كييف غاضبة من اتصال شولتز ببوتين.. كسر العزلة
أبدت أوكرانيا غضبها من اتصال هاتفي بين مستشار ألمانيا أولاف شولتز بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واعتبرت أنه يحقق أمله في "كسر العزلة".
ونددت أوكرانيا، الجمعة، بأول اتصال هاتفي منذ أكثر من عامين بين المستشار الألماني وبوتين، قائلة إنه "محاولة تهدئة" إزاء موسكو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية غيورغي تيخي، في بيان، إن "الأحاديث مع الديكتاتور الروسي لا تمثل في ذاتها أي قيمة مضافة للتوصل الى سلام عادل"، حسب وصفه.
ودعا إلى "أفعال ملموسة وقوية تجبره على السلام، وليس (إلى وسائل) إقناع ومحاولات تهدئة".
كما علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الاتصال بقوله إنه "من المهم بشكل متزايد بالنسبة لبوتين أن يتم إلغاء عزلته".
وكانت دول غربية قد فرضت عقوبات قاسية على موسكو وأقامت جدارا لعزل بوتين، لكن وقوف دول عديدة على الحياد إزاء الأزمة في أوروبا أفشلت على ما يبدو المحاولة الغربية.
وزار بوتين العديد من البلدان خلال السنوات الماضية.
لكن كسر الجمود في الاتصال مع قادة غربيين يعد تحولا كبيرا في سياسات قادة من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويأتي التحول فيما يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب لتسلم مهامه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويعلن ترامب عن موقف أقل تشددا تجاه روسيا، كما يبدي تحفظا على حجم التمويل الأمريكي للحرب في أوكرانيا.
والجمعة أيضا قال زيلينسكي إن حرب روسيا على بلاده "ستنتهي على نحو أسرع" بعد تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف لإذاعة سوسبيلن الأوكرانية "ستنتهي الحرب، لكن لا يوجد تاريخ محدد (لنهايتها)، بالطبع.. مع سياسة هذا الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن ستنتهي الحرب على نحو أسرع".
وأضاف أن "السلام العادل" أمر مهم للغاية بالنسبة لأوكرانيا.
وأعلنت ألمانيا، اليوم الجمعة، عن المحادثة الهاتفية بين شولتز وبوتين التي استمرت لنحو ساعة.
وقال الكرملين إن الرئيس بوتين أبلغ المستشار الألماني بأن روسيا مستعدة لدراسة اتفاقات في مجال الطاقة إذا كانت برلين مهتمة، في أول محادثة هاتفية بينهما منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.
وأضاف أن الزعيمين "تبادلا وجهات النظر على نحو مفصل وصريح" بشأن أوكرانيا، لافتة إلى أن بوتين أكد الموقف الذي كان يعلنه منذ أشهر، وهو أن أي اتفاق سلام يجب أن يراعي المصالح الأمنية لموسكو، وأن يستند إلى "حقائق إقليمية جديدة"، في إشارة إلى حقيقة أن القوات الروسية تسيطر على خُمس مساحة أوكرانيا.
وورد في بيان أصدره الكرملين أن بوتين تحدث أيضا عن "تدهور غير مسبوق" في العلاقات بين البلدين، وألقى باللوم فيه على الإجراءات غير الودية التي اتخذتها ألمانيا.
وذكر البيان أنه "تم التأكيد على أن روسيا تقيدت دائما بالتزاماتها التعاقدية والمعاهدات في قطاع الطاقة وهي مستعدة للتعاون ذي المنفعة المتبادلة إذا أظهر الجانب الألماني اهتماما بهذا الأمر".
وكانت ألمانيا تعتمد بشدة على الغاز الروسي قبل الحرب، لكن الشحنات المباشرة توقفت عندما تم تفجير خط أنابيب نورد ستريم تحت بحر البلطيق في عام 2022.
وفرضت ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي موجات متتالية من العقوبات على روسيا بسبب الحرب، واتخذت خطوات للتخلص من اعتمادها على النفط والغاز الروسيين.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال الكرملين إن موقف بوتين هو نفسه الذي أعلنه في يونيو/حزيران، عندما قال إن الحرب قد تنتهي إذا تخلت كييف عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وسلمت كامل المناطق الأربع التي تطالب بها روسيا بالسيادة عليها، ورفضت أوكرانيا هذه الشروط باعتبارها استسلاما.
وأضاف الكرملين "الاتفاقيات المحتملة يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا الاتحادية في مجال الأمن، وتستند إلى الحقائق الإقليمية الجديدة، والأهم من ذلك القضاء على الأسباب الجذرية للصراع".