تسعى دولة الإمارات للسلام من خلال سياستها القومية واحترامها للحقوق العربية.
وإيمانها بقِيَمها الإنسانية وبدبلوماسيتها النشطة والناجحة المنطلقة من سلام الشجعان لا سلام الضعفاء، ومن ركائز أساسية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واستناداً إلى المعطيات التي أطلقتها دولة الإمارات في مبادرتها لإنجاز السلام الشامل في المنطقة، والتي لا تحمل جدلاً ولا ريبةً منطلقة من مشاعرها الصادقة، وبدورها آلت على نفسها أن تكون مطمئنة لأي قرار تتخذه حيال مجمل القضايا الإنسانية والأمنية، وما عرفت القيادة الإماراتية أي تردّدٍ أو تهاونٍ في اتخاذها للقرارات الصائبة.
وكثيرة هي المواقف الإنسانية الإماراتية، وعلى مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أسهمت فيها، فكانت سبّاقةً في رأب التصدعات المهيمنة على المنطقة وغايتها ردم الأزمات وإنهاء الاشتباكات، وسبق أن عقدت مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، اجتماعاً برئاسة تشانغ جون، المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، أيّدت خلاله ترشح دولة الإمارات العربية المتحدة لعضوية مجلس الأمن، وذلك قبل عام واحد من تاريخ الانتخابات، وإلى جانب موقف الهند الداعم، أيّدت أكثر من أربعين دولة في المجموعة ترشيح دولة الإمارات خلال الاجتماع، وتعتبر دولة الإمارات المرشح الوحيد للمقعد العربي في مجلس الأمن في الانتخابات التي ستُجرى في شهر يونيو/حزيران للفترة 2022م - 2023م.
ومن حيث المبدأ، فإن جهود الإمارات واسعة في تعزيز مبدأ الشمولية ومكافحة الإرهاب وتشجيع التعددية، ودورها البارز في ضمان السلام والأمن العالمي وتخطيطها للمستقبل يشكّل محورَ استقطاب سائر الدول وشعوب العالم، وكل ما تسعى إليه تعزيز التضامن وبناء الصمود وتشجيع الابتكار وضمان السلام، وتلك الأهداف تؤمن بها الدول الأعضاء في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ.
وتحركت دولة الإمارات في أكثر من بقعةٍ ومكانٍ عربياً ودولياً مستخدمة سياستها الدبلوماسية الناجحة، وتمكّنت بحواراتها مع الجانب الأمريكي من التوصل إلى وقف عملية ضم الضفة الغربية وخلق التهدئة، تمهيداً لاستئناف المفاوضات مع الأطراف المعنية، وهدفها المنشود تحقيق السلام الشامل، بما في ذلك تأكيدها على وقف الاستيطان الإسرائيلي وعدم ضم مساحات من الضفة الغربية، والقدس قبلة المسيحيين والمسلمين، وهذه الانطلاقة السياسية أسهمت في إيقاظ وعي المجتمع الدولي وساعدت على تذكير العالم بالأخطار الجسيمة في حالة انفجار المنطقة، وكان الحضور الإماراتي فاعلاً ومعبراً عن نفسه في شكل مشاريع صحية واجتماعية وإعمار وإنشاءات كبرى في جميع مدن الضفة والقطاع، وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "التاريخ يكتبه الرجال والسلام يصنعه الشجعان"، ذلك الدور البارز الذي قام به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في التوصل لاتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل، تكلل بإعلان الأخيرة وقف خطة ضم أراضٍ فلسطينية.
وبخطى حثيثة ومفاجئة اتجهت منطقة القرن الأفريقي إلى استعادة الأمل في الهدوء والاستقرار بعد سنوات من الأزمات والعداوات الخفية والمعلنة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الإثيوبية مع الصومال وجيبوتي ومصر، وتدشين الحل السياسي في جنوب السودان، وهذه نهاية آمنة لعداء طويل خصوصاً سقوط 100 ألف قتيل بعد مواجهات اندلعت عام 2000م، وفك فتيل الحرب بين أديس أبابا وأسمرة، في الوقت الذي فشلت فيه العديد من المحاولات الأفريقية وحتى الدولية في الوصول إلى حلٍ للنزاع، فالدور الإماراتي تاريخي ومهم في إيقاف المواجهات، وما حدث يأتي في مقدمة الأهمية العالمية على اعتباره أوقف سيلاً بلا نهاية من المواجهات، إنه لمنعطف جذري استراتيجي وعسكري حققته الإمارات بقيادتها الحكيمة، وأنهت بدورها القومي أخطر ساحة حرب كانت قابلة للعودة على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته، نجحت جهود الإمارات بدبلوماسيتها المعهودة في القرن الأفريقي بقطع الطريق أمام دول الفوضى في توظيف الأزمات في القارة الأفريقية، ودعمها لتحقيق التنمية يسهم في تضييق الدائرة على الوجود الإيراني الذي يحاول التمدد في القرن الأفريقي، ويتجه القرن الأفريقي إلى عهد جديد قوامه الأمن والاستقرار، وتلك المواقف المهمة فرصة لطرد الإرهاب وداعميه ومموليه، ولقطع أيادي القوى الإقليمية والتحركات المشبوهة الساعية إلى إرباكه، والعاملة على استغلال موقعه ومقدراته وثرواته لخدمة الأجندات التوسعية، والدفع بها إلى حروب عبثية سواء كانت حروباً أهلية كما حدث في الصومال وجنوب السودان، أو حروباً بينية إضافة إلى تعميق الصراعات الإقليمية.
التحركات الدبلوماسية الإماراتية في المنطقة أعطت لقيمة السلام والحوار والمبادرات الإنسانية معناها الحقيقي، وكانت بمثابة الإعلان عن تدشين مرحلة جديدة قوامها الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة