مستشار سابق لترامب لـ«العين الإخبارية»: زيارة طحنون بن زايد لأمريكا نقطة تحول

في زيارة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولتي الإمارات وأمريكا، حلّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، ضيفا استثنائيا على الولايات المتحدة.
زيارة، حظيت باهتمام واسع داخل الأوساط السياسية الأمريكية، وهو ما عكسته طريقة استقبال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في البيت الأبيض، والتكريم الذي حظي به.
استقبال لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل جاء ليؤكد مكانة دولة الإمارات كلاعب رئيسي في الملفات الإقليمية والدولية، وسط تحولات كبرى تشهدها الساحة العالمية، كما يقول وليد فارس مستشار السياسة الخارجية السابق للرئيس دونالد ترامب وأستاذ العلوم السياسية، في مقابلة مع «العين الإخبارية».
وأكد المستشار السابق لترامب أن دولة الإمارات باتت أكثر من مجرد حليف لأمريكا، لتصل مرتبة «الشريك في صياغة الاستراتيجيات»، وتصبح صوتا عربيا مؤثرا في دوائر صنع القرار الأمريكي، ما يجعل لهذه الزيارة نتائج أبعد من اللحظة السياسية الراهنة.
وإلى نص المقابلة:
ما أهمية زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى أمريكا؟
توطد الزيارة العلاقات التاريخية الاستراتيجية التي كانت دائما موجودة بين البلدين، لكنها أصبحت أكثر فعالية في رئاسة دونالد ترامب الأولى.
هذه الزيارة التي شهدت توقيع اتفاقيات ضخمة، ترسخ الثقة المتبادلة بين البلدين، مما سينعكس بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب.
تأتي مكانة دولة الإمارات بالنسبة لأمريكا، في أعلى المراتب من العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعالم العربي.
يأتي ذلك فيما دولة الإمارات معروفة في أمريكا بأنها محطة تغيير، أولا فيما يتعلق بالمستقبل، فدولة الإمارات تعتبر بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من شريك، إنها حليف بالعمق، ضد التطرف، والإرهاب
وتنظر أمريكا إلى دولة الإمارات على أنها بلد سريعة جدا باتجاه التحديث، لأن موقعها وتركيبتها تسمح لها بذلك، فضلا عن سعي قيادتها دوما إلى التطلع للمستقبل.
كيف تابعت مراسم استقبال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في أمريكا وأية دلالات تحملها؟
لم تكن هناك سابقة في أن تكون الإدارة الأمريكية (الرئيس، نائب الرئيس، معظم الوزراء) على رأس الوفد الأمريكي لاستقبال مستشار الأمن القومي، ما يعني أن هذه الزيارة أعطيت لها أهمية كبيرة، لعِظم نتائجها، وما يمكن أن تؤدي إليه.
هذا ما بدا واضحا في حجم الزيارات التي أعطيت للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في أمريكا، فحتى زيارته الحالية إلى البيت الأبيض تُعد أمرا ليس بالمعهود، مما يؤكد مدى الأهمية القصوى التي توليها القيادة الأمريكية له وبالتالي إلى دولة الإمارات كونه يمثلها.
خلاصة القول: سيكون لأمريكا عهد جديد مع دولة الإمارات ودول التحالف العربي، أقوى مما كان عليه في إدارة ترامب الأولى، وهذه الزيارة، سيكون لها نتائج كبيرة في السنوات المقبلة.
ما انعكاسات الشراكة بين أمريكا ودولة الإمارات على البلدين؟
العلاقات بين الدول لا تُبنى فقط على الاتفاقيات المشتركة، وهو ما تجسد في علاقة الإمارات وأمريكا، فهناك ثقة أعمق من ذلك، لأن المشروع الإماراتي في المنطقة والعالمين العربي والإسلامي، هو مشروع كبير في حجمه، عميق في وصوله إلى الجاليات والمجتمعات المدنية في المنطقة.
ليس هذا فحسب، بل إن الاتفاقيات التي وقعتها الدولتان سيكون لها وقع هائل جدا على علاقاتهما، في تأثير سيمتد إلى ما بعد فترة رئاسة ترامب، والذي يتم التأسيس له الآن.
كيف تابع الإعلام الأمريكي الزيارة؟
طريقة استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء حكومته للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بحد ذاتها، قد أثرت على الإعلام هنا، مما أثار تساؤلات حول سر الاستقبال الكبير الذي أعطي لرؤساء الدول التقليدية: بريطانيا، فرنسا، وغيرها..
إلا أن الإجابة كانت بسيطة جدا، وهي أن إدارة ترامب تقيم أصدقاءها وشركاءها بمقياس جديد وهو الفعالية والإخلاص والشراكة الفعلية على الأرض.
إن دولة الإمارات عبر رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد ساهمت في حلحلة بعض الأمور في أفريقيا، إضافة إلى حنكتها في التعامل مع ملف الإرهاب.
أمريكا تنظر للإمارات على أنها حليف قوي واستراتيجي في المنطقة.. ما انعكاسات هذه النظرة على ملفات المنطقة الملتهبة؟
ملفات المنطقة كثيرة ومنها صعبة جدا، من حرب غزة مرورًا بتطورات الأزمة السورية إلى ما يجري في سوريا والبحر الأحمر، ما يعني أن تلك الملفات تحتاج أمريكا فيها إلى دور عربي أولا واستشارة إماراتية ثانيًا.
وبالثقل الاقتصادي الذي وضعته استثمارات دولة الإمارات في الولايات المتحدة، يجعلها قادرة على أن تؤثر على مسار السلام في المنطقة.
غزة.. كيف يمكن أن تساهم زيارة الشيخ طحنون في توضيح وجهة النظر العربية الرافضة للتهجير؟
كان هناك تأكيد من دولة الإمارات، وهو ما أوصله الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى الإدارة الأمريكية، أن طرح إخلاء غزة من سكانها، أمر يجب أن يستبدل بسياسة أخرى.
سياسة ستلعب دولة الإمارات دورًا كبيرا فيها، كونها قادرة على ممارسة دور مميز؛ لأنها عضو مؤسس لاتفاقيات إبراهيم، مما يجعلها قادرة على التحاور مع إسرائيل.
ليس هذا فحسب، بل إن موقعها في العالم العربي وتحالفها مع مصر والسعودية الدائم والقوي، وعلاقتها المميزة مع الولايات المتحدة، يجعلها مؤهلة لهذا الدور.. لذا يجب نقل حالة التفاوض حول موضوع غزة وحل أزمة الرهائن إلى التحالف العربي ككل، حيث تلعب الإمارات دورا كبيرا.
هل يمكن تكرار تجربة الوساطة الإماراتية بأوكرانيا في غزة؟
إن دولة الإمارات تتمتع بثقل كبير في المنطقة، فهي الدولة الأولى التي افتتحت اتفاقيات إبراهيم، ما يعني أن لديها القدرة والرصيد لدى الإدارة الأمريكية.
نحن نذكر في العام 2020 قبل توقيع اتفاقيات إبراهيم.. أنه كان هناك مشروع إسرائيلي لبناء مستوطنات على نهر الأردن، فقالت دولة الإمارات لتل أبيب: نحن نريد تجميد هذا الموضوع لأنه قد يؤثر على المفاوضات، وهو ما انصاعت إليه إسرائيل.
ومن هذا المنطلق، فإن زيارة الشيخ طحنون في حد ذاتها حدث كبير، أثر بشكل مباشر على الولايات المتحدة، وإداراتها، وبشكل غير مباشر على إسرائيل. وأعتقد أن الدول العربية قد أدركت أهمية دولة الإمارات، وستعطي لها القدرة لأن تمثل هذه الكتلة العربية في إنجازات حقيقية، حتى أكثر من موضوع غزة.
أتوقع أن يكون للإمارات دور أكبر من موضوع غزة سيمتد إلى حل المسألة الفلسطينية ككل، عبر إدارة عملية المفاوضات الأعلى المستقبلية.
إعلان الإمارات شريكا دفاعيا لأمريكا.. كيف سينعكس على العلاقات العسكرية بين البلدين؟
الشراكة الخاصة بين أمريكا ودولة الإمارات في 2017، أسست لكل ما أتى بعد ذلك؛ فالعلاقة المميزة بين البلدين، باتت الآن من أساسيات الأمن القومي الأمريكي.
لكنها في هذا العهد الجديد (إدارة ترامب الثانية) ستترجم بإنجازات على الأرض، فهناك شراكة أمنية استخباراتية بين البلدين باتت أكثر عمقا، وهناك شراكة دفاعية ستكبر جدا، فضلا عن أن أنواع الأسلحة الأمريكية التي ستذهب لدولة الإمارات ستكون شيئا لم يُر له مثيل في الماضي، إضافة إلى أن التدريبات المشتركة بين البلدين ستتسع.
دولة الإمارات باتت جزءا مما يسمى بـ«الحلفاء الأنجلوساكسون»، والذين لديهم مستوى من التعاون أكثر مما هو متواجد بين حلفاء الناتو.
aXA6IDE4LjExOS4xMS4yMDYg جزيرة ام اند امز