الاتحاد الأوروبي يستعد لاستقبال خليفة بلاتيني
الأنظار تتجه، الأربعاء، نحو الجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي، التي ستنتخب رئيسا جديدا له خلفا لميشيل بلاتيني.. فمن الأقرب للمنصب؟
تتجه الأنظار، الأربعاء، نحو العاصمة اليونانية أثينا، التي تحتضن الجمعية العمومية الاستثنائية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي ستنتخب رئيسا جديدا له خلفا للفرنسي الموقوف ميشيل بلاتيني.
وانحصرت المنافسة على رئاسة الاتحاد القاري بين الهولندي ميكايل فان براج، والسلوفيني الكسندر سيفيرين، بعدما قرر رئيس الاتحاد الاسباني انخل ماريا فيار الانسحاب من السباق لأن "العديد من المسؤولين في كرة القدم الإسبانية ألحوا عليّ لمواصلة العمل في الاتحاد الإسباني الذي كرست القسم الأكبر من حياتي لقيادته".
وسيكون بلاتيني حاضرا في الجمعية العمومية بعدما منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الضوء الاخضر الاثنين.
وقال الاتحاد الأوروبي الذي ترأسه بلاتيني منذ 2007 قبل ان يتم ايقافه في اكتوبر الماضي بسبب دفعة غير مشروعة بقيمة مليوني دولار حصل عليها عام 2011 عن عمل استشاري قدمه قبل 9 سنوات للسويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك والموقوف هو ايضا في العملية نفسها، في بيان إن لجنة الاخلاقيات في فيفا أعلمته "إنها سمحت لبلاتيني بمخاطبة الجمعية العمومية الاستثنائية الثانية عشرة في اثينا يوم 14 سبتمبر".
واشار البيان الى ان "الاتحاد الاوروبي تقدم مؤخرا بطلب للسماح بحضور السيد بلاتيني ونحن نرحب بهذا القرار (قرار فيفا)".
وسبق لمصدر مقرب من بلاتيني ان كشف الاسبوع الماضي أن الاخير سيلبي دعوة حضور الجمعية العمومية للاتحاد الاوروبي المقررة الاربعاء في اثينا من اجل انتخاب خلف له في رئاسة الاتحاد القاري.
لكن قرار فيفا لم يرق لرئيس الاتحاد الالماني راينهاد جريندل، الذي عارض طلب الاتحاد الأوروبي في حديث لوكالة "دي بي إيه" الالمانية، قائلا: "على الجمعية العمومية ان تعرض برنامج الرئيس الجديد وليس اخطاء سلفه. كنت افضل عدم حضور بلاتيني. على هذه الجمعية العمومية التركيز على المستقبل وليس على الماضي".
وكان بلاتيني أعلن استقالته من رئاسة الاتحاد القاري في 9 مايو الماضي بعد قرار محكمة التحكيم الرياضي بعدم الغاء عقوبة إيقافه بل تخفيضها من 6 إلى 4 أعوام، لكنه أكد لاحقا أنه يريد "التقدم بهذه الاستقالة في اثينا الى الأعضاء الـ55 الذين يشكلون الاتحاد الأوروبي".
وأوقف بلاتيني 8 سنوات في بادئ الأمر ثم قلصت العقوبة الى 6 اعوام من قبل لجنة الاستئناف في الاتحاد الدولي، ثم 4 اعوام عن طريق محكمة التحكيم الرياضية.
ويملك كل اتحاد من الاتحادات الوطنية الـ55 المنضوية تحت راية الاتحاد الأوروبي صوتا واحدا في الانتخابات التي ستمنح رئيسي الاتحادين الهولندي فان براج (68 عاما) الذي كان مرشحا لرئاسة فيفا عام 2015 قبل ان ينسحب، والسلوفيني سيفيرين (48 عاما) رئاسة الاتحاد القاري لمدة عامين ونصف العام فقط اي المدة التي كانت متبقية من ولاية بلاتيني.
ومن المؤكد أن فان براج يعول على واقع أنه شخصية معروفة في القارة العجوز كونه كان رئيسا لنادي اياكس امستردام كما انه كان من المعارضين بشدة لطريقة ادارة بلاتر لفيفا، لكن يؤخذ عليه انه من شخصيات "النظام" القديم لأنه عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي منذ 2009.
وضمن فان براج حصوله على صوتي اتحادي انجلترا وبلجيكا اللذين كشفا مؤخرا أنهما سيصوتان للمرشح الهولندي.
وبدوره، يحظى رجل القانون سيفيرين (48 عاما) الذي وصل الى رئاسة الاتحاد السلوفيني عام 2011، علنا بدعم الاتحادين الفرنسي والبرتغالي.
ومن المهام الشاقة التي تنتظر الرئيس الجديد كيفية التعامل مع الجدل الذي تسببت به التعديلات على مسابقة دوري ابطال اوروبا والتي أعلن عنها الاتحاد القاري في 26 اغسطس الماضي، اذ كشف أنه سيخصص اعتبارا من عام 2018 حتى 2021 اربعة مقاعد في دور المجموعات لكل من اسبانيا وانجلترا وايطاليا والمانيا بسبب مستوى انديتها.
ويحاول الاتحاد الاوروبي الذي تسلم رئاسته بالوكالة اليوناني ثيودور ثيودوريديس منذ ايقاف بلاتيني، اقفال الباب امام رغبة بعض الاندية الكبرى بإنشاء دوري السوبر المخصص حصرا لها، لكن مسألة منح كل اسبانيا وانجلترا وايطاليا والمانيا 4 مقاعد في دور المجموعات اعتبارا من 2018 لم ترق بتاتا للرابطة الأوروبية لدوريات المحترفين التي رأت أن هذا القرار سيعمق الفجوة الرياضية والمالية على حد سواء بين الاندية.
وهددت الرابطة حتى بتنظيم مباريات بنفس الوقت الذي تقام فيه مباريات المسابقتين الأوروبيتين (دوري الابطال ويوروباليج)، وهو الأمر الذي يمنعه الاتحاد الاوروبي، مؤكدة أنها ستحض الرئيس الجديد للاتحاد القاري على عدم السير في هذا التعديل.
ومن المؤكد أن سيفيرين ليس الشخص المناسب بالنسبة للرابطة لأنه سبق له أن أكد في حديث لصحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية انه "لا يمكنني تغيير الامر (التعديل في المسابقة) في حال انتخابي"، معربا عن اسفه حيال "الاندية الصغيرة، مثل الاندية السلوفينية، لان هذا الامر لا يصب في مصلحتها".
والتعديل الجديد لا يمس بالأندية الصغيرة مثل الأندية السلوفينية وحسب بل يضر بمصلحة الفرنسيين بحسب ما اكد رئيس رابطة دوري الدرجة الاولى برنارد كايازو الذي قال: "بإمكاننا ان نشعر بالاسى حيال الكرة الفرنسية.. إنها فضيحة حقيقية بالشكل والمضمون. انها كارثة".