"فيلق أفغاني" في أوكرانيا؟.. وضع الملح على جرح مفتوح
اقترح دبلوماسي أمريكي سابق تشكيل “فيلق” من قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية السابقة، للقتال في أوكرانيا.
وهؤلاء المقاتلون المحتملون، ينتمون إلى الحكومة الأفغانية السابقة، وجرى إجلاؤهم من أفغانستان بعد سقوطها في أيدي حركة طالبان في منتصف أغسطس/آب الماضي.
وطالب فيليب إس كوسنيت، الدبلوماسي السابق والعضو البارز في مركز تحليل السياسة الأوروبية (CEPA)، والذي خدم أيضًا في أفغانستان والعراق، بأن "يقوم الجيش الأمريكي بإنشاء وحدة من قوات الأمن الأفغانية التي تم إجلاؤها”.
وأضاف كوسنيت: "مع حرب أوكرانيا، يشعر الجيش الأمريكي بضغط إرسال قوات على غرار الحرب الباردة"، مضيفا أن نشر الأفغان هو “حل” للمشكلة.
بدوره، قال مسؤول أمني سابق بالحكومة الأفغانية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، للنسخة الفارسية من موقع هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي”، “إن معظم قوات الأمن الأفغانية التي انتقلت إلى الولايات المتحدة ودول أخرى بعد 15 أغسطس/آب من العام الماضي سأمت الحرب وعادت إلى الحياة المدنية مع عائلاتها”.
تدريب عالٍ
كما قال داود ناجي، أحد كبار مستشاري مجلس الأمن القومي التابع للحكومة الأفغانية السابقة، إن ما يسمى قوات الأمن “الخاصة” مدربة تدريباً عالياً وذات خبرة في القتال، وجرى تدريب قادتهم أيضًا على المهارات العملياتية والأسلحة والقيادة في مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ويمكنهم القتال في أي نظام قتالي تابع للحلف”.
لكنه شدد على أن الاستخدام المحتمل لهذه القوات للحرب في أوكرانيا، هو في الواقع نوع من الاستخدام “القسري” لمهاراتهم.
وفي العام الماضي، أفادت وسائل إعلام بريطانية عن خطة لاستخدام القوات الأفغانية الخاصة التي تم إجلاء جزء من عناصرها، إلى بريطانيا للقيام بعمليات في الخارج.
وهناك عدد كبير من القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني السابق في أفغانستان.
وبحسب مصدر أمني، لم يتمكن نحو 20 ألف شخص من مغادرة البلاد في إطار عمليات الإجلاء الصيف الماضي، ولا يزالون يعيشون سراً في أفغانستان أو انتقلوا إلى دول مجاورة ويعيشون حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ويحتاجون لأي وسيلة للمساعدة في إنقاذهم وعائلاتهم.
وأعربت جماعات حقوق الإنسان مرارًا عن قلقها إزاء عمليات القتل الانتقامية التي ارتكبتها حركة طالبان لقوات الأمن السابقة.
وانهار الجيش والشرطة الأفغانية، بعد سقوط الحكومة وسقوط معداتها العسكرية في أيدي قوات طالبان، في مفاجأة مدوية للمراقبين حول العالم.
وأعلنت وزارة دفاع طالبان في وقت سابق، أنها بصدد تشكيل “جيش إسلامي” يبلغ قوامه حوالي 100 ألف جندي، سيوظف أيضًا عددًا من جنود الجيش السابق ذوي المهارات الفنية.
ومعظم القوات الأفغانية التي تم إجلاؤها إلى الولايات المتحدة هي “قوات خاصة” بالجيش، دربتها وكالة المخابرات المركزية (CIA)، بالتنسيق مع الأمن القومي لأفغانستان، لكنها كانت تنفذ عمليات بشكل مستقل.
وتدربت القوات الخاصة التابعة للشرطة الأفغانية على أيدي القوات البريطانية والنرويجية، وشاركت بشكل متكرر في عمليات مكافحة الإرهاب في المدن، وتراوحت أعدادها بين “800 إلى 1200″، وفق المصدر الأمني.
وقام الجنود العاديون والمشاة، الذين يشكلون الجزء الأكبر من الجيش الأفغاني وقوات الشرطة، بتسليم أسلحتهم وترك ساحة القتال، بينما تقدمت طالبان بسرعة في البلاد، بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية والأمريكية من أفغانستان، منتصف أغسطس/آب الماضي.
"الفيلق الأفغاني"
فيليب إس كوسنيت قال في الاقتراح المثير للجدل: "مثل وحدات الجوركا النيبالية التي قدمت خدمة طويلة للجيش البريطاني منذ عام 1815، اقترح أن تتخذ الولايات المتحدة نفس مبادرة البريطانيين وتكون فيلقًا أفغانيًا في الجيش الأمريكي".
وعندما حصلت الهند على استقلالها عن بريطانيا، نصت اتفاقية الاستقلال عام 1947، على السماح لكل من بريطانيا والهند بتجنيد “الجوركا” في جيشيهما، مع أن نظام التجنيد في المملكة المتحدة كان في طريقه إلى الإلغاء.
وذكر الدبلوماسي الأمريكي أنه بسبب الإخلاء الفوضوي في مطار كابول، فإن العديد من الأشخاص الذين لم يكونوا مرتبطين بشكل خاص بالولايات المتحدة ولكنهم كانوا محظوظين بما يكفي لركوب الطائرة والوصول إلى واشنطن.
وأضاف: “لقد قابلت عددًا من الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بينهم أشخاص يحملون شهادات جامعية على دراية بعدة لغات ومهارات وظيفية، وأشخاصًا لا يعرفون اللغة الإنجليزية، وليس لديهم تعليم ولا مهارات أخرى، سيكون من الصعب دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع المضيف”.
وأضاف أن عددًا كبيرًا من قوات الأمن الأفغانية السابقة الذين تم نقلهم إلى الولايات المتحدة في حالة من الفوضى وقد يكونون مهتمين بالتجنيد في الجيش الأمريكي، وبالنسبة لهذه الفئة، يمكن تقديم الامتيازات، على سبيل المثال، بدلاً من الانتظار خمس سنوات للحصول على الجنسية الأمريكية تخفيض هذه الفترة إلى عام واحد".
وأشار إلى أن “ما يعرفه الأفغان جيداً هو الحرب. العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى الولايات المتحدة لديهم خبرة عسكرية وشبه عسكرية وخاصة في مكافحة الإرهاب، أو عملوا كمترجمين مع الولايات المتحدة أو القوات الأجنبية الأخرى”.
غياب الرغبة
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني آخر للموقع البريطاني إنه على اتصال بعدد من القادة الذين تم إجلاؤهم إلى دول غربية.
وبحسب قوله “فإن قوات الجيش الأفغاني السابق لا تملك روح المشاركة في حرب أخرى".
وقال داود ناجي إن الجيش لم يكن قادرًا على محاربة طالبان في الأيام الأخيرة كما كان متوقعًا"، مضيفاً “عندما غادرت القوات إلى الولايات المتحدة، فقدت الخدمات اللوجستية والاستطلاع وتصميم العمليات والدعم الفني”.
وبين أن "جندي الجيش الأفغاني، مثله مثل نظيره الأمريكي، وأعتقد أن الدعم الجوي سيصل خلال 15 دقيقة قبل تقدم طالبان نحو كابول"، لافتاً إلى أن بعض المحللين العسكريين يرون أن القوات الأفغانية قاتلت بشكل جيد إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وليس وحدها".
وقاتلت القوات الخاصة بشدة ضد طالبان في قندهار وهلمند، وظلت مع القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في مطار كابول حتى الأيام الأخيرة من عملية الإجلاء.
ومنذ عام 2001، قامت وكالة المخابرات المركزية بتجنيد وتجهيز وتدريب ونشر القوات شبه العسكرية الأفغانية في أفغانستان بالتوازي مع القاعدة وطالبان وداعش.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز