الإمارات في اليمن.. جسر إنساني متصل لـ4 عقود
يعد الدعم الإماراتي السخي لليمن، المتواصل لنحو 4 عقود، دعامة أساسية لاستقراره وتلبية احتياجات شعبه.
هذا الدعم، وضع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وطيب ثراه، أسسه الإنسانية والعروبية، وعلى ذات النهج واصلت قيادة الإمارات الحالية خطاها في دعم اليمن.
بات الدعم الإماراتي السخي، ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في كل الأزمات والشدائد، مثالا يحتذى، حيث قدمت القيادة الإماراتية نموذجا منقطع النظير في نصرة اليمنيين، سلما وحربا وتنمية ودعما إنسانيا.
ووصل رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، في وقت سابق الجمعة، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، إلى الإمارات في زيارة رسمية.
وخلال الزيارة بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع رئيس الوزراء اليمني، العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك.وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على مواصلة دعمها ومساندتها كل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، ويسهم في ترسيخ أمن اليمن واستقراره، مجددا التزام دولة الإمارات بالوقوف بجانب الشعب اليمني ودعم طموحاته إلى التنمية والأمن والسلام.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء اليمني بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة ودعمها لليمن وشعبه على مختلف الصعد التنموية والإنسانية، مشيداً بدور الإمارات في تأهيل وتأسيس المرافق الحيوية وتطوير البنى التحتية في اليمن.
وأشاد أيضا بجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ودوره المحوري في نصرة الشعب اليمني على مختلف المستويات.
ومنذ عودة قواتها من اليمن عملت الإمارات على دعم الجهود الأممية لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى سلام برعاية الأمم المتحدة ولا زالت تدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن للوصول إلى سلام دائم.
سد مأرب
لن ينسى اليمنيون مكرمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الخالدة في إعادة بناء سد مأرب الشهير الذي يعد أهم معلم من تاريخ وحضارة دولة سبأ وأمجادها، وحضوره عام 1986، إلى مأرب لافتتاح السد بنسخته الحديثه ليبقى شاهدا على عظمة هذا الزعيم العربي ومساندته لليمنيين.
وليست مصادفة أن تشارك القوات الإماراتية عام 2015 اليمنيين معركة تحرير مأرب من سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران لأن الدور الإماراتي إلى جانب اليمن شعبا وحكومات كان ولا يزال يمثل أولوية لدى قيادة دولة الإمارات.
وخلال مؤتمرات المانحين التي نظمت لدعم اقتصاد اليمن كانت الإمارات صاحبة فضل كبير في إنجاح هذه المؤتمرات، وتقديم الدعم المالي الكبير لليمن إلى جانب السعودية.
ولم يتأخر الدعم الإماراتي عن اليمن حين هاجمت فوضى تنظيم الإخوان الإرهابي كل محافظات البلاد، ودخل الاقتصاد اليمني والوضع المعيشي لليمنيين مأزقا خطيرا، فقد قدمت حينها الإمارات ربع مليار دولار لكي يبقى الاقتصاد اليمني متماسكا.
سياسيا، كان للإمارات دورا محوريا في إخراج اليمن من مأزق فوضى الإخوان من خلال المبادرة الخليجية التي توجت بتشكيل حكومة وطنية من المعارضه والحزب الحاكم حينها المؤتمر الشعبي العام.
وبعد أن كان اليمنيون قد تجاوزوا متاريس الحرب والفوضى عادت جحافل مليشيات الحوثي لتنقلب على الحكومة الشرعية التي أنتجتها المبادرة الخليجية، وأعلنت الحرب واجتاحت محافظات البلاد، مدشنة حربا دموية وتدميريه ضد اليمنيين.
وحينها قادت السعودية تحالفا عربيا لمواجهة الانقلاب وتحرير اليمن من سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وكانت الإمارات شريكا أساسيا للرياض في التحالف العربي في معركة قومية ضد أطماع تقف وراءها إيران تستهدف اليمن والمنطقة.
مساندة على كل المستويات
وإلى جانب الدور العسكري كان للإمارات دور كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والمالية والتنموية والوقود، وبناء مشاريع متعددة لإعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة التابعة للحكومة الشرعية.
وكثفت الإمارات دعمها للحكومة الشرعية منذ بداية عمليات التحالف ضد الانقلابيين، سواء كان هذا الدعم عبر الأمم المتحدة وأذرعها الإنسانية أو الدعم المباشر عبر الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية.
وتشمل المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن 15 قطاعا رئيسيا مثل قطاعات النقل والتخزين، وتوليد الطاقة وإمدادها، والخدمات الاجتماعية، والقطاع الصحي، وقطاع التعليم والقطاع السمكي ودعم الحكومة والمجتمع المدني.
وتضمنت المساعدات الإماراتية كل مظاهر الحياة في اليمن بهدف المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في المحافظات والمناطق اليمنية.
الأولى عالميا بدعم اليمن
أعلنت الأمم المتحدة دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات إلى الشعب اليمني لعام 2019 وفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عن البلدان الممولة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن منذ بداية 2019 حتى 23 سبتمبر/أيلول 2019.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم بنت إبراهيم الهاشمي، إن دولة الإمارات قدمت لليمن منذ عام 2015، مساعدات تجاوزت 6 مليارات دولار أمريكي.
وأكدت في تصريحات سابقه من العام الجاري أنه تم التركيز بشكل رئيسي على دعم الوضع الإنساني، بالإضافة إلى تقديم الخدمات العامة لضمان استمرارية التعليم في المدارس والبرامج الطبية والخدمات الحيوية كالطاقة والنقل.
وتعد دولة الإمارات واحدة من أكبر المساهمين الدوليين في دعم اليمن لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)".
كما عملت الإمارات على إنعاش قطاع الصيد التقليدي الذي يوفر فرص عمل لآلاف الصيادين في المناطق الساحلية من خلال إنشاء مراكز الإنزال السمكي على طول الشريط الساحلي من المخا إلى الحديدة.
كما تسهم الإمارات بشكل فعال في تطبيع الحياه العامة في المناطق المحررة وتوحيد الجبهة الداخلية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية من خلالها دعمها اللامحدود لتطبيق اتفاق الرياض وإنهاء أي صراعات جانبية من شأنها التأثير على الاستقرار في المناطق المحررة.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز