"القلب الكبير" و"الشارقة الخيرية" تدعمان منكوبي الزلزال بـ15.6 مليون درهم
نجحت الحملة الإغاثية التي دعت إليها قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، في جمع 15,649,140 درهماً إماراتياً لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.
وفتحت "مؤسسة القلب الكبير" بمشاركة "جمعية الشارقة الخيرية" وبالتعاون مع "هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون" باب التبرع أمام أفراد ومؤسسات المجتمع من داخل دولة الإمارات وخارجها، عبر بث مباشر استمر 3 ساعات، اليوم على قنوات ومنصات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
جاء ذلك ضمن جهود دعم الحملة الوطنية التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار "جسور الخير"، وتضمن البث المباشر للحملة، الذي قدمه الإعلامي حسن يعقوب، مقابلات مع مراسلين إعلاميين في تركيا وسوريا، قدموا خلالها نظرة حول الأضرار التي لحقت بالسكان في المناطق التي طالها الزلزال، واستقبل البث مداخلات هاتفية من فنانين وإعلاميين ومسؤولين رسميين، وجهوا فيها دعوة لأهل الخير لتقديم التبرعات والمساعدات لمتضرري الزلزال.
وكشفت الحملة عن استمرار استقبالها للتبرعات طوال الأيام المقبلة، وذلك عبر رقم الاتصال: 050/5350152 أو 80014، أو عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة www.tbhf.ae أو الخاص بالجمعية https://shjc.sharjah.ae. كما يمكن للمتبرعين تقديم التبرعات مباشرةً في مقر المؤسسة أو الجمعية.
وسيتم تخصيص التبرعات للمساعدات الإغاثية الفورية، إلى جانب دعم المشاريع التنموية المستدامة المتعلقة بالسكن والصحة والتعليم، لتعزيز خطط مراحل التعافي من تداعيات هذه الكارثة الطبيعية على المدى الطويل، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، ومؤسسات ومنظمات إنسانية موثوقة تعمل محلياً في تركيا وسوريا.
وفي حديثه عبر بث مباشر، أشار الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، إلى أن حملة الإغاثة الحالية لسوريا وتركيا ليست غريبة على الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالنظر إلى جهود الإمارات في تقديم المساعدة للمحتاجين، مؤكداً أن الحملة تهدف بشكل خاص إلى تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، ومعرباً عن امتنانه للاستجابة الكبيرة من المتطوعين والمتبرعين للحملة، التي تعد شهادة على بذور الخير الراسخة في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.
بدورها، قالت مريم الحمادي، مديرة مؤسسة القلب الكبير: "أحدث الزلزال في تركيا وسوريا كارثة إنسانية هزت وجدان كل شخص في كل مكان من العالم، وسيكون لها تداعيات كبيرة ومستمرة لسنوات طويلة، وهو ما يتطلب أن يكون التضامن معهم شاملاً، معنوياً وعاطفياً ومادياً، من خلال الوقوف إلى جانبهم، والتضامن معهم عبر تقديم المساعدات والإغاثات، وحشد الجهود للمساهمة في توفير موارد الإغاثة العاجلة، لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرت بالكامل".
وأضافت: "وجد نداء الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، تجاوباً كبيراً مع الحملة، حيث نذكر دعواتها في الحملات السابقة كيف حققت نتائج نوعية، واستقطبت المساهمين والداعمين من كل العالم لتوفير موارد الإغاثة والمساعدات، ونحن في مؤسسة "القلب الكبير" نفخر بأن نستجيب لندائها من خلال شبكة علاقاتنا مع المؤسسات بمختلف تخصصاتها، بما يخدم مساعينا الإنسانية، للوقوف إلى جانب إخواننا المتضررين".
من جهته، قال محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: "إن الخير في البشر كثير والعطاء لا حدود له، ونحن في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون مؤمنون بمسؤوليتنا الإنسانية وواجبنا الوطني، لهذا حرصنا على أن نكون شركاء في الحملة الوطنية (جسور الخير) التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساهمين في الحملة التي أطلقتها مؤسسة "القلب الكبير" وجمعية الشارقة الخيرية لدعم الحملة الوطنية، إذ عملنا من خلال البث المباشر على تيسير السبل أمام المؤسسات والأفراد ليمدوا يد العون لإخواننا المحتاجين متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، وعملنا على تقديم نماذج خير وعطاء، لنشجع أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء للمساهمة وتقديم الدعم بكافة الأشكال والسبل".
وأضاف: "في ظل الظروف الصعبة، تتضاعف مسؤوليتنا الإنسانية وواجبنا تجاه المحتاجين، انطلاقاً من واجبنا المهني الإعلامي، وترسيخاً للقيم النبيلة التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي، وتأكيداً أننا نقف جميعاً صفاً واحداً خلف توجهات دولة الإمارات وجهودها الرامية لإغاثة إخواننا في تركيا وسوريا، وما شهدناه خلال البث المباشر يكشف التلاحم والوحدة التي تجمع أبناء بلادنا ومجتمعنا".
وفي مداخلته على البث المباشر، قال الفنان حسين الجسمي، السفير المفوض لدى مؤسسة القلب الكبير: "يشرفنا أن نشارك في هذه الحملة التي تمثل استجابة إنسانية للمصاب الكبير الذي حلّ بإخواننا وأخواتنا في تركيا وسوريا، ومن خلال مؤسسة (القلب الكبير)، نحن قادرون على تقديم يد العون للمتضررين من هذه الأزمة، ونشجع الآخرين على الانضمام إلينا في هذا العمل النبيل".
وأثنى الجسمي على الخطوات التي اتخذها الإعلاميون والفنانون دعماً للحملة، مشيراً إلى أنهم يمثلون نبض المجتمع، لافتاً إلى أن دعمهم حاسم لنجاح الحملة، وشاكراً إياهم على جهودهم وتفانيهم في العمل الإنساني.
من جهته، قال الفنان الإماراتي أحمد الجسمي: "تظهر في مثل هذه المحن معادن الشعوب الأصيلة وتتجسد قيم التعاضد والتراحم الإنساني، وكل من يتبرع ويبادر بمد يد العون للمتضررين في سوريا وتركيا يمثل قدوة لغيره، ومحفزاً لمن سيجودون من بعده بما يستطيعون، لنسهم جميعاً في التخفيف عن المتضررين ونخبرهم أننا إلى جوارهم نشعر بألمهم ونتضامن معهم".
من ناحيته، توجه الإعلامي مصطفى الآغا بالشكر والتقدير إلى الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مؤكداً أن تعاطف أهل الإمارات ووقوفهم بجانب المتضررين محل شكر وتقدير يبشر أن الإنسانية بخير، وأن ما نراه من عطاء يقدمه المتبرعون مهما كانت حالتهم المادية يبرز تكاتف مجتمع الإمارات مع إخوانهم، ويسهم في إنقاذ العديد من العائلات المتضررة، وقال: "إن كل مُصاب ومشرد في هذا الزلزال هو قريب لنا وهذا ما نلمسه من الإمارات ومجتمعها وأهلها".
من جهتها، عبّرت الفنانة السورية شكران مرتجى عن تقديرها للجهود الإماراتية في الوقوف مع المتضررين من الزلزال، وما قدمته الإمارات من مبادرات لإغاثتهم من الكارثة الكبيرة التي لم يسبق لها مثيل.
وقالت: "منذ اللحظة الأولى من وقوع الزلزال ونحن نعمل على قدم وساق، لأن الكارثة التي وقعت تتطلب جهداً جماعياً ووقفة إنسانية شاملة لمساعدة المتضررين وبث روح الأمل، وإعادة إعمار كل ما تضرر من الأبنية والمراكز الثقافية والتعليمية التي تعرضت لدمار كامل، خاصة المدارس، التي نشهد جهوداً بارزة من دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة لإمدادها بما يلزم وإعادة الحياة إليها".
ونجحت الحملة عبر البث المباشر في تلقي تبرعات كبيرة من مختلف الشركات والمجموعات والأفراد، حيث كان من بين أكبر المساهمات مصرف الشارقة الإسلامي بمبلغ 3 ملايين درهم، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بمبلغ مليوني درهم، فيما تبرع موظفوها بـ250 ألف درهم، وجمعية الشارقة التعاونية بمبلغ 1.5 مليون درهم، ومجموعة أرادَ للتطوير العقاري بمبلغ 2.5 مليون درهم، فيما تبرع موظفوها بـ125 ألف درهم.
كما تبرعت شركة الإمارات للأحجار بمبلغ 250 ألف درهم، وساهم سلطان بن هويدن الكتبي وأبناؤه بمبلغ 100 ألف درهم للحملة.
وتلقت جمعية الشارقة الخيرية 250 ألف درهم من مبادرة "درهم الحمد"، و250 ألف درهم من مشروع "قديمكم جديدهم"، و350 ألف درهم من مشروع "المساهمات العامة" للجمعية، و100 ألف من مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع).
ومن التبرعات للحملة، مليون درهم من شركة جي إم إس، ومليون درهم من مركز ميغا مول التجاري، و500 ألف درهم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومؤسساتها، و200 ألف درهم من المستشفى الجامعي بالشارقة، و100 ألف درهم من الشبكة الوطنية للاتصال، كما قدم فاعل الخير مبلغ مليون درهم، إلى جانب مساهمة آخر بدار إيواء بمبلغ مليون درهم إماراتي.
كما تلقت الحملة تبرعات من مؤسسات مختلفة منها 100 ألف درهم من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، و500 ألف درهم من مجموعة (بيئة)، 100 ألف درهم من شركة فاست للمقاولات، و100 ألف درهم من مجموعة تلال العقارية، و100 ألف درهم من مجموعة المدفع للاستثمارات.
كما خصص نادي الشارقة ريع متاجره لمدة أسبوع لدعم الحملة، وتلقت الحملة تبرعات بقيمة 100 ألف درهم من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر).
وتلقت الحملة أيضاً مساهمات عديدة عبر الرسائل النصية التي أطلقتها من خلال شركتي "اتصالات" و"دو"، والتي تعبر عن دور كل تبرع مهما كان حجمه في إحداث فرق بالنسبة للمتضررين والمتأثرين من الزلزال.