الإمارات وتركيا.. جهود متسارعة وتعاون فاعل لمواجهة التغير المناخي
شكل التعاون بين دولة الإمارات، وجمهورية تركيا، في مجال العمل المناخي ركيزة أساسية لتعزيز الجهود في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، وذلك من خلال عدة مشاريع استراتيجية تسهم في تحقيق مستهدفات الحياد المناخي في البلدين.
ويستمد التعاون البيئي والمناخي بين دولة الإمارات وتركيا قوته من اتباع نهج مسؤول بشأن هذه القضية، وقد شهدت الفترة الماضية تعاونا متناميا تعزيزا لهذه العلاقات، عبر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين بشأن التعاون في المجال المناخي والبيئي؛ إذ وقع البلدان 13 مذكرة تعاون خلال زيارة رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية لدولة الإمارات في شهر فبراير/شباط الماضي، تضمنت مذكرات تعاون بشأن العمل المناخي والزراعي، ما يعكس حرص البلدين على مد جسور التعاون في المجالات التي تدعم التوجه العالمي نحو الحياد المناخي، وفي إطار توجه دولة الإمارات لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لمواجهة التحديات كافة لضمان مستقبل مستدام.
- الإمارات وتركيا.. شراكة شاملة تفتح الطريق أمام طفرة تجارية واستثمارية
- الإمارات وتركيا.. علاقات متنامية على مسار التكامل الاقتصادي
وعلى صعيد المشاريع التنموية في المجال البيئي تواصل الشركات الرائدة في دولة الإمارات تنمية استثماراتها في هذا المجال بعدما استحوذت الشركة العالمية القابضة، إحدى الشركات الاستثمارية القابضة العملاقة في منطقة الشرق الأوسط، على حصة 50% في شركة "كاليون إنرجي Kalyon Enerji" الرائدة في سوق الطاقة النظيفة بتركيا، وذلك مقابل 1.8 مليار درهم، من خلال الشركة التابعة لها "إنترناشونال إنيرجي القابضة".
وتضمنت الصفقة مشاريع نوعية في مجال الطاقة المتجددة مثل مشروع محطة الطاقة الكهروضوئية في منطقة كارابينار في قونية، ومشروع طاقة الرياح ومشروع الطاقة الشمسية في العاصمة أنقرة، ومشروع الطاقة الشمسية في غازي عنتاب، علاوة على مشاريع طاقة متجددة أخرى في مدن مختلفة بتركيا.
ومن شأن هذا التعاون الاستراتيجي أن ينعكس إيجابا على المستوى الإقليمي وذلك عبر جذب انتباه المستثمرين الأجانب للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
وعلى صعيد التعاون الدولي لمكافحة التحديات المناخية تستضيف دولة الإمارات النسخة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" العام الجاري بمدينة "إكسبو دبي"، وتستعد تركيا من جانبها للمشاركة بقوة في إطار دعمها لمنظور دولة الإمارات بشأن الاستدامة وذلك في ضوء تزايد سقف الطموحات المناخية لتركيا والعالم أجمع.
وحددت تركيا عددا من المستهدفات لعام 2023 لدعم مسيرة العمل المناخي العالمي بالتعاون مع دولة الإمارات والدول الأخرى، ووفقا لوكالة الأناضول، فقد أكدت تركيا مواصلة مكافحة التغير المناخي خلال هذا العام عبر تكثيف وزاراتها المعنية جهودها لإنجاز المشاريع الاستراتيجية لمواجهة هذه الظاهرة وتحدياتها، إلى جانب اتخاذ خطوات مختلفة عام 2023 في مجالات شتى أبرزها قطاعات التجارة، والنقل، والزراعة، والصناعة.
وتشمل المشاريع التركية في هذا الصدد "مشروع المطار الخالي من الكربون" بعدما تم اعتماد 18 مطارا في تركيا في هذا الشأن، فيما تتم حاليا دراسة ضم 32 مطارا ضمن المشروع نفسه، علاوة على العمل على مشروع "سكك حديدية خضراء" وذلك عبر تصميم محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ستوفر 35% من الطاقة التي تستهلكها القطارات بحلول عام 2025، إضافة إلى افتتاح مصنع السيارات الكهربائية الذي يؤكد عزم الحكومة التركية على الحد من انبعاثات الكربون.
وفي سياق الجهود التركية في مجال المناخ والبيئة، أطلقت تركيا مشروع "صفر نفايات عام 2017" لمكافحة تأثير النفايات والمخلفات في البيئة وإعادة تدويرها والاستفادة منها بهدف تحقيق نسبة إعادة تدوير تصل إلى 60% عام 2030 إلى جانب إطلاقها برنامج "صفر نفايات زرقاء" في يونيو/حزيران 2019، لحماية البحار وموارد المياه وتنظيفها من النفايات.