بريطانيا تتطلع لعلاقات تجارية مع اقتصادات أفريقيا الأسرع نموا
جونسون يعد بأن تصبح المملكة المتحدة "دولة للتجارة الحرة على مستوى العالم" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا لمرحلة ما بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي قال رئيس الوزراء بوريس جونسون: "إن بلاده مؤهلة لتكون شريكا تجاريا مثاليا لأفريقيا".
وقالت وكالة الأسوشيتد برس إن بريطانيا تواجه تحديات صعبة في سعيها لترسيخ أقدامها في قارة تضم عددا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم التي من المقرر أن يتضاعف عدد سكانها البالغ 1.2 مليار نسمة بحلول عام 2050.
وأشارت الوكالة إلى أن عددا محدودا من رؤساء وقادة حكومات الدول الأفريقية شاركوا في قمة الاستثمار بين المملكة المتحدة وأفريقيا مقارنة بحضور العشرات القمة الروسية الأفريقية الأولى العام الماضي أو المؤتمرات التي تعقدها الصين بانتظام.
وأشارت إلى أن إحصاءات وزارة التجارة الدولية البريطانية تفيد بأن حجم التجارة الثنائية مع أفريقيا في الربع الثاني من عام 2019 بلغ 46 مليار دولار. في الوقت الذي بلغ فيه حجم التجارة الثنائية بين أفريقيا والصين، الشريك التجاري الأول للقارة، 208 مليار دولار عام 2019.
وأقر جونسون بأنه يتعين على المسؤولين والشركات البريطانية العمل لإقناع الدول الأفريقية بالقيام بأعمال تجارية مع المملكة المتحدة.
وقال: "هذا عالم تنافسي. ونحن ننافس خصوما أقوياء خاصة الصين وروسيا".
ووعد جونسون بأن تصبح المملكة المتحدة "دولة للتجارة الحرة على مستوى العالم" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني.
وعلى الرغم من سعي القوى العالمية الأخرى، بما في ذلك دول الخليج والهند، لتوسيع تواجدها الدبلوماسي والاقتصادي في أفريقيا، شكك بعض المراقبين في إمكانية نجاح بريطانيا في التحول إلى أفريقيا، فعندما زارت تيريزا ماي كينيا عام 2018، أشار الرئيس الكيني أوورو كينياتا إلى أنها أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء بريطاني إلى شرق أفريقيا منذ أكثر من ثلاثة عقود.
أكد جونسون أنه زار نحو 12 دولة أفريقية عندما كان وزيرا للخارجية البريطانية بين عامي 2017 و2019. وقال إن القمة ستشهد توقيع اتفاقات "بمليارات الجنيهات"، بما في ذلك مشاريع الطاقة النظيفة الكبرى.
وحضر الاجتماع أيضا الأمير هاري، الذي تربطه علاقات وطيدة بأفريقيا ويشارك في جمعيات خيرية ومؤسسات الحفاظ على البيئة، لدعم مكانة بريطانيا، على الرغم مما يثار حول قراره التنحي عن الواجبات الملكية الرسمية.
وكانت بريطانيا قد أعلنت أن 16 زعيما أفريقيا سيحضرون قمة الإثنين في لندن بينهم رؤساء نيجيريا والكونغو وكينيا ومصر وغانا والسنغال وملاوي وموزمبيق وساحل العاج وأوغندا ورواندا.
وقال رئيس غانا نانا أكوفو - أدو: "إن ثروات أفريقيا لا خلاف عليها"، مشيرا إلى أن سكان أفريقيا سيشكلون عام 2050 ربع سكان العالم.
وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في تقريرها السنوي "الوضع الاقتصادي العالمي وآفاق 2020" أن العام الماضي شهد تباطأ النمو الاقتصادي في جميع المناطق الجغرافية باستثناء أفريقيا.
من المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا إلى 3.2٪ عام 2020 و3.5٪ عام 2021. ومن المتوقع أن تحقق 25 دولة أفريقية نموا اقتصاديا لا يقل عن 5٪ هذا العام.
وذكر معهد التنمية الخارجية البريطاني هذا الشهر أن على بريطانيا أن تتبع نهجا استثماريا أكثر شمولية للطبقة المتوسطة المتنامية في أفريقيا والمستهلكين الأكثر تطورا. وقالت إن أكثر من 80٪ من استثمارات بريطانيا في أفريقيا تركز على خدمات التعدين والخدمات المالية، وأن 30٪ من الاستثمارات البريطانية في القارة تتوجه إلى دولة واحدة هي جنوب أفريقيا.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز