الإمارات وتركيا.. تعاون استراتيجي في الصناعة والاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة
تشهد العلاقات الإماراتية التركية تطورًا كبيرًا بكافة المجالات، وذلك تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة ببناء وتوثيق الشراكات الدولية.
يأتي ذلك في ظل تعزيز دولة الإمارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة والارتقاء بها إلى آفاق استراتيجية أوسع.
وهو ما أكدته زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى تركيا نهاية عام 2021، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات في فبراير/شباط الماضي، والتي نتج عنها توقيع اتفاقيات بقيمة مليارات الدولارات للاستثمار في تركيا، إضافة إلى عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مختلف المجالات التي تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
فرص ومزايا تنافسية
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في حكومة الإمارات: "تماشيا مع الانطلاقة التنموية الجديدة في دولة الإمارات من خلال "مشاريع الخمسين" والتي تشمل العديد من المشاريع الاستراتيجية الوطنية، نشجع جميع رجال الأعمال والشركات والمؤسسات من كلا البلدين على الاستفادة من الإمكانات النوعية لهذه الشراكة والفرص المتاحة والمزايا التنافسية في البلدين، من أجل تنمية العلاقات في مختلف المجالات بما فيها قطاعات الطاقة والصناعة والتجارة بما ينعكس إيجابياً على مستهدفات النمو الاقتصادي المستدام".
ودعا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر؛ الشركات التركية للاستثمار في القطاع الصناعي في دولة الإمارات والاستفادة من الفرص الاستثمارية الصناعية في مجال البتروكيماويات والمعادن والأدوية والأغذية والمعدات الكهربائية والطبية والزراعة والطاقة النظيفة والصناعات الدفاعية والفضائية، خاصة من خلال المنتجات التي تم طرحها للاستثمار محليا في "منتدى اصنع في الإمارات" مؤخرا، لأكثر من 300 منتج بقيمة 110 مليارات درهم في 11 قطاعًا صناعيًا حيويًا.
وأضاف وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: "تعد الإمارات من الدول الرائدة في مجال الطاقة، التقليدية والنظيفة، والبتروكيماويات والمعادن والصناعات الدفاعية والأدوية والأغذية.
ويعكس التعاون مع الجانب التركي في قطاع الطاقة والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أهمية مباشرة لتنمية الاستثمارات المشتركة ومضاعفتها خلال الفترة المقبلة، وتتطلع المؤسسات الإماراتية للاستثمار في تركيا في مجالات تطوير الطاقة والغاز والطاقة المتجددة والبنية التحتية والزراعة والأغذية والأدوية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والمصرفية والاتصالات الرقمية".
علاقات مزدهرة
من جهته، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، إن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وتركيا، متجذرة، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين نحو 50.4 مليار درهم، خلال عام 2021 محققًا نموًا قدره 54% مقارنة مع 2020، وارتفاعا بنسبة 86% مقارنة مع عام 2019.
فيما تحظى تركيا بأكثر من 3% من حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات، وتأتي في المرتبة السابعة لأكبر شركائها التجاريين.
كما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا أكثر من 18.3 مليار درهم بنهاية عام 2020، بينما بلغت قيمة الاستثمارات التركية في الإمارات 1.1 مليار درهم بنهاية عام 2019، كما أن إعلان دولة الإمارات عن صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار في تركيا، وتوقيع 72 اتفاقية ثنائية، يعد دليلا على التسارع الإيجابي في هذه العلاقات، وهو تسارع سوف نلمس تأثيراته الإيجابية على مختلف المستويات.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء، ووكالة الفضاء التركية، لتعزيز التعاون في المجالات العلمية، وتبادل الخبرات في المجال الفضائي، وصناعاته المختلفة.
ومن جانبها أكدت سارة بنت يوسف الأميري أن العلاقات الإماراتية التركية تشهد تطوراً نوعياً في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، بفضل الإرادة المشتركة لقيادتي الدولتين، كما تشهد نقلة على مستوى تعزيز مشاريع ذات جدوى في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والفضاء وعدد من القطاعات الحيوية الأخرى.
وأضافت يأتي توقيع مذكرة التفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء التركية، في صميم جهود الإمارات لبناء جسور التعاون من أجل استكشاف الفضاء، حيث تتضمن الاتفاقية، التعاون في مجال أبحاث وتكنولوجيا الفضاء، وإجراء دراسات مشتركة حول الرحلات دون المدارية وأنظمة الأقمار الصناعية، مؤكدة، أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة للتعاون الدولي لتحقيق تطلعاتها الفضائية التي تعزز أثر ونتائج القطاع العلمي من خلال برامج تبادل المعرفة وبناء القدرات البحثية الوطنية، ودعم تطوير وتبني التكنولوجيا في الصناعة.
وتابعت: "كلنا ثقة بأن مثل هذه الشراكات ستحفز النمو الصناعي والتقني والاقتصادي في الدولتين الصديقتين، كما ستساعد جهودنا المشتركة في تعزيز مساهمة المنطقة في استكشاف الفضاء على نطاق أوسع لمنفعة البشرية".