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والحرص على ترسيخها، مشيدا بمستوى ما وصل إليه التعاون بين البلدين وما تشهده علاقاتهما من تنسيق مستمر ورؤى استراتيجية مشتركة تجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
أيضا التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال زيارته للإمارات.
وتطرقت اللقاءات إلى ما تشهده علاقات التعاون بين البلدين من تقدم مستمر على جميع المستويات، وأهمية تعزيز العمل المشترك بما يخدم أولويات التنمية في البلدين، وذلك في إطار الروابط الأخوية والرؤية المشتركة نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
علاقات تاريخية
لقاءات وزيارات ومباحثات واجتماعات تترجم قوة العلاقات بين البلدين، وحرص قياد البلدين على المضي بها إلى آفاق أرحب.
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتيهما ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتكتسب العلاقات الإماراتية البحرينية أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي استراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كما يتبنى البلدان سياسة حكيمة ومعتدلة تدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات والحضارات، والحرص المشترك على أمن الخليج العربي وتقدمه وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، ونشر رسالة التسامح والسلام في المنطقة والعالم.
وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين الإمارات والبحرين، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين؛ دعما للحق والشرعية ودعم الأمن والاستقرار والسلام في شتى بقاع المعمورة.
وودعت الإمارات والبحرين خلال العام الجاري 4 من شهداء منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين صعدت أرواحهم إلى بارئها إثر تعرضهم لعمل إرهابي في الصومال 10 فبراير/شباط الماضي، أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية.
ويحرص البلدان على مواصلة التشاور وتبادل الخبرات والرؤى والمعلومات والدعم في مختلف المحافل الإقليمية والدولية إزاء كافة التحديات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم بفاعلية في تحقيق التضامن الخليجي والعربي لمواجهة الظروف والتهديدات الراهنة التي يشهدها الإقليم، وهذا ما تبلور بشكل جليّ في قمم ولقاءات القادة والمسؤولين في البلدين.
وتعد العلاقات بين البلدين أحد أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
وتتخذ العلاقات الإماراتية البحرينية منذ عام 2000 أبعاداً وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك بعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
ويرتبط البلدان بعدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج عمل مشتركة، تشمل مختلف المجالات والقطاعات التنموية والخدمية الحيوية.
aXA6IDE4LjE4OC40MS4yNTEg
جزيرة ام اند امز