الإمارات وأمريكا.. شراكة استراتيجية تعزز التعاون في الفضاء
تواصل دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية تعزيز علاقاتهما التي تمتد لأكثر من نصف قرن، من خلال توسيع شراكتهما في مجالات التكنولوجيا والفضاء.
هذه العلاقة الوثيقة لا تقتصر على المجالات التقليدية فقط، بل تتطور لتشمل قطاعات حديثة كالذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والمناخ، بالإضافة إلى الفضاء، وهو ما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين نحو مستقبل أكثر إشراقا.
وأكد يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومارتينا سترونغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة الإمارات أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، للعاصمة الأمريكية واشنطن، الإثنين، ويلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض تسلط الضوء على مسيرة 50 عاماً من الشراكات بين البلدين أسهمت في تحقيق الازدهار والأمن والتقدم العلمي.
وقال سفير الإمارات في واشنطن وسفيرة الولايات المتحدة لدى الإمارات في مقال مشترك تحت عنوان الشراكة الإماراتية – الأمريكية.. التزام دائم بمسار التقدم والابتكار"، إنّه في عام 1974، قام وفد من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يضم عدداً من رواد الفضاء والعلماء بزيارة إلى العاصمة أبوظبي قدّم خلالها شرحاً وافياً حول مهمات برنامج "أبولو" للوصول إلى سطح القمر، أمام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي تلك الفترة لم يكن أحد يتخيل أن دولة الإمارات ستصبح شريكاً رئيساً في برنامج "أرتميس" الذي تقوده "ناسا"، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر، حيث تسهم الإمارات بدور فاعل في هذا البرنامج من خلال دعم مشروع محطة الفضاء القمرية "Gateway"، الذي سيصبح أول محطة فضاء في مدار القمر.
اللقاء المرتقب بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأمريكي جو بايدن، يركز على تعزيز الشراكة في هذه المجالات الحيوية.
تلك القضايا غير التقليدية، التي تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء، تأتي في سياق سعي الإمارات للعب دور قيادي عالمي في تلك القطاعات، وهو ما يعزز مكانتها كوجهة مبتكرة للشركات الكبرى الباحثة عن بيئة عمل متقدمة.
الذكاء الاصطناعي
الإمارات تضع نصب أعينها هدفاً طموحاً بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات وتحليل البيانات بحلول عام 2031، كجزء من استراتيجيتها الطموحة للإعداد لمئوية الإمارات 2071.
كما تحرز دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في استغلال الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والنقل والأمن، مما يعزز ازدهار أسواق جديدة قائمة على التكنولوجيا المتقدمة والاستعداد لعصر ما بعد النفط.
تعاون في الفضاء
وفي مجال الفضاء، يعد التعاون الإماراتي الأمريكي نموذجاً للشراكات العلمية الناجحة. فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع عدة اتفاقيات بارزة، مثل انضمام الإمارات إلى اتفاقية "آرتميس" التي تستهدف تطوير بيئة آمنة وشفافة لاستكشاف الفضاء.
كما تعززت الشراكة بين البلدين في مشاريع كبرى مثل استكشاف المريخ وحزام الكويكبات، حيث تستعد الإمارات لإطلاق مهمة فضائية تستهدف دراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، في إطار مشروع يمتد على مدى 13 عاماً.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى التعاون الإماراتي الأمريكي في الفضاء إلى تعزيز القدرات التكنولوجية وتطوير البنية التحتية للقطاع الفضائي في الإمارات، وذلك من خلال شراكات مع مؤسسات بحثية وجامعات أمريكية مثل "أريزونا" و"كولورادو بولدر".
وتواصل الإمارات توسعها في هذا المجال من خلال مشاريع طموحة أخرى، مثل انضمامها لمشروع "المحطة الفضائية القمرية"، الذي يعد خطوة مهمة نحو إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى القمر.
تغير المناخ
على صعيد آخر، يشهد التعاون بين البلدين زخماً إضافياً في مواجهة تحديات تغير المناخ. فقد وقّعت الإمارات والولايات المتحدة إلى جانب 20 وكالة فضائية أخرى على تعهد لدعم أجندة المناخ العالمية، بهدف تسريع الأبحاث المناخية وتحقيق الالتزامات التي أُقرت في اتفاق باريس 2015.
هذا التعاون الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة، سواء في مجالات الفضاء أو التكنولوجيا، يعكس التزام البلدين بمواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات، ووضع أسس جديدة لشراكة أكثر قوة وتنوعاً، قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، وخلق فرص جديدة للتنمية والازدهار المشترك.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز