مبادرة الإمارات «تكنولوجيا التجارة» تحتل مكانة بارزة في دافوس 2024
أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية الإماراتي، أن تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة ستحدث ثورة في التجارة العالمية.
وإطلاق العنان لعصر جديد من النمو عبر زيادة الكفاءة التشغيلية، وتعزيز مرونة سلاسل التوريد، وتسهيل مشاركة لاعبين جدد في النظام التجاري العالمي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الزيودي في مدينة دافوس السويسرية اليوم، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، عقب إطلاق تقرير جديد نشرته وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "تكنولوجيا التجارة: تحفيز الابتكار"، والذي سلط الضوء على مزايا دمج التكنولوجيا في النظام التجاري العالمي لإضافة نحو 9 تريليونات دولار أمريكي إلى قيمة التجارة بين دول مجموعة السبع وحدها، إلى جانب إمكانات تحفيزية أوسع لاقتصادات الدول النامية والأقل نمواً في جميع أنحاء العالم.
ويأتي إطلاق التقرير بالتزامن مع مرور عام على مبادرة "تكنولوجيا التجارة"، التي دشنتها دولة الإمارات في نسخة دافوس 2023 بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي لتسريع دمج أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنية البلوك تشين وإنترنت الأشياء في سلاسل التوريد.
ويقدّم التقرير خارطة طريق مفصلة للحكومات وهيئات التجارة العالمية والقطاع الخاص للتعاون على تطوير وتطبيق وتنظيم التكنولوجيا عبر سلاسل التوريد، مما سيدعم تحديث التجارة الدولية، ثم يوسّع بذلك نطاقها ويسرّع نموها. ويشمل ذلك بناء بنية تحتية رقمية، وتوفير السياسات الفعالة وبيئة مواتية لريادة الأعمال.
كما حدد التقرير عدداً من القطاعات ضمن مجال التجارة العالمية التي تنتظرها ابتكارات نوعية بسبب التقدم السريع لتقنيات تضم الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، والتحليل الاستشرافي، والبلوك تشين. ويُتوقع تحسّن الخدمات اللوجستية والتمويل التجاري واستدامة سلاسل التوريد بفعل تبني التكنولوجيا.
وإلى جانب الدكتور ثاني الزيودي شارك في المؤتمر الصحفي كل من الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، وبورج بريندي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث شددوا على دور التكنولوجيا في جعل التجارة العالمية أكثر كفاءة ومرونة وانفتاحا، خصوصا في الدول الأقل نموا.
وأكدوا ضرورة تعاون القطاعين الحكومي والخاص معًا بشكل وثيق لاستحداث الأطر التنظيمية الصحيحة والأنظمة المتوافقة لتحقيق أقصى قدر من التأثير الإيجابي على تدفقات التجارة العالمية.
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد الدكتور ثاني الزيودي أيضا وجود خطط لإنشاء حاضنة تكنولوجيا التجارة، والتي ستوفر الدعم للمشاريع الجديدة الواعدة والشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا التجارة، مما يؤكد التزام دولة الإمارات بتوفير المنظومة المناسبة للابتكار في هذا المجال.
كما تم الإعلان في دافوس هذا العام عن إطار تنظيمي تجريبي جديد، تم إنشاؤه خصيصًا للمشاركة في تصميم وتنفيذ وتجريب وترويج مجموعة من السياسات التنظيمية المتطورة لتكنولوجيا التجارة.
وتشمل المكونات الأخرى لمبادرة "تكنولوجيا التجارة العالمية" تحالفَ "تكنولوجيا التجارة"، الذي سيجمع القادة والمديرين التنفيذيين والخبراء معًا لتبادل المعارف والخبرات وتحديد مسارات بناءة وتعاونية للمضي قدمًا، ومنتدى "تكنولوجيا التجارة"، الذي سيُعقد في دولة الإمارات بالتزامن مع المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي الشهر المقبل.
وشدد الدكتور ثاني الزيودي على أهمية تسخير إمكانات المجتمع العالمي لإحراز تقدم حقيقي في هذه القضايا.
وقال: “تؤمن دولة الإمارات بأن التحول الرقمي هو الأداة الأفضل للتغلب على التحديات التي تواجه سلاسل التوريد العالمية، بدءاً من الوصول إلى الكفاءة التشغيلية. وباعتبار الدولة من أهم الداعمين منذ فترة طويلة لحرية التجارة العالمية المدعومة بالإمكانات التكنولوجية، فهي تسعى لحشد الجهود الدولية لاستحداث شراكات نشطة وبناءة بين المبتكرين والمستخدمين والمنظّمين لتحقيق هذه الغاية”.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، دعا الدكتور ثاني الزيودي، الذي يترأس المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، الحكومات حول العالم إلى اتخاذ تدابير استباقية لتوفير البنية التحتية -المادية والقانونية- التي تحتاجها التكنولوجيا لإحداث تحول حقيقي في التجارة العالمية، وبما يسهم في تعزيز دمج أدوات تكنولوجيا التجارة وإزالة العوائق التي تعترض تنفيذها.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز