ما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور وحضارة ورقي لم يكن وليد صدفة، وإنما ثمرة جهد دؤوب على مدار 48 عاماً
ما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور وحضارة ورقي لم يكن وليد صدفة، وإنما ثمرة جهد دؤوب على مدار 48 عاماً، ومسيرة تاريخية مظفرة، بدأها الآباء المؤسسون الأوائل بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين تم الإعلان عن ولادة الاتحاد في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.
منذ تلك اللحظة، لم تتوقف الإمارات عن العمل، دون كلل أو ملل، وتحولت إلى ورشة بناء مفتوحة في مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وكل مناحي الحياة الأخرى كإنشاء الخدمات والبنى التحتية، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تطور ورقي يضاهي أكثر الدول تقدماً في العالم، بل يتفوق عليها في بعض المجالات.
هذا كله ليس صدفة، فما غرسه الآباء يحصده الأبناء جيلاً بعد جيل، ويواصلون السير على نهجه بجد واجتهاد، وفق رؤية ثاقبة وبصيرة متبصرة وآمال بلا حدود.. لا سقف لتطلعاتها ولا حدود لطموحاتها حتى باتت تعانق السماء.
نجحت الإمارات، خلال فترة قياسية، فيما فشل فيه الكثيرون، ذلك أن حلم الاتحاد والوحدة كان يداعب مخيلة الشعوب العربية في الخليج وسائر البلاد العربية، باعتباره ليس مصدر القوة فقط، وإنما لكونه مفتاح التطور والتقدم والازدهار للأمة ووضع أقدامها في مصاف الدول المتقدمة. وقد شهدت البلاد العربية عدداً من النماذج الوحدوية، التي لم يقدر لها النجاح، كالوحدة المصرية السورية، والاتحاد الرباعي العربي الذي ضم مصر وسوريا وليبيا والسودان، والاتحاد المغاربي العربي.. وغيرها، لكنها أخفقت لأسباب كثيرة ومختلفة ليس مجالها الآن. حتى الجامعة العربية التي أنشئت في عام 1945، كمظلة عربية جامعة، حملت في ثناياها مشروعاً للوحدة، لكنها أخفقت حتى الآن في ترجمة هذا المشروع وإخراجه إلى النور، بما في ذلك مشروع التكامل الاقتصادي العربي، الذي أريد له أن يكون مدخلاً لبناء هذه الوحدة على غرار ما فعل الاتحاد الأوروبي.
الحالة الوحيدة التي نجحت، من بين كل هذه المحاولات، هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا النجاح لم يكن مصادفة، فعندما تؤمن القيادة بشعبها وعندما يثق الشعب بقيادته، وتستطيع هذه القيادة أن تحقق العدالة والمساواة للجميع، وأن تبني دولة القانون وتحقق الأمن والأمان، تستطيع أن تصنع المعجزات، ولقد صنعت المعجزة بالفعل، فمن يعرف الإمارات قبل نحو 50 عاماً يدرك حجم النقلة النوعية الهائلة التي تشهدها البلاد اليوم.
أتذكر يوماً كنت مسافراً على متن الطائرة، وكان يجلس بجواري مواطن إماراتي كبير في السن؛ حيث دار بيننا حديث قال لي خلاله: «لقد كنا نسير من دبي حتى العين.. ولم نكن نجد عوداً يابساً ننكش به أسناننا»، أما اليوم فها هي الإمارات قد تحولت إلى واحة خضراء بفضل جهود أبنائها، بل إلى منتجع ووجهة سياحية واقتصادية تستقطب أنظار العالم، ويأتيها الزوار ورجال الأعمال والباحثون عن عمل من كل مكان.
هذا كله ليس صدفة، فما غرسه الآباء يحصده الأبناء جيلاً بعد جيل، ويواصلون السير على نهجه بجد واجتهاد، وفق رؤية ثاقبة وبصيرة متبصرة وآمال بلا حدود.. لا سقف لتطلعاتها ولا حدود لطموحاتها حتى باتت تعانق السماء.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة