بريطانيا تسجل أكبر عدد يومي لإصابات كورونا منذ منتصف نوفمبر
سجلت بريطانيا، الأربعاء، أكبر عدد يومي لحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) منذ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ورصدت الحكومة البريطانية بواقع 25161 إصابة جديدة و612 وفاة خلال 28 يوما من الاختبار الإيجابي للفيروس، وهو أعلى عدد وفيات منذ الأسبوع الماضي.
وأظهرت بيانات الثلاثاء 18450 إصابة جديدة بفيروس كورونا و506 وفيات.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، مواطنيه وخصوصا المسنين إلى التزام "أقصى درجات الحذر"، رافضا دعوات التراجع عن تخفيف القيود المفروضة لاحتواء تفشي كوفيد-19 خلال عيد الميلاد.
وفي مسعاها لإنقاذ عيد الميلاد، اتفقت سلطات الأقاليم البريطانية الأربعة على السماح بتجمع 3 أسر على أقصى حد بين 23 و27 كانون الأول/ديسمبر والتنقل في أنحاء البلاد، في حين يمنع ذلك حاليا في الجزء الأكبر منها.
لكن المملكة المتحدة التي تمثل برفقة إيطاليا أكثر دول أوروبا تضررا بتسجيلها نحو 65 ألف وفاة بكوفيد-19، تشهد حاليا موجة وبائية ثانية مع ارتفاع عدد الإصابات خصوصا في لندن حيث أُغلقت الحانات والمطاعم والمؤسسات الثقافية الأربعاء.
وتتزايد الدعوات للتراجع عن التخفيف الذي وعدت السلطات بإقراره خلال عيد الميلاد، خشية تسجيل أعداد إصابات ووفيات قياسية بداية 2021. وحذرت أبرز مجلتين طبيتين بريطانيتين، وهما "بريتيش ميديكال جورنال" و"هيلث سيرفس جورنال"، من خطر إغراق جهاز الصحة العام.
لكن رئيس الوزراء الذي يعول على الإحساس بالمسؤولية أكثر من فرض القيود، قال خلال جلسة المساءلة البرلمانية الأسبوعية إن الأقاليم الأربعة المشكلة للمملكة المتحدة والتي يتخذ كل منها قراراته الصحية باستقلالية "مجمعة" على تخفيف القيود خلال الأعياد.
واتهم جونسون زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر بالرغبة في "إلغاء عيد الميلاد"، لكنه عاد وشدد على أنه من "الحيوي" أن يتحلى الناس خصوصا المسنين "بدرجة عالية من المسؤولية خلال هذه الفترة شديدة الصعوبة".
ولم يقدم رئيس الوزراء تفاصيل وافية حول الإجراءات خلال عيد الميلاد، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بوضع الكمامة خلال اللقاءات العائلية في عيد الميلاد واحتفالات رأس السنة.
من جهته، حضّ وزير شؤون الحكم المحلي روبرت جنريك المواطنين، صباح الأربعاء، على تنظيم لقاءات محدودة، ودعاهم إلى الانتظار حتى الربيع معتبرا أن عيد الفصح يمكن أن يكون "عيد ميلاد جديد".
ومتخوفا من تدهور الوضع الوبائي، أعلن رئيس الوزراء الويلزي مارك درايكفورد فرض حجر جديد هو الثالث في الإقليم، اعتبارا من نهاية أسبوع عيد الميلاد في 28 كانون الأول/ديسمبر.
وستوضع لندن وبعض مناطق جنوب البلاد في أعلى مستوى إنذار وقيود اعتبارا من الأربعاء، على خلفية الارتفاع "المطرد" في حالات العدوى، وفق وزير الصحة مات هانكوك.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية، أصبح 34 مليون شخص في إنكلترا يخضعون لإنذار "مرتفع جداً"، وهو ما يساوي 61% من سكان إنجلترا.
ويتضمن التشديد الجديد للقيود إقفالاً للفنادق والحانات والمطاعم، باستثناء خدمات التسليم إلى المنازل والتسلم عند المغادرة، وكذلك إغلاقاً للمواقع الثقافية مثل قاعات السينما والمسارح والمتاحف.
ويجب على من يستطيع أن يعمل من المنزل، كما على السكان تفادي التنقل لأسباب غير ضرورية. ويجب الحدّ من التواصل الاجتماعي، ويمنع الاختلاط مع أشخاص من خارج أفراد الأسرة الواحدة، إلا في الأماكن المفتوحة مثل الحدائق.
ويمكن للمدارس والمتاجر وصالونات تصفيف الشعر أن تبقى مفتوحة، وكذلك النوادي الرياضية.
ويشكّل هذا الإغلاق الجديد، وهو الثالث للعاصمة، "كارثة" بالنسبة إلى المسارح، كما نددت مؤسسة "ثياتر تراست" التي تمثّل القطاع في بريطانيا.
وبحسب إيما ماكلارن المديرة العامة لجمعية الحانات البريطانية "بريتيش بير أند باب أسوسييشن"، فإن هذا الإغلاق هو "مسمار" جديد في نعش حانات لندن والمناطق الأخرى المعنية به.
على صعيد مرتبط، بدأت السلطات الصحية بدرس سلالة جديدة من الفيروس اكتشفت في المملكة المتحدة لتحديد دورها في الارتفاع الحالي لعدد الإصابات.
لكن أصدرت السلطات الصحية تطمينات، وقالت إنه لا توجد حاليا أي مؤشرات بأن هذه السلالة تسبب شكلا أكثر خطورة من المرض أو مقاومة للقاح الذي تعلق عليه السلطات آمالا كبيرة للخروج من الأزمة.
وبريطانيا هي أول بلد غربي أطلق حملة تلقيح، وقد تلقى حتى الآن 137 ألف شخص جرعة أولى من لقاح فايزر/بايونتيك، وفق وزارة الصحة.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg
جزيرة ام اند امز