أعلنت دولة الإمارات -أكثر من مرة- أن دبلوماسيتها وتوجهات قيادتها المستقبلية مؤسسة على تعزيز الجسور وتصفير المشاكل ودعم الاستقرار وتعزيز التنمية والازدهار في المنطقة والعالم وأن هذا يمثل الخيار الاستراتيجي الأول لدولة الإمارات ولا حياد عنه.
هذا كما أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 2023.
وهذه الدبلوماسية تنسجم تماما مع مبادئ الخمسين التي حددت توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة على كل الأصعدة للخمسين الثانية بعد إنشائها، والتي تعزز قيم التسامح والحوار والسلام.
ولقد أثمرت تلك الدبلوماسية عن إيجابيات لا حضر لها من أهمها عقد قمم وزيارات ومباحثات وفعاليات خلال الفترة الماضية، جددت بها الدولة مكانتها كقبلة معتادة لقادة دول العالم وعظمت من خلالها مكانة دولة الإمارات وحضورها الفاعل.
وعلى المستوى الداخلي أطلقت دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية في مرحلة جديدة لتبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية والمعوقة.
وذلك ببناء منظومة حكومية أكثر كفاءة ومرونة تعتمد على السرعة والشفافية والابتكار في اتخاذ القرارات وتنفيذها للتخلص من التعقيدات الإدارية وتعزيز سلاسة الإجراءات.
وكذلك استهداف إلغاء حوالي 2000 إجراء حكومي وخفض ما يربو على 50% من المدد الزمنية للإجراءات، وتصفير كل الاشتراطات والمتطلبات غير الضرورية.
ومما لا شك فيه، أن هذا النهج يعزز من تنافسية الإمارات دوليا على المستوى الدولي ويجعل منها قبلة للاستثمارات الاقتصادية وللإقامة.
حيث سيعزز هذا البرنامج من كون الدولة نقطة جذب لأكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم ومن نمط الحياة التي يحصلون فيها بالإمارات على مختلف التسهيلات والامتيازات، والتي تتيح لهم مسيرة مهنية ناجحة.
كما يقدم البرنامج تجربة استثنائية للمواطنين والمقيمين وللمجتمع وللشركات في تعاملاتها مع الخدمات الحكومية، ما سينعكس بالإيجاب على دعم الاقتصاد الوطني ويتوافق مع أهداف التحول الرقمي في الدولة.
الإمارات بسياسة تصفير المشاكل على المستوى الدولي وتصفير المعوقات على المستوى الداخلي الوطني تسطر للتاريخ وتصنع مستقبلا مشرقا لمواطنيها والمقيمين فيها وتساهم في الاستقرار، والتنمية، والازدهار الإقليمي، والدولي.
وهو ما يجعل الدولة مستعدة وجاهزة لتحديات المستقبل وللمنافسة على المراكز الأولى في المجالات التنموية المختلفة وعلى مواصلة تعزيز دورها الرائد في مشهد العلاقات الدولية وذلك برؤية قيادتها ورؤيتها وطموحاتها العالية التي لا مكان فيها للمستحيل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة