الإمارات وأزمة السودان.. ضربة أممية تصعق «أبواق الشر»

أهداف بالجملة تنتصر لدولة الإمارات ودبلوماسيتها الإنسانية وسياستها الداعمة للأمن والسلام حققها تقرير أممي بشأن السودان.
وكشف تقرير نهائي أصدره مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان، عن زيف ادعاءات الجيش السوداني بحق دولة الإمارات، بشأن دعمها أحد أطراف النزاع.
تقرير أممي ينتصر لدولة الإمارات، يأتي في وقت تتواصل فيه جهودها على مختلف الأصعدة للحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لأرض النيل.
وسبق التقرير توجيه تحالف دولي يضم أكثر من 15 منظمة حقوقية من السودان ودول أخرى، دعوة إلى دعم جهود دولة الإمارات الإغاثية في السودان، بعد أيام من مشاركة الإمارات في مؤتمر دولي بشأن السودان في لندن منتصف الشهر الجاري، أطلقت خلاله الإمارات خارطة طريق لحل الأزمة، في إطار إيمان المجتمع الدولي بدور الإمارات في دعم الأمن والسلام في المنطقة.
جهود إماراتية تتواصل على مختلف الأصعدة – تساندها رسائل أممية وحقوقية ودولية- للحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لأرض النيل، غير عابئة بالمحاولات العبثية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزمرته لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية من قبل حكومة الجيش السوداني دون تقديم أي أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها.
ولم يتضمن التقرير الأممي أي استنتاجات أو دلائل تدعم الادعاءات الباطلة التي وجهتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات، في صفعة مدوية لقادة الجيش السوداني.
"أبواق الشر"
الضربة الأممية لم تصب فقط قادة الجيش السوداني، بل صعقت أيضا تنظيم الإخوان ومن يدور في فلكه من ذباب إلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي يحاول عبثا تشويه دور الإمارات، ووسائل إعلام تتبنى وجهات نظر معادية للإمارات لأغراض مشبوهة دون أي دليل أو بينة.
وكشف التقرير النهائي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي زيف ما تضمنه تقرير صحيفة «الغارديان» البريطانية، بشأن دور دولة الإمارات في السودان، ودحض صحة ما ذكره التقرير بزعم أنها نتائج مسربة من التقرير نفسه.
وكانت "الغارديان" قد نشرت موضوعا تحت عنوان «تقرير أممي مُسرّب يُثير مخاوف جديدة بشأن دور دولة الإمارات في حرب السودان»، واحتوى على عدد من المزاعم التي تفتقر للدقة والموضوعية، خاصة فيما يتعلق بمحتوى تقرير فريق الخبراء الأممي.
ونسبت «الغارديان» ما لا يقل عن 6 مزاعم غير دقيقة لفريق الخبراء، مدعية أن هذه النتائج تبناها الفريق أو غالبية أعضائه، إلا أن الحقيقة أن «التقرير لم يتضمن أي استنتاجات أو دلائل تدعم الادعاءات الباطلة ضد دولة الإمارات»، سواء من الجيش السوداني أو من "الغارديان".
موقف قوي
وأكد السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في بيان رسمي للبعثة الدائمة لدى المنظمة في نيويورك، أن "التقرير لم يتضمن أي استنتاجات أو دلائل تدعم الادعاءات الباطلة التي وجهتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات".
وأوضح أن التقرير تناول الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها طرفا النزاع في السودان بحق المدنيين، بما يشمل الغارات العشوائية والهجمات وجرائم العنف الجنسي واستخدام منع المساعدات كسلاح، دون أن يسجل أي اتهام أو إدانة لدولة الإمارات.
واعتبرت دولة الإمارات أن القوات المسلحة السودانية تحاول من خلال إطلاق اتهامات لا أساس لها تحويل انتباه المجتمع الدولي عن الفظائع التي ترتكبها في السودان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.
وجددت دولة الإمارات دعوتها لجميع الأطراف السودانية، وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى إنهاء الحرب الأهلية دون شروط مسبقة، والانخراط الجاد في مفاوضات سلام شاملة.
كما شددت على ضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع المناطق، داعية المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده لدعم عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة تضمن السلام والاستقرار للشعب السوداني الشقيق.
وأكد السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن دولة الإمارات ستواصل دعم الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان، وستقف دومًا إلى جانب تطلعات الشعب السوداني نحو مستقبل أفضل بعيدًا عن النزاعات.
تحالف دولي
يأتي التقرير الأممي بعد أقل من أسبوع من توجيه تحالف دولي يضم أكثر من 15 منظمة حقوقية من السودان ودول أخرى، دعوة إلى دعم جهود دولة الإمارات الإغاثية في السودان، وتعزيز التنسيق العربي والدولي للحد من معاناة المدنيين في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
جاء ذلك في بيان أصدره التحالف على هامش الدورة الـ163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، والتي عُقدت يوم الأربعاء 23 أبريل/ نيسان الجاري، وشاركت فيه الإمارات.
وشدد البيان على ضرورة وقف الأعمال العسكرية فوراً، وتحقيق السلام الشامل، إلى جانب الاستجابة لتطلعات الشعب السوداني بتشكيل حكومة مدنية تمثل جميع الفئات دون تمييز.
وطالب التحالف بفتح تحقيق دولي شامل ومستقل في الانتهاكات المرتكبة في السودان، والتي تصاعدت منذ اندلاع النزاع المسلح قبل عامين.
وأشار التحالف إلى أن الأزمة الحالية تعكس تهميشاً ممنهجاً لحقوق الإنسان.
وختم التحالف الحقوقي بيانه بالدعوة إلى دعم حق الشعب السوداني في إقامة حكومة مدنية شاملة، وتمكين المجتمع المدني من توثيق الانتهاكات، ومواصلة الجهود لمحاسبة مرتكبي الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية، وصولاً إلى تحقيق العدالة للضحايا والمتضررين.
حراك متواصل
تأتي مشاركة الإمارات في الدورة الـ163 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، ضمن أحدث جهودها لتحقيق السلام في السودان.
واستبق ذلك مشاركة الإمارات في منتصف الشهر الجاري في «مؤتمر لندن حول السودان».
وطرحت دولة الإمارات رؤيتها لحل أزمة السودان خلال المؤتمر، مؤكدة أنّ الحل لا يمكن أن يأتي عبر العسكر أو التواطؤ مع الجرائم، بل من خلال عملية سياسية يقودها المدنيون، مدعومة بتحرّك دولي حازم ومساءلة جدّية لمرتكبي الجرائم في السودان من الطرفين.
ويعد هذا رابع مؤتمر إنساني من أجل السودان تشارك فيه الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري، الأمر الذي يتوج حراكها الدبلوماسي والسياسي والإنساني لحل الأزمة.
كان من أبرز تلك المؤتمرات، المؤتمر الذي نظمته دولة الإمارات مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد» بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في 14 فبراير/شباط الماضي، بعنوان «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان»، والذي أكدت خلاله الإمارات موقفها الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار.
وأعلنت الإمارات خلال المؤتمر تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية.
نداء سلام
تأتي مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر لندن منتصف الشهر الجاري، عقب إطلاقها نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، حملت فيها طرفي النزاع المسؤولية عما ارتُكب من جرائم، لإغلاق الطريق أمام أي ادعاءات أو أكاذيب واهية، وأدانت تلك الجرائم، ودعت إلى مساءلة مرتكبيها من الطرفين.
دعم قوي
رسائل الدعم للموقف الإماراتي سواء على الصعيد الأممي أو الدولي أو الحقوقي، تؤكد أن دبلوماسية الإمارات الداعمة للأمن والسلام أتت بثمارها.
مواقف تدعم الرسائل التي تتبناها دولة الإمارات بشأن السوداني وأبرزها :
- الإمارات ماضية في دعم الشعب السوداني إنسانياً ودبلوماسياً كما هو عهدها على مدار أكثر من 5 عقود، إيماناً منها أن الشعب السوداني يستحق مستقبلاً يقوم على السلم والكرامة، ويستحق حكومة يقودها المدنيون تضع مصالحه وأولوياته في المقام الأول.
- الإمارات ستواصل القيام بكل جهد متاح لتعزيز فرص السلام، فالشعب السوداني الشقيق يستحق مستقبلاً قائماً على السلم والسلام والكرامة، ويستحق قيادة تضع مصالحه -لا مصالحها- واحتياجاته وأولوياته في المقام الأول والأخير، رغم محاولات زمرة البرهان لتشويه جهودها.
- رسائل تؤكد أيضا أن موقف دولة الإمارات إزاء السودان واضح وراسخ، فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، حيث دعت دولة الإمارات إلى وقف إطلاق النار وإلى هُدَن إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات وإلى تحميل طرفي النزاع: قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مسؤولية انتهاك القانون الدولي.
- تؤكد الإمارات من خلال جهودها أنها ستبقى على أهبة الاستعداد للقيام بدورها -كما دأبت دائماً- كشريك يعمل من أجل السلام، وهذا الالتزام جزء من رؤية الإمارات الراسخة لتعزيز الازدهار والتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا والعالم.
- الإمارات تعمل يدًا بيد مع المجتمع الدولي لإحلال السلام في السودان، ولا تفوت أي فرصة لوقف الحرب العبثية السودانية.
- الإمارات تدعم المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى السودانيين المحتاجين، وتدعو بشكل فوري لوقف عرقلة إرسال المساعدات، وفتح الممرات الإنسانية، ومنع استخدام التجويع كسلاح.
- الإمارات تقود جهودًا دولية لإنقاذ السودانيين من المجاعة والحرب، رغم إساءات حكومة البرهان المتكررة ومحاولة تعطيلها عن القيام بهذا الدور .
سجل إنساني مضيء
وعلى مدار عامين من عمر الأزمة، شكّلت المبادرات والمساعدات الإماراتية التي بلغت 600.4 مليون دولار طوق نجاة لملايين المتضررين، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد على مليوني شخص، وسط جهود متواصلة لضمان وصول المساعدات إلى 30 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة، بينهم أطفال ونساء.
وبمساعداتها خلال الأزمة، يرتفع إجمالي مساعدات الإمارات للسودان على مدار السنوات الـ10 الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.
فمنذ بداية الأزمة، سيرت دولة الإمارات جسرًا جويًا وبحريًا نقل قرابة 13 ألفًا و168 طنًا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية عبر 162 طائرة وعدد من سفن المساعدات.
أيضًا في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من دولة الإمارات للاجئين السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في البلاد، أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهما مستشفيان في أمدجراس وأبشي بتشاد، قاما بعلاج 90,889 حالة.
كما افتتحت الإمارات 7 مارس/آذار الماضي مستشفى ثالثًا في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلًا عن تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية.
aXA6IDMuMTQuMTMzLjEzOCA=
جزيرة ام اند امز