محمد بن زايد وأردوغان.. مباحثات "إيجابية" لدعم سلام واستقرار المنطقة
تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون الاقتصادي بين البلدين ودعم السلام والاستقرار في المنطقة، ملفات "هامة" كانت محور لقاء جمع بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لقاء جاء على هامش زيارة الرئيس التركي إلى دولة الإمارات، والتي وصلها يوم الثلاثاء، واستمرت حتى اليوم الأربعاء، لمناقشة ملفات هامة.
وخلال الزيارة التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون الاقتصادي.
وعن ذلك اللقاء، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": سررت بلقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في أبوظبي، مشيرًا إلى أنه بحث والرئيس التركي تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون الاقتصادي والتنموي بين دولة الإمارات وتركيا إلى الأمام لمصلحة شعبيهما.
وأكد رئيس دولة الإمارات، أهمية البناء على التطورات الإيجابية في المنطقة لدعم السلام والاستقرار والازدهار لما فيه الخير لشعوبها.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس رجب طيب أردوغان -كذلك- مسارات التعاون ومستوى تطوره في مختلف المجالات، في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال العام الجاري 2023 والتي تستهدف تحفيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل في كلا البلدين بما يعود بالخير والمنفعة والازدهار على شعبيهما.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها الجانبان في قصر الوطن في أبوظبي، والتي رحب فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات، معرباً عن ثقته بأن الزيارة تعطي دفعاً قوياً نحو تعزيز آفاق الشراكة بين البلدين.
تعاون استراتيجي
واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس التركي خلال اللقاء، مختلف أوجه التعاون بين البلدين خاصة القطاعات الاستراتيجية منها الاستثمار والتكنولوجيا والتحول الرقمي والفضاء والبنية التحتية والصناعة والطاقة المتجددة وغيرها والفرص الواعدة لتوسيع آفاق هذا التعاون.
وأكد الرئيسان، أن دولة الإمارات وتركيا لديهما توجه استراتيجي لدفع العلاقات الثنائية إلى أقصى آفاق تنموية ممكنة، كما تطرق اللقاء إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "28 cop" الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري وتطلع الإمارات إلى مشاركة تركية فاعلة من أجل نتائج تصب في مصلحة العالم أجمع، خاصة أن هناك تعاوناً بين البلدين في مجال العمل المناخي ولديهما خطط طموحة في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني.
واستعرض الجانبان مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مشددين على أن الحوار والحلول الدبلوماسية هي السبيل للتعامل مع مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة، إضافة إلى الحاجة إلى التعاون الفاعل والعمل المشترك لبناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة بما يعزز الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.
مراسم رسمية
وجرت للرئيس التركي مراسم استقبال رسمية ــ لدى وصول موكبه قصر الوطن في العاصمة أبوظبي ــ حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له، كما اصطفت مجموعة من الأطفال يلوحون بأعلام البلدين مرددين عبارات ترحيبية بضيف البلاد.
واصطحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس رجب طيب أردوغان إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وتركيا.
كما شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي أردوغان إعلان اتفاق مشترك لإنشاء " لجنة استراتيجية عليا " بين البلدين.
وشهد رئيس دولة الإمارات والرئيس التركي تبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة تبلغ 50.7 مليار دولار تستهدف تنويع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتوسيع آفاقها بما يحقق تطلعات البلدين إلى النمو الاقتصادي والازدهار المستدامين.
لقاء سابق
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بحث والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش لقائهما في مدينة إسطنبول، الشهر الماضي، علاقات الصداقة ومسارات التعاون والفرص الواعدة لتوسيع آفاقه في مختلف المجالات التي تعزز التنمية والتقدم في البلدين وتسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي ما حققه البلدان من نمو في مسار علاقاتهما في جميع الجوانب، وفي مقدمتها الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والسياحة وغيرها، وذلك في إطار الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال شهر مارس/آذار 2023.
وأعرب الجانبان في هذا السياق عن ترحيبهما بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، والذي يبعث على التفاؤل بتحقيق مزيدٍ من الازدهار الاقتصادي والاجتماعي المستدامين.
وأكد الجانبان خلال اللقاء حرص دولة الإمارات وتركيا على ترسيخ نموذج للتعاون والشراكة في المنطقة، يقوم على قاعدة التنمية المستدامة ودعم جهود السلام والاستقرار الإقليميين لبناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة وتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام.
وأشارا في هذا الإطار إلى أهمية العمل المشترك والتعاون البنَّاء لإيجاد الحلول المناسبة لمختلف التحديات والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع.