رغم شهرتها العالمية بسجلها الحافل بالمنتج الثقافي فإن الشارقة لها وجه آخر لا يقل أهمية وشهرة وإن كان يعمل في صمت وهو قطاع الاستثمار.
رغم شهرتها العالمية بسجلها الحافل بالمنتج الثقافي فإن الشارقة لها وجه آخر لا يقل أهمية وشهرة وإن كان يعمل في صمت وهو قطاع الاستثمار الذي يحافظ على توازن النمو بين كافة القطاعات.
ما يميز الشارقة هو أنها، وتحت مظلّة الريادة الثقافية التي يرعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، أصبحت احترافية بامتياز في القراءات النوعية والتفصيلية التي ترصد اتجاه ضخ الاستثمارات العالمية، لالتقاطها وتوجيهها في شرايين الاقتصاد المحلي
لقد أثبتت الإمارة قدرتها على قراءة التوجهات المستقبلية لمسار الاستثمارات الأجنبية ونجحت في استقطابها نحو قطاعات الاقتصاد الحقيقي وتوزيعها استراتيجياً على طيف عريض من المجالات المحلية، بدءاً من قطاعات الطاقة المتجددة والذكاء الصناعي، مروراً بالعقار والسياحة والصحة والتعليم الجامعي، بما يجعلها استثمارات مُحرّكة للتنمية القطاعية النشطة والمتوازنة. هذه الرؤية مدعومة بسلسلة من القوانين والإجراءات تبث الطمأنينة للمستثمرين وتفتح الباب واسعا لتعظيم أرباحهم.
قناعات القائمين على استقطاب الاستثمار الأجنبي في الشارقة، والتي عززتها توجهات القيادة الرشيدة للدولة، هي أن التحدي يكمن في الحفاظ على توازن النمو بين كافة القطاعات، وهو ما يستدعي التنويع في الموارد، والشراكات المتكاملة، باعتبارها خميرة البناء في الاقتصاد الحقيقي المستدام.
وعبر الذراعين الاستثماريتين "هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير" و"مكتب الشارقة للاستثمار المباشر" شهد القطاع نجاحا وزخما كبيرا ظهرت ملامحه في برنامج منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي الذي عقد نسخته الرابعة في الشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وبدا واضحا أن مِنْ بين عديد من المهارات التي يُتقنها القائمون على استقطاب الاستثمار الأجنبي إلى الشارقة، فإن الأكثر شدّاً لانتباه الأطراف المعنية وأصحاب الرأي في هذا المجال، هو قدرة الشباب على قراءة التوجهات المستقبلية برؤية جيوستراتيجية محترفة مع التحلي بمرونة كبيرة لضمان مواكبة الأولويات المحلية لهذه التوجهات المستقبلية، وفي صلبها الرؤية الاتحادية 2021.
ومن الطبيعي أن تحظى هذه الرؤية والأهداف بالأولوية لدى كبريات المنتديات والملتقيات والورش الاستثمارية العالمية، إلا أن ما يميز الشارقة هو أنها، وتحت مظلّة الريادة الثقافية التي يرعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، أصبحت احترافية بامتياز في القراءات النوعية والتفصيلية التي ترصد اتجاه ضخ الاستثمارات العالمية، لالتقاطها وتوجيهها في شرايين الاقتصاد المحلي والتي تعطي الأولوية للمشاريع المتوسطة والصغيرة ذات القدرة التشغيلية والمردودات المؤكدة.
ففي الأدبيات التي تصدر من القائمين على الاستثمار الأجنبي المباشر في الشارقة ما يشيع الاطمئنان بأن الشباب الذي أهلته القيادة الرشيدة لحمل المسؤولية، قد أخلص في حمل الأمانة وأضاف لها الكثير من دأب الإبداع والابتكار والريادة.
وتحت ظلّ الشراكات الاستراتيجية التي عقدتها القيادة مع الهند والصين كأسواق تمثل قوة التحريك للاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة، فقد وظّفت مؤسسات استقطاب الاستثمار في الشارقة هذا النهج الحصيف، وهي تُركّز على تعزيز آليات الاستقطاب والتوجيه الاستثماري نحو قطاعات الاقتصاد الحقيقي، وتوزيعها استراتيجياً على طيف عريض من المجالات المحلية.
مهنية ومصداقية هذا الجهد التراكمي في الشارقة جعلها خياراً استثمارياً جدّياً لرجال الأعمال والمستثمرين، حيث أضحت تُظلل بحسب الإحصاءات الرسمية ما يزيد على 45 ألف شركة صغيرة ومتوسطة تعمل في قطاعات الصناعة والعقار والسياحة وخدمات التجارة، بجدوى حقيقية وبمعدل نمو سنوي يناهز الـ5%.
التخطيط الاقتصادي الشامل والمتوازن والمستدام هو سمة مميزة لرؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وأصبح نموذجاً يسعى العديد إلى استنساخه، ومن واجبنا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، استمرار العمل ومضاعفة الجهود لضمان استمرارية نجاح هذا النموذج المتميز.
نقلا عن وكالة أنباء الإمارات "وام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة